إن الفكرة التي راودت الياباني ميكوموتو والتي بدأت في 28 سبتمبر سنة 1895م لزراعة اللؤلؤ الصناعي أو الزراعي لم تؤت ثمارها إلا في عام 1912م ، وبعد أن مضت سنوات كان خوض التجارب قد أدى إلى نجاح ساحق ، لتقضي على حضارة الغوص في الخليج ، وهكذا استمر اليابانيون على نهجهم محافظين على أسرار زراعة اللؤلؤ التي ظلت حكراً عليهـم .
واللؤلؤ الزراعي من جهة ، وظهور البترول من جهة أخرى كانا عاملين مهمين في اندثار حضارة الغوص في الخليج ، فإن أبناء الخليج في يومنا يسألون – لماذا انتهت صناعة الغوص ؟ ولماذا اندثرت تلك الحضارة ؟ أليس الإنتاج كان العمود الفقري للاقتصاد على سواحل الخليج ؟ ولماذا أصبح اللؤلؤ غير مرغوب فيه في منطقتنا ؟ وإذا كان كذلك فهو على نطاق محدود جداً ، وهل نحن فعلاً تخلفنا بحيث لم نستطع مواكبة التقنيات الجديدة لزراعة اللؤلؤ كما تفعل كثير من الدول في أستراليا و اليابان و أمريكا وغيرها في أماكن كثيرة في جزر متفرقة من العالم .
ولعلنا طبقنا المثل الذي ظهر في عصر البترول : ( وش لك بالبحر وأهواله وأرزاق الله على السيف ) وإذا كنا قد خلدنا إلى الدعة والراحة في فترة ما بعد البترول ، وهو ما يسمى عصر الطفرة ، إلا أننا يمكن أن نزرع لؤلؤاً ذا جودة عالية ، خصوصاً أن أجدادنا كانوا يملكون أسرار اللؤلؤ وأسرار البحر ، فهل علينا حمل رسالة الغوص وإكمال مسيرة البحث عن اللؤلؤ وإن كان زراعياً ؟ ، إن موروثنا تركناه برحيل أجدادنا بينما اليابانيون حافظوا عليه واعتبروه إرثاً عريقاً ! وبه اكتسحوا العالم !
وبما أن دول العالم الأخرى نافست اليابان كما في استراليا مثلاً ، إذ قاموا بأبحاث كثيرة لإنتاج لؤلؤ زراعي كبير ذي جودة عالية ، وفي نفس الوقت تفادوا عيوب التجربة اليابانية في تلفيات المحار ، إذ إنهم يتركون الصدفة (المحار) مزروعة لمدة سنتين وينظف كل أسبوع مرة واحدة لإزالة العوالق والطحالب وغيرها من الكائنات الإسفنجية التي يزخر بها البحر ، وهم بعد ذلك استطاعوا أن ينتجوا لآلئ عالية الجودة ، إذ يوضع في العقد الواحد 25 لؤلؤة تقدر قيمتها بـ(350.000) ثلاثمائة وخمسين ألف دولار أمريكي ، وإن الآلاف من هذه العقود تباع في دول أوروبا وأمريكا ، ويبدو أنه لا يوجد من يغامر في وضع أسس جديدة لمزرعة بحرية لزراعة اللؤلؤ الصناعي ، فمشروع مثل هذا لابد أن يكون ذات يوم على ضفاف الخليج .
إن زراعة اللؤلؤ قضت على مهنة الغوص في دول الخليج العربي نظراً لتوفر اللؤلؤ الصناعي الذي ينافس اللؤلؤ الطبيعي في الجودة وبالتالي كثر العرض على الطلب فانفضت أسعار اللؤلؤ ، ولم يتمكن أهالي المنطقة من الاستمرار في هذه المهنة لعدم معرفتهم بأسرار زراعة اللؤلؤ ، والذي ليس صعباً علينا . ويعتقد قديماً أن اللؤلؤ يتكون من قطرات المطر ، وكما ذكر المسعودي في كتاب " مروج الذهب " : " ذكرنا كيفية تكوّن اللؤلؤ وتنازع الناس في تكونه ومن ذهب منهم إلى أن ذلك من المطر ومن ذهب إلى أن ذلك من غير المطر ، وصفه صدف اللؤلؤ العتيق منه الحديث الذي يسمى بالمحار والمعروف بالبلبل واللحم الذي في الصدف والشحم ، وهو حيوان يفزع على ما فيه من اللؤلؤ والدر خوفاً من الغاصة كخوف المرأة على ولدها من جسم غريب أو ذرة رمل أو ما شابه ذلك تدخل إلى المحارة فيتأذى الحيوان الرخو الذي يسكن داخل الصدفة ، فيدافع عن نفسه بأن يفرز مادة لؤلؤية تجعل ذلك الجسم الغريب أملس ناعماً مستديراً تقريباً حتى لا يؤذيه حيث يكسوه بطبقات من إفرازه فتتكون من جراء ذلك اللؤلؤة .
وبرزت فكرة زراعة اللؤلؤ بقيام الياباني (ميكوموتو) سنة 1895م ، باستخدام هذه المعلومات ، فقام بوضع مجسم غريب داخل المحارة فيقوم الحيوان فيها بالدفاع عن نفسه ويتكون اللؤلؤ ، وبدأ عهد اللؤلؤ الزراعي وأنشئت مزارع للمحار ، وتم عمل الأبحاث لإنتاج نوعيات جيدة من اللآلئ في أقصر وقت ممكن ، حيث إنه في الطبيعة تلزم خمسة أعوام كي تكون الرخوية لؤلؤة ، في حين يمكن بفضل التقنية الجديدة أن تحصل على النتيجة نفسها في عامين أو ثلاثة أعوام ، كما يمكن بواسطة التقنيات الجديدة القيام بتلقيح المحار الصغير للحصول على اللآلئ الفخمة . كما تم إنتاج المحار اللؤلؤي في مزارع اللؤلؤ حيث إن كل محارة تنتج ملايين البويضات ، فالمحار يبيض على امتداد العـام .
والمحـار لا يتغذى بصورة اصطناعية فهـو يحتاج فقط إلى مساحة كبيرة ، وغذاؤه الطبيعي الرئيسي هو علق البحر النباتـي .
أمـا عن طريقـة زراعة اللؤلؤ في المحار فتتم كما يلي :
يتم إدخال كرة من عرق اللؤلؤ إلى جيب الصدفة ، وعرق اللؤلؤ هذا مقطوع بصورة حصرية من صدفة ، ويلزم بادئ ذي بدء عمل دقيق لتحضير المحارة وفتحها من دون إحداث أي رض ، وتركيز مسند لها ، ويجب أن ترتاح الرخوية على مدى ساعات ، ثم يتم إجراء جزء في الغدة التناسلية يسمح بإدخال النواة المغطاة مسبقاً إلى ثلاثة أرباعه بقطعة مأخوذة من مَحارة أخرى تتم التضحية بها ، وبعد إتمام هذه المرحلة يوضع المحار في سلال عمودية مدلاة على عمق عشرات الأمتار ، وتتم مراقبتها يومياً على مدى شهر للتحقق من أن الحيوان قد قبل التلقيح فعلاً ، وهناك 45% يرفض فيها التلقيح . وعندما تقبل المحـارة النواة ، يلزمها عامان أو ثلاثة أعـوام لتتكون اللؤلؤة ، وخلال هذه الفترة يمكن تقوية نمو قطر اللؤلؤة وتحسين لمعانها بفضل تقنيات ما زال مكتشفوها يحتفظون بأسرارها . ويمكن استخدام المحارة مرة أخرى عن طريق إدخال نـواة لهـا ذات القطر للؤلؤة المستخرجة . وهذا التلقيح يمكن أن يتم ضمن الشروط نفسها مرة ثانية إذا كانت المَحَّـارة تتمتع بصحة جيدة ، وبين تدخل وآخر يجب احترام مهلة 18 شهراً كحد أدنى ، والمَحـارة القوية يمكن أن تعيش حتى 30 سـنة .
واللؤلؤ الزراعي من جهة ، وظهور البترول من جهة أخرى كانا عاملين مهمين في اندثار حضارة الغوص في الخليج ، فإن أبناء الخليج في يومنا يسألون – لماذا انتهت صناعة الغوص ؟ ولماذا اندثرت تلك الحضارة ؟ أليس الإنتاج كان العمود الفقري للاقتصاد على سواحل الخليج ؟ ولماذا أصبح اللؤلؤ غير مرغوب فيه في منطقتنا ؟ وإذا كان كذلك فهو على نطاق محدود جداً ، وهل نحن فعلاً تخلفنا بحيث لم نستطع مواكبة التقنيات الجديدة لزراعة اللؤلؤ كما تفعل كثير من الدول في أستراليا و اليابان و أمريكا وغيرها في أماكن كثيرة في جزر متفرقة من العالم .
ولعلنا طبقنا المثل الذي ظهر في عصر البترول : ( وش لك بالبحر وأهواله وأرزاق الله على السيف ) وإذا كنا قد خلدنا إلى الدعة والراحة في فترة ما بعد البترول ، وهو ما يسمى عصر الطفرة ، إلا أننا يمكن أن نزرع لؤلؤاً ذا جودة عالية ، خصوصاً أن أجدادنا كانوا يملكون أسرار اللؤلؤ وأسرار البحر ، فهل علينا حمل رسالة الغوص وإكمال مسيرة البحث عن اللؤلؤ وإن كان زراعياً ؟ ، إن موروثنا تركناه برحيل أجدادنا بينما اليابانيون حافظوا عليه واعتبروه إرثاً عريقاً ! وبه اكتسحوا العالم !
وبما أن دول العالم الأخرى نافست اليابان كما في استراليا مثلاً ، إذ قاموا بأبحاث كثيرة لإنتاج لؤلؤ زراعي كبير ذي جودة عالية ، وفي نفس الوقت تفادوا عيوب التجربة اليابانية في تلفيات المحار ، إذ إنهم يتركون الصدفة (المحار) مزروعة لمدة سنتين وينظف كل أسبوع مرة واحدة لإزالة العوالق والطحالب وغيرها من الكائنات الإسفنجية التي يزخر بها البحر ، وهم بعد ذلك استطاعوا أن ينتجوا لآلئ عالية الجودة ، إذ يوضع في العقد الواحد 25 لؤلؤة تقدر قيمتها بـ(350.000) ثلاثمائة وخمسين ألف دولار أمريكي ، وإن الآلاف من هذه العقود تباع في دول أوروبا وأمريكا ، ويبدو أنه لا يوجد من يغامر في وضع أسس جديدة لمزرعة بحرية لزراعة اللؤلؤ الصناعي ، فمشروع مثل هذا لابد أن يكون ذات يوم على ضفاف الخليج .
إن زراعة اللؤلؤ قضت على مهنة الغوص في دول الخليج العربي نظراً لتوفر اللؤلؤ الصناعي الذي ينافس اللؤلؤ الطبيعي في الجودة وبالتالي كثر العرض على الطلب فانفضت أسعار اللؤلؤ ، ولم يتمكن أهالي المنطقة من الاستمرار في هذه المهنة لعدم معرفتهم بأسرار زراعة اللؤلؤ ، والذي ليس صعباً علينا . ويعتقد قديماً أن اللؤلؤ يتكون من قطرات المطر ، وكما ذكر المسعودي في كتاب " مروج الذهب " : " ذكرنا كيفية تكوّن اللؤلؤ وتنازع الناس في تكونه ومن ذهب منهم إلى أن ذلك من المطر ومن ذهب إلى أن ذلك من غير المطر ، وصفه صدف اللؤلؤ العتيق منه الحديث الذي يسمى بالمحار والمعروف بالبلبل واللحم الذي في الصدف والشحم ، وهو حيوان يفزع على ما فيه من اللؤلؤ والدر خوفاً من الغاصة كخوف المرأة على ولدها من جسم غريب أو ذرة رمل أو ما شابه ذلك تدخل إلى المحارة فيتأذى الحيوان الرخو الذي يسكن داخل الصدفة ، فيدافع عن نفسه بأن يفرز مادة لؤلؤية تجعل ذلك الجسم الغريب أملس ناعماً مستديراً تقريباً حتى لا يؤذيه حيث يكسوه بطبقات من إفرازه فتتكون من جراء ذلك اللؤلؤة .
وبرزت فكرة زراعة اللؤلؤ بقيام الياباني (ميكوموتو) سنة 1895م ، باستخدام هذه المعلومات ، فقام بوضع مجسم غريب داخل المحارة فيقوم الحيوان فيها بالدفاع عن نفسه ويتكون اللؤلؤ ، وبدأ عهد اللؤلؤ الزراعي وأنشئت مزارع للمحار ، وتم عمل الأبحاث لإنتاج نوعيات جيدة من اللآلئ في أقصر وقت ممكن ، حيث إنه في الطبيعة تلزم خمسة أعوام كي تكون الرخوية لؤلؤة ، في حين يمكن بفضل التقنية الجديدة أن تحصل على النتيجة نفسها في عامين أو ثلاثة أعوام ، كما يمكن بواسطة التقنيات الجديدة القيام بتلقيح المحار الصغير للحصول على اللآلئ الفخمة . كما تم إنتاج المحار اللؤلؤي في مزارع اللؤلؤ حيث إن كل محارة تنتج ملايين البويضات ، فالمحار يبيض على امتداد العـام .
والمحـار لا يتغذى بصورة اصطناعية فهـو يحتاج فقط إلى مساحة كبيرة ، وغذاؤه الطبيعي الرئيسي هو علق البحر النباتـي .
أمـا عن طريقـة زراعة اللؤلؤ في المحار فتتم كما يلي :
يتم إدخال كرة من عرق اللؤلؤ إلى جيب الصدفة ، وعرق اللؤلؤ هذا مقطوع بصورة حصرية من صدفة ، ويلزم بادئ ذي بدء عمل دقيق لتحضير المحارة وفتحها من دون إحداث أي رض ، وتركيز مسند لها ، ويجب أن ترتاح الرخوية على مدى ساعات ، ثم يتم إجراء جزء في الغدة التناسلية يسمح بإدخال النواة المغطاة مسبقاً إلى ثلاثة أرباعه بقطعة مأخوذة من مَحارة أخرى تتم التضحية بها ، وبعد إتمام هذه المرحلة يوضع المحار في سلال عمودية مدلاة على عمق عشرات الأمتار ، وتتم مراقبتها يومياً على مدى شهر للتحقق من أن الحيوان قد قبل التلقيح فعلاً ، وهناك 45% يرفض فيها التلقيح . وعندما تقبل المحـارة النواة ، يلزمها عامان أو ثلاثة أعـوام لتتكون اللؤلؤة ، وخلال هذه الفترة يمكن تقوية نمو قطر اللؤلؤة وتحسين لمعانها بفضل تقنيات ما زال مكتشفوها يحتفظون بأسرارها . ويمكن استخدام المحارة مرة أخرى عن طريق إدخال نـواة لهـا ذات القطر للؤلؤة المستخرجة . وهذا التلقيح يمكن أن يتم ضمن الشروط نفسها مرة ثانية إذا كانت المَحَّـارة تتمتع بصحة جيدة ، وبين تدخل وآخر يجب احترام مهلة 18 شهراً كحد أدنى ، والمَحـارة القوية يمكن أن تعيش حتى 30 سـنة .