.{ المــقَدِمـــة } .
تفاخر أستراليا بتعدديتها الثقافية من خلال تركيبتها السكانية المتنوعة، لكن سكانها التاريخيين الأصليين يقولون إنهم يعيشون على هامش الحياة ويشكون من حقوق منقوصة وعدالة اجتماعية لا تطالهم ويقولون إنهم الغرباء في وطنهم، كما يتهمون الحكومة بالسعي لإبادتهم والتخلص منهم،
من هم ؟ ؟
ويقول المؤرخون ان هؤلاء تدافعوا نحو بلادهم من الاطراف قادمين من عدة مناطق حول أستراليا .. من جزيرة تسمانيا في الشرق ومناطق أخرى كـ الإسكيمو . يقال أنهم استوطنوا القارة بمجموعاتهم المختلفة منذ حوالي خمسين ألف سنة !! ولهم حضارتهم المميزة وأكثر ما اشتهروا به الرسم الرمزي الذي يروي قصة أجدادهم ومعتقداتهم عن كيفية بدء الكون.
تفاخر أستراليا بتعدديتها الثقافية من خلال تركيبتها السكانية المتنوعة، لكن سكانها التاريخيين الأصليين يقولون إنهم يعيشون على هامش الحياة ويشكون من حقوق منقوصة وعدالة اجتماعية لا تطالهم ويقولون إنهم الغرباء في وطنهم، كما يتهمون الحكومة بالسعي لإبادتهم والتخلص منهم،
من هم ؟ ؟
ويقول المؤرخون ان هؤلاء تدافعوا نحو بلادهم من الاطراف قادمين من عدة مناطق حول أستراليا .. من جزيرة تسمانيا في الشرق ومناطق أخرى كـ الإسكيمو . يقال أنهم استوطنوا القارة بمجموعاتهم المختلفة منذ حوالي خمسين ألف سنة !! ولهم حضارتهم المميزة وأكثر ما اشتهروا به الرسم الرمزي الذي يروي قصة أجدادهم ومعتقداتهم عن كيفية بدء الكون.
الأسرة لدى السكان الأصليين
تعيش كمجموعات بدائية عاشت في شكل قبلي وتكونت كل مجموعة من 1530 فردا ترجع قلتهم في انهم يتوالدون في شهور معينة من السنة حسب معتقداتهم ويعيشون على الصيد وجمع الثمار اتخذوا من الكهوف المطلة على خلجان شمال استراليا الحالية مساكن لهم .. واكتشفت آثار ترجع إلى 38 ألف عام قبل الميلاد قرب نهر «سوان» حول منطقة سيدني قام الأوروبيون بالتخلص منهم وإبادتهم في حملات منظمة ولم يكلف الرجل الأبيض نفسه كثيرا أن يتفهم احتياجاتهم أو يتعايش معهم .. ولربما أن القارة كانت منفى لمجرمي الإمبراطورية البريطانية العظمى في ذلك الوقت حيث وصل إليها أربعون ألف مجرم منفي خلال الثماني سنوات الأولى لاستيطان أستراليا .. يتحكم زعيم القبيلة في الموارد الاقتصادية لكل مجموعة ويتمتع بمكانة خاصة وله كامل الولاء والطاعة تتزاوج هذه القبائل في شكل عشوائي جدا فليس هناك ما يعرف عن شكل معين للأسرة ونجد أن دور المرأة هامشي جدا فالرجل يصنع الدروع والحراب ويذهب للصيد ثم يطهو الطعام . للمرأة كما أسلفنا دور ثانوي في الحياة فهي تعنى بأطفالها وتربي بعض الدواجن و تسعى لصيد الأسماك مع الرجل وجمع صدف البحر والثمار والخضراوات .تتحدث تلك القبائل 250 لغة مختلفة.
حياة السكان الأصليين :
يستمد سكان استراليا القدامى معرفتهم ومعتقدهم مباشرة من الأرض والطبيعة مما جعل علماء التاريخ يجزمون بأن نظام المعتقدات الذي يربط البشر بأسرار الأرض وحاجة المجتمع المادية والمعنوية الموجود لدى يعد النظام الأقدم على سطح البسيطة يستخدمون مصطلح وقت الأحلام الذي يعتبر الأهم لديهم حيث يتحدثون عن خرافات واساطير فيما يتعلق بنشأة الانسان .كما يعتقدون أن الجبال وهي تسمى اليورو تكمن خلفها أرض الأجداد حيث يتزاوجون ويوزعون الرزق «آخر استراليا»
الطقوس
للسكان الأصليين طقوس مختلفة عند صيد البحر وأكله .. فهم لا يستخدمون شراكا حديدية بل حربة مدببة تدعى«البوسيني» .. ويقف الفرد منهم يحدق في الماء وعندما يرى الصيد يتمتم فيما معناه استئذان ويطيح بالحربة في شكل مائل فإن أصاب الصيد جثا على ركبتيه ثم أخذه بين أحضانه لمكان الطهو حيث لا تؤكل إلا مع خبز النباتات «نجاثيو» !!.. ولاعتقادات خاطئة لا يأكلون طير البحر الذي يعتبرونه عاصيا وفاسدا وذا روح شريرة .
الإرث الفني
يشتهرون بأنهم مهرة في التعبير عن حياتهم ومعتقداتهم عن طريق الرسم الرمزي بمعنى أنه لا توجد مجسدات مرسومة بالكامل تظهر أيا من أشكال الحياة الاجتماعية والاقتصادية مقارنة مع الفن عند الحضارات القديمة. وجد الباحثون لوحات رمزية غاية في القدم والبدائية منحوتة في الكهوف الرملية القريبة من السواحل وأماكن المياه الموسمية وأودية الأنهار كما برع هؤلاء القوم في صناعة الدروع والسلال وكلاهما مرتبط بشكل الحياة التي يعيشونها فالحياة البرية ومخاطرها بررت وجود الدروع المنسوجة بدقة وقوة كما أن شكل الحياة الاقتصادية القائمة على المقايضة جعل من التلال قمة في التميز ترمز الدائرة المغلقة مثلا إلى إما معسكر قبلي أو مياه أو نار .. ونجد أن في واحدة من أهم احتفالاتهم «عيد الألوان» والمرتبط بموسم التزاوج في الربيع ترمز الدائرة لقوة الآلهة ومباركتها.
الشكل الاحتفالي للأبوريجنيز يكاد يكون سريا فالأفراح والأتراح تؤدى في أماكن مغلقة وقد تكون داخل كهف أو ما شابه .. ويعرف عنهم استعمال آلة ال«الديدجريدو» الموسيقية المقدسة المصنوعة من قطعة واحدة من الخشب والتي يعدها البعض الرمز الوطني لاستراليا .. هذه الآلة الطويلة ممنوع استعمالها للعزف عند النساء حيث يعتقد أن الواحدة قد تحمل طفلا لو نفخت في الآلة العازف الأبورجنيز يعين منذ نعومة أظافره ويتولى تدريبه ساحر القبيلة «الأوندانجو» ويطلقون اللحن في حالة الفرح «ييداكي» وعند المآتم يسمى «ييداكيمي» عرفت ألحانهم الحزينة بالتفرد حيث تسمى « البيلما Bilma » وهي في غالبها تقليد لأصوات بعض الحيوانات وأصوات بعض مكونات الطبيعة فيما يعتقدون أنه آلهة.
المدنية } .
أقدمت الحكومة الاسترالية في الحقبة الأخيرة على تنظيم حياتهم بإدخال عدة برامج تعليمية مزدوجة اللغات لعدم وجود دراسات تطبيقية للغات الأبورجنيز غير ان الحكومة ايضا عملت على إدخال الديانة النصرانية في معتقدهم وذلك ببناء الكنائس في أماكن تجمعاتهم وتحاول جاهدة أن تضفي عليها من المدنية الحديثة وبعض المغريات على مثل إبراز فنانيهم ورسومهم وتراثهم وإقامة منظمات لحمايتهم والدفاع عنهم لكن .. إلى الآن استعصت هذه القبائل البدائية على مدنية الرجل الأبيض وبريقها.. حيث فضلوا الخروج من كهوفهم ومساكنهم البدائية بعد جهد إلى قرى نموذجية معدة لهم ولكنها بعيدة جدا عن عمران المدن حول سهول وسط أستراليا وبقيت سمة هامة أنهم وإن كانوا إحدى أقدم الحضارات الموغلة في البدائية الموجودة بصفة حية بيننا الآن إلا أن دورهم الحالي هو إسعاد السياح وجذب الباحثين وهواة التأمل في خلق الله وملكوته.
صُوَر للـ سكان الأصليين