النخلة شجرة مباركة وهى رمز من رموز الإباء العربي والأصالة العربية , بل إنها الفطرة العربية نفسها فمنذ عرفت هذه الشجرة الطيبة المباركة كانت وما زالت مرتبطة بالعرب , وحنينهم إلى تلك النخلة قوى وعميق , فمنذ فجر التاريخ والنخلة والبلح وبعض المصنوعات الأخرى التي يدخل فيها سعف النخيل عرفت من قبل الأقدمين .
وقد ورد ذكر النخلة في مواضع كثيرة من الكتب السماوية , وذكرها الله في قرآنه الكريم في 20 آيه كريمة ففي سورة مريم قال الله تعالى “ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا” وقال تعالى في سورة المؤمنون “فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون “. صدق الله العظيم . وورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة وفى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه :
عن سلمة بنت قيس قالت “ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فانه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما , فانه كان طعام مريم حين ولدت ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لأطعمها إياه” . وفى الصحيحين “ إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها “ وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال” من أفطر بشق من التمر كفاه الله شر ذلك اليوم “ . وقد أقرت الجامعة العربية توصية المؤتمر العربي الأول للنخيل والتمور الذي عقد في بغداد في عام 1981م باعتماد يوم 15 سبتمبر من كل عام كيوم للنخيل العربي تقام فيه الاحتفالات في كافة أرجاء الوطن العربي حفاظا على ثروة قومية زراعية في الوقت الذي تسعى فيه أمتنا لتحقيق أمنها الغذائي القومي.
النخيل في الإمارات
تلقى النخلة اهتماما كبيرا في الإمارات على المستويين الرسمي والشعبي , وهو نوع من الوفاء الذي تميز به ابن الإمارات لهذه الشجرة الكريمة , رفيقة الإنسان على هذه الأرض في أيام الشدة , فكان حري به أن يرد لها الكرم , في أيام الرخاء .
وأكبر دليل على هذا الوفاء والاهتمام , تلك التوجيهات الدائمة من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة بضرورة الاهتمام بالنخلة , والتوسع في زراعتها , والاهتمام بنوعياتها وتوفير الوقاية والعلاج الفوري لها من أي أمراض .
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن المدى الذي تجود فيه زراعة وانتاج التمور , ويرجع هذا إلى هطول الأمطار القليل , خاصة خلال موسم الأزهار ونمو وتطور الثمار , بالإضافة إلى الجو الحار صيفا , ويقدر عدد أشجار النخيل الآن في الإمارات بأكثر من 40 مليون نخلة بعد أن كان لا يتعدى مليون نخلة فقط قبل سنوات قليلة وتمثل زراعة النخيل في دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 8% من المساحة المزروعة بالفاكهة في الدولة , 30% من المساحة الزراعية الكلية .
نخيل العين
ويوجد في العين الآن حسب آخر إحصائية حوالي 10 ملايين نخلة , والرقم يزداد يوما بعد يوم , فالاهتمام مستمر , وصاحب السمو رئيس الدولة يأمل أن تصبح كل منطقة في الإمارات وارفة بظلال النخيل ,وألا يكون هناك شبر إلا وتغطيه الخضرة , وتظلله النخلة بظلها إذ تقوم الدولة بتوزيع شتلات الأصناف الجيدة من النخيل على المزارعين بالمجان وتدعمهم ماليا وفنيا .
الانتاج المبكر
يمتاز النخيل في دولة الإمارات بالإنتاج المبكر , بالإضافة إلى ثماره الجيدة, حيث تبدأ الشجرة في الإثمار ابتداء من السنة الرابعة لمعظم الأصناف , وأحيانا في السنة الثالثة , وهذا يخالف المألوف والمتعارف عليه في مناطق العالم , حيث يبدأ الإنتاج بعد الزراعة من 6 إلى 8 سنوات , ويرتفع معدل إنتاج النخلة الواحدة في دولة الإمارات ليصل في بعض الأصناف إلى 120 كيلو جراما سنويا , وهذا يدل على مدى الرعاية التي تحظى بها مزارع النخيل في الدولة ويعتبر التوسع الذي تشهده الدولة في مجال زراعة النخيل نموذجا طيبا يحتذى به على المستوى العالمي حيث ساهم في تقليص الرقعة الصحراوية والحد من الزحف الصحراوي. والنخلة مع ابن الإمارات كما قلنا في البداية لها تاريخ عريق , وقد التصق بها وأحبها , لأنها تدخل في كثير من أمور حياته , فمنها اتخذ غذاء وعلاجا , ونارا , واستعملها في البناء , وأغراض حياته اليومية مثل الأثاث .
فوائد النخيل
فوائد شجرة نخلة التمر تكاد لا تعد ولا تحصى , حيث يذكر أن لها 365 فائدة منها قيمتها الغذائية العالية , وهى تعتبر مصدرا ممتازا للطاقة الحرارية لجسم الإنسان , وهذا يعود إلى محتواها السكري , حيث أنها تحتوى على ما يقرب من 80 % من السكريات من الوزن الطازج , كما تحتوى الثمار على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الكبيرة لجسم الإنسان كالبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد والفيتامينات “ أ “ , “ ب “ , “ب2”, “ ب 6 “ وتكون هذه عناصر هامة لجسم الإنسان لتساعده على الحركة والنشاط وصحة الجهاز الهضمي وموازنة السوائل الجسمية وصحة الأعصاب والحيوية . وقد استفاد أهل المنطقة من النخيل استفادة كبرى , وفى أمور كثيرة , “فالكرب” وهو بقايا السعف المقصوص يستعمل كوقود أساسي للطبخ . والليف يستعمل في صنع الحبال , والعذق أو “القنو” الذي يحمل التمر يستفاد منه بعد قطف الثمر في كنس الأرض , ومن خوص السعف تجدل أشرطة طويلة تجمع إلى جانب بعضها البعض وتستخدم كحصيرة تفرش على الأرض بدلا من السجاد , وعادة ما كانوا يصنعون من الخوص أيضا حصيرة مستديرة صغيرة يوضع عليها الطعام وتسمى “السرود “ , ويصنع أيضا منها على شكل اسطوانة “القفير” أو الحضافة لتخزين التمور , وكلنا يعرف “ القفة “ , فهي تصنع من الخوص أيضا وتستعمل لوضع أو نقل الأشياء. ومن الخوص يصنع المزارع “المخرافة” التي ينقل فيها المزارع الرطب من مزرعته إلى منزله , و”المكاب” الذي يغطى به الأكل أو الرطب , و”المهفة” , واضح من اسمها أنها قطعة من الحصير مثبتة بذراع من الخشب ويستخدمها الإنسان في التهوية , و”المشب” يقوم بنفس عمل المهفة ولكن لتبريد الطعام أو زيادة اشتعال النار , ومن جريد النخل وجذوعه يصنعون أسقف المنازل أو إقامة العريش , ومن بلحها يتخذون علاجا , فالمصلى يستعمل لتقوية البطن , ويستعمل أيضا مع قليل من الدهن لتدليك العضلات , وكانوا أيضا يستعملون الفرض في تجبير العظام . ومن التمر , تصنع العجوة , وعصير التمر “ الدبس “ يستعمل كشراب مغذ في الشتاء خاصة , والتمر الجاف “ الحسيل “ يستعمل علفا للماشية . وكانوا يستعملون الشيص , وهو الثمر الذي تحمله النخلة دون تلقيح في صباغة شباك الصيد فتصبح مائلة للزرقة فلا يميزها السمك .
مميزات النخيل
تتميز النخلة بأنها ذات ساق طويلة أسطوانية الشكل وذات سمك واحد , كما تمتاز بطول جذعها الممتد إلى أعلى ومتصل بالقدر “ وهو المكان الذي تتكون به الثمار التي تكون بين الزور المتفرع على شكل مظلة “ شمسية “ الذي يتناثر منه الخوص “ وهى الأوراق الريشية الطويلة المتجهة إلى أعلى والى أسفل “ كما تتميز بذورها بأنها مشقوقة.. ونخيل البلح ككل نباتات الفلقة الواحدة , لذلك نراه ذات ساق أسطوانية لا تزيد في الحجم وانما تزيد في الطول فقط عن طريق البراعم الطرفية , وهى نقطة النمو عند النخلة ويبلغ طول أوراق النخيل “ الزور “ من ثلاثة إلى خمسة أمتار وتعيش من ثلاث إلى سبع سنوات إذا لم تقطع .
مواسم الزراعة
تناول الدكتور حميد جاسم الجبورى من جامعة الإمارات في بحث نشرته مجلة الزراعة والتنمية في الوطن العربي الكثير من جوانب زراعة النخيل فقال : هناك موسمان رئيسيان لزراعة الفسيل في معظم أنحاء العالم , الموسم الأول الربيع , والثاني الخريف , على أنه يمكن زراعة الفسائل في أي وقت من السنة باستثناء فترتي الحر الشديد والبرد القارس , وفى الإمارات تزرع الفسائل في موعدين رئيسيين الربيعي , “ مارس - مايو “ والخريفي , “ أغسطس - أكتوبر “ وقد يمارس المزارعون الزراعة الصيفية في شهري يونيو ويوليو الا أن تجارب وزارة الزراعة أثبتت بأن أفضل موسم لزراعة الفسائل في الدولة هو الموسم الخريفي ,إذ ارتفعت نسبة نجاح الفسائل فيه إلى أكثر من 80 % .
مزارع للأمهات
لانتاج مشاتل تلبى المطلوب للخطط الإنمائية في الدولة , ولتوفير الفسائل للأصناف الممتازة والملائمة للظروف المناخية في الإمارات , يجرى التوسع في إنشاء مزارع للأمهات لإمداد المزارعين بالأصناف الممتازة والخالية من الأمراض والحشرات , وقد أدركت وزارة الزراعة منذ البدء هذا المطلب فأنشأت بالتنسيق مع جامعة الإمارات المزارع الخاصة للأمهات ويتم فيها جمع فسائل الأصناف وزراعتها في أماكن متقاربة والعناية بها , ثم بعد خمس سنوات تعطى كل فسيلة ما لا يقل عن عشر فسائل توزع على المزارعين في الدولة .
انواع الفسائل
الفسائل نوعان , فسائل كبيرة الحجم تزن من “ 12 - 20 “ كيلوجراما ويكون لها مجموع جذري جيد , ونسبة النجاح فيه مرتفعة اذا تم الفصل بأيد ماهرة . وفسائل صغيرة الحجم “ 2 - 3 “ كيلوجرامات ويفصل هذا النوع من الفسائل عن الأم ويزرع إما في مشاتل خاصة , أو بيوت بلاستيكية أو زجاجية , لتوفير نسبة صالحة للنمو, وغالبا ما تكون نسبة نجاح هذه الفسائل مرتفعة عند نقلها إلى المكان المستديم .
تشجيع النخلة الأم
إن عملية اجتثاث الفسائل الصغيرة يشجع النخلة الأم على إعطاء فسائل جديدة خاصة عند تكديس التراب حول الجذع وترطيبه بالماء , وجذور الفسائل الصغيرة المنزرعة في المشتل تكون قد اكتملت والشجرة أصبحت معتمدة على نفسها مما يؤدى إلى نجاحها الأكيد عند زراعتها في المكان المستديم . كما يمكن الاستفادة من الفسيل المرتفع “ الراكوب “ وذلك بمساعدته على التجذير , بوضع دوبال الطحالب أو نشارة الخشب حول قاعدته وترطيبها بالماء واستعمال هرمونات التجذير , ثم يفصل بعد ذلك عن النخلة الأم عند التجذير أو زراعته بالمشاتل المجهزة بالرطوبة المشبعة للمساعدة في التجذير ثم نقله إلى المكان المستديم . وقد تؤدى رداءة نوعية وانخفاض حيوية حبوب اللقاح إلى رداءة نوعية الثمار وكمية الإنتاج كما يؤدى إلى تأخير عملية التلقيح بعد انشقاق الاغاريض الانثوية حتى ولو لعدة أيام إلى انخفاض نسبة الإخصاب “ من المعلوم أن وضع حبوب اللقاح على الاغاريض الانثوية يخصب فقط كربلة واحدة من الكرابل الثلاث في كل زهرة “ . وتؤثر الظروف البيئية في وقت التلقيح تأثيرات سيئة وخاصة الأمطار والرياح القوية على عملية التلقيح , مما يسبب انفجار أنبوب اللقاح وعدم حدوث الإخصاب , كما أن الرياح القوية تؤدى إلى حمل حبوب اللقاح بعيدا عن الاغاريض الانثوية وبالتالي انخفاض أو قلة الإنتاج
مشاكل التلقيح
إن عدم توافر حبوب التلقيح من أهم المشاكل التي تواجه المزارعين خاصة للأصناف المبكرة والمتأخرة جدا مما يؤدى إلى خفض كميات الإنتاج , وقد يرجع سبب عدم توافر حبوب اللقاح إلى عدم توافر الأفحل المطلوبة بالنسبة للإناث “ من خمسة إلى عشرة أفحل لكل مائة نخلة “ . كما أن بزوغ وإنغلاق الاغاريض الذكرية في كثير من الأحيان لا يكون في نفس وقت تفتح الاغاريض الانثوية .
تخزين حبوب اللقاح
يفضل تخزين حبوب اللقاح من موسم لآخر في درجات حرارة منخفضة وقبل توزيعها أو استعمالها في الموسم التالي يجب اختبار حيويتها .
التقليم
يقصد به إزالة الجريد الجاف والمريض الزائد عن حاجة النخلة في الوقت المناسب . وزيادة التقليم عن الحد اللازم تعجل باستطالة الجذع للنخلة , وبالتالي زيادة تكاليف عمليات تقويس وجمع الثمار , كما أن ترك الجريد بأكمله على الشجرة يزيد من نسبة الجاف منه سنة بعد أخرى وكذلك يزيد من انتشار الأمراض نتيجة سوء التهوية ويعوق إجراء عمليات الخدمة اللازمة . وأنسب موعد لتقليم أشجار النخيل في أشهر : يوليو وأغسطس وسبتمبر .
التقويس
تجرى هذه العملية في النخيل التي تتميز عراجين عذوقها حيث يتم ثنى العراجين من أعلى إلى أسفل وربطها بحبال أو تحميلها على الجريد . وأفضل طريقة للتقويس هي ربط قمة العرجون المجاور لقواعد الشماريخ من أعلى بجريدة أو اثنتين يمثلان دعامة قوية للعذق .
وقد ورد ذكر النخلة في مواضع كثيرة من الكتب السماوية , وذكرها الله في قرآنه الكريم في 20 آيه كريمة ففي سورة مريم قال الله تعالى “ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا” وقال تعالى في سورة المؤمنون “فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون “. صدق الله العظيم . وورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة وفى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه :
عن سلمة بنت قيس قالت “ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فانه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما , فانه كان طعام مريم حين ولدت ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لأطعمها إياه” . وفى الصحيحين “ إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها “ وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال” من أفطر بشق من التمر كفاه الله شر ذلك اليوم “ . وقد أقرت الجامعة العربية توصية المؤتمر العربي الأول للنخيل والتمور الذي عقد في بغداد في عام 1981م باعتماد يوم 15 سبتمبر من كل عام كيوم للنخيل العربي تقام فيه الاحتفالات في كافة أرجاء الوطن العربي حفاظا على ثروة قومية زراعية في الوقت الذي تسعى فيه أمتنا لتحقيق أمنها الغذائي القومي.
النخيل في الإمارات
تلقى النخلة اهتماما كبيرا في الإمارات على المستويين الرسمي والشعبي , وهو نوع من الوفاء الذي تميز به ابن الإمارات لهذه الشجرة الكريمة , رفيقة الإنسان على هذه الأرض في أيام الشدة , فكان حري به أن يرد لها الكرم , في أيام الرخاء .
وأكبر دليل على هذا الوفاء والاهتمام , تلك التوجيهات الدائمة من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة بضرورة الاهتمام بالنخلة , والتوسع في زراعتها , والاهتمام بنوعياتها وتوفير الوقاية والعلاج الفوري لها من أي أمراض .
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن المدى الذي تجود فيه زراعة وانتاج التمور , ويرجع هذا إلى هطول الأمطار القليل , خاصة خلال موسم الأزهار ونمو وتطور الثمار , بالإضافة إلى الجو الحار صيفا , ويقدر عدد أشجار النخيل الآن في الإمارات بأكثر من 40 مليون نخلة بعد أن كان لا يتعدى مليون نخلة فقط قبل سنوات قليلة وتمثل زراعة النخيل في دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 8% من المساحة المزروعة بالفاكهة في الدولة , 30% من المساحة الزراعية الكلية .
نخيل العين
ويوجد في العين الآن حسب آخر إحصائية حوالي 10 ملايين نخلة , والرقم يزداد يوما بعد يوم , فالاهتمام مستمر , وصاحب السمو رئيس الدولة يأمل أن تصبح كل منطقة في الإمارات وارفة بظلال النخيل ,وألا يكون هناك شبر إلا وتغطيه الخضرة , وتظلله النخلة بظلها إذ تقوم الدولة بتوزيع شتلات الأصناف الجيدة من النخيل على المزارعين بالمجان وتدعمهم ماليا وفنيا .
الانتاج المبكر
يمتاز النخيل في دولة الإمارات بالإنتاج المبكر , بالإضافة إلى ثماره الجيدة, حيث تبدأ الشجرة في الإثمار ابتداء من السنة الرابعة لمعظم الأصناف , وأحيانا في السنة الثالثة , وهذا يخالف المألوف والمتعارف عليه في مناطق العالم , حيث يبدأ الإنتاج بعد الزراعة من 6 إلى 8 سنوات , ويرتفع معدل إنتاج النخلة الواحدة في دولة الإمارات ليصل في بعض الأصناف إلى 120 كيلو جراما سنويا , وهذا يدل على مدى الرعاية التي تحظى بها مزارع النخيل في الدولة ويعتبر التوسع الذي تشهده الدولة في مجال زراعة النخيل نموذجا طيبا يحتذى به على المستوى العالمي حيث ساهم في تقليص الرقعة الصحراوية والحد من الزحف الصحراوي. والنخلة مع ابن الإمارات كما قلنا في البداية لها تاريخ عريق , وقد التصق بها وأحبها , لأنها تدخل في كثير من أمور حياته , فمنها اتخذ غذاء وعلاجا , ونارا , واستعملها في البناء , وأغراض حياته اليومية مثل الأثاث .
فوائد النخيل
فوائد شجرة نخلة التمر تكاد لا تعد ولا تحصى , حيث يذكر أن لها 365 فائدة منها قيمتها الغذائية العالية , وهى تعتبر مصدرا ممتازا للطاقة الحرارية لجسم الإنسان , وهذا يعود إلى محتواها السكري , حيث أنها تحتوى على ما يقرب من 80 % من السكريات من الوزن الطازج , كما تحتوى الثمار على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الكبيرة لجسم الإنسان كالبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد والفيتامينات “ أ “ , “ ب “ , “ب2”, “ ب 6 “ وتكون هذه عناصر هامة لجسم الإنسان لتساعده على الحركة والنشاط وصحة الجهاز الهضمي وموازنة السوائل الجسمية وصحة الأعصاب والحيوية . وقد استفاد أهل المنطقة من النخيل استفادة كبرى , وفى أمور كثيرة , “فالكرب” وهو بقايا السعف المقصوص يستعمل كوقود أساسي للطبخ . والليف يستعمل في صنع الحبال , والعذق أو “القنو” الذي يحمل التمر يستفاد منه بعد قطف الثمر في كنس الأرض , ومن خوص السعف تجدل أشرطة طويلة تجمع إلى جانب بعضها البعض وتستخدم كحصيرة تفرش على الأرض بدلا من السجاد , وعادة ما كانوا يصنعون من الخوص أيضا حصيرة مستديرة صغيرة يوضع عليها الطعام وتسمى “السرود “ , ويصنع أيضا منها على شكل اسطوانة “القفير” أو الحضافة لتخزين التمور , وكلنا يعرف “ القفة “ , فهي تصنع من الخوص أيضا وتستعمل لوضع أو نقل الأشياء. ومن الخوص يصنع المزارع “المخرافة” التي ينقل فيها المزارع الرطب من مزرعته إلى منزله , و”المكاب” الذي يغطى به الأكل أو الرطب , و”المهفة” , واضح من اسمها أنها قطعة من الحصير مثبتة بذراع من الخشب ويستخدمها الإنسان في التهوية , و”المشب” يقوم بنفس عمل المهفة ولكن لتبريد الطعام أو زيادة اشتعال النار , ومن جريد النخل وجذوعه يصنعون أسقف المنازل أو إقامة العريش , ومن بلحها يتخذون علاجا , فالمصلى يستعمل لتقوية البطن , ويستعمل أيضا مع قليل من الدهن لتدليك العضلات , وكانوا أيضا يستعملون الفرض في تجبير العظام . ومن التمر , تصنع العجوة , وعصير التمر “ الدبس “ يستعمل كشراب مغذ في الشتاء خاصة , والتمر الجاف “ الحسيل “ يستعمل علفا للماشية . وكانوا يستعملون الشيص , وهو الثمر الذي تحمله النخلة دون تلقيح في صباغة شباك الصيد فتصبح مائلة للزرقة فلا يميزها السمك .
مميزات النخيل
تتميز النخلة بأنها ذات ساق طويلة أسطوانية الشكل وذات سمك واحد , كما تمتاز بطول جذعها الممتد إلى أعلى ومتصل بالقدر “ وهو المكان الذي تتكون به الثمار التي تكون بين الزور المتفرع على شكل مظلة “ شمسية “ الذي يتناثر منه الخوص “ وهى الأوراق الريشية الطويلة المتجهة إلى أعلى والى أسفل “ كما تتميز بذورها بأنها مشقوقة.. ونخيل البلح ككل نباتات الفلقة الواحدة , لذلك نراه ذات ساق أسطوانية لا تزيد في الحجم وانما تزيد في الطول فقط عن طريق البراعم الطرفية , وهى نقطة النمو عند النخلة ويبلغ طول أوراق النخيل “ الزور “ من ثلاثة إلى خمسة أمتار وتعيش من ثلاث إلى سبع سنوات إذا لم تقطع .
مواسم الزراعة
تناول الدكتور حميد جاسم الجبورى من جامعة الإمارات في بحث نشرته مجلة الزراعة والتنمية في الوطن العربي الكثير من جوانب زراعة النخيل فقال : هناك موسمان رئيسيان لزراعة الفسيل في معظم أنحاء العالم , الموسم الأول الربيع , والثاني الخريف , على أنه يمكن زراعة الفسائل في أي وقت من السنة باستثناء فترتي الحر الشديد والبرد القارس , وفى الإمارات تزرع الفسائل في موعدين رئيسيين الربيعي , “ مارس - مايو “ والخريفي , “ أغسطس - أكتوبر “ وقد يمارس المزارعون الزراعة الصيفية في شهري يونيو ويوليو الا أن تجارب وزارة الزراعة أثبتت بأن أفضل موسم لزراعة الفسائل في الدولة هو الموسم الخريفي ,إذ ارتفعت نسبة نجاح الفسائل فيه إلى أكثر من 80 % .
مزارع للأمهات
لانتاج مشاتل تلبى المطلوب للخطط الإنمائية في الدولة , ولتوفير الفسائل للأصناف الممتازة والملائمة للظروف المناخية في الإمارات , يجرى التوسع في إنشاء مزارع للأمهات لإمداد المزارعين بالأصناف الممتازة والخالية من الأمراض والحشرات , وقد أدركت وزارة الزراعة منذ البدء هذا المطلب فأنشأت بالتنسيق مع جامعة الإمارات المزارع الخاصة للأمهات ويتم فيها جمع فسائل الأصناف وزراعتها في أماكن متقاربة والعناية بها , ثم بعد خمس سنوات تعطى كل فسيلة ما لا يقل عن عشر فسائل توزع على المزارعين في الدولة .
انواع الفسائل
الفسائل نوعان , فسائل كبيرة الحجم تزن من “ 12 - 20 “ كيلوجراما ويكون لها مجموع جذري جيد , ونسبة النجاح فيه مرتفعة اذا تم الفصل بأيد ماهرة . وفسائل صغيرة الحجم “ 2 - 3 “ كيلوجرامات ويفصل هذا النوع من الفسائل عن الأم ويزرع إما في مشاتل خاصة , أو بيوت بلاستيكية أو زجاجية , لتوفير نسبة صالحة للنمو, وغالبا ما تكون نسبة نجاح هذه الفسائل مرتفعة عند نقلها إلى المكان المستديم .
تشجيع النخلة الأم
إن عملية اجتثاث الفسائل الصغيرة يشجع النخلة الأم على إعطاء فسائل جديدة خاصة عند تكديس التراب حول الجذع وترطيبه بالماء , وجذور الفسائل الصغيرة المنزرعة في المشتل تكون قد اكتملت والشجرة أصبحت معتمدة على نفسها مما يؤدى إلى نجاحها الأكيد عند زراعتها في المكان المستديم . كما يمكن الاستفادة من الفسيل المرتفع “ الراكوب “ وذلك بمساعدته على التجذير , بوضع دوبال الطحالب أو نشارة الخشب حول قاعدته وترطيبها بالماء واستعمال هرمونات التجذير , ثم يفصل بعد ذلك عن النخلة الأم عند التجذير أو زراعته بالمشاتل المجهزة بالرطوبة المشبعة للمساعدة في التجذير ثم نقله إلى المكان المستديم . وقد تؤدى رداءة نوعية وانخفاض حيوية حبوب اللقاح إلى رداءة نوعية الثمار وكمية الإنتاج كما يؤدى إلى تأخير عملية التلقيح بعد انشقاق الاغاريض الانثوية حتى ولو لعدة أيام إلى انخفاض نسبة الإخصاب “ من المعلوم أن وضع حبوب اللقاح على الاغاريض الانثوية يخصب فقط كربلة واحدة من الكرابل الثلاث في كل زهرة “ . وتؤثر الظروف البيئية في وقت التلقيح تأثيرات سيئة وخاصة الأمطار والرياح القوية على عملية التلقيح , مما يسبب انفجار أنبوب اللقاح وعدم حدوث الإخصاب , كما أن الرياح القوية تؤدى إلى حمل حبوب اللقاح بعيدا عن الاغاريض الانثوية وبالتالي انخفاض أو قلة الإنتاج
مشاكل التلقيح
إن عدم توافر حبوب التلقيح من أهم المشاكل التي تواجه المزارعين خاصة للأصناف المبكرة والمتأخرة جدا مما يؤدى إلى خفض كميات الإنتاج , وقد يرجع سبب عدم توافر حبوب اللقاح إلى عدم توافر الأفحل المطلوبة بالنسبة للإناث “ من خمسة إلى عشرة أفحل لكل مائة نخلة “ . كما أن بزوغ وإنغلاق الاغاريض الذكرية في كثير من الأحيان لا يكون في نفس وقت تفتح الاغاريض الانثوية .
تخزين حبوب اللقاح
يفضل تخزين حبوب اللقاح من موسم لآخر في درجات حرارة منخفضة وقبل توزيعها أو استعمالها في الموسم التالي يجب اختبار حيويتها .
التقليم
يقصد به إزالة الجريد الجاف والمريض الزائد عن حاجة النخلة في الوقت المناسب . وزيادة التقليم عن الحد اللازم تعجل باستطالة الجذع للنخلة , وبالتالي زيادة تكاليف عمليات تقويس وجمع الثمار , كما أن ترك الجريد بأكمله على الشجرة يزيد من نسبة الجاف منه سنة بعد أخرى وكذلك يزيد من انتشار الأمراض نتيجة سوء التهوية ويعوق إجراء عمليات الخدمة اللازمة . وأنسب موعد لتقليم أشجار النخيل في أشهر : يوليو وأغسطس وسبتمبر .
التقويس
تجرى هذه العملية في النخيل التي تتميز عراجين عذوقها حيث يتم ثنى العراجين من أعلى إلى أسفل وربطها بحبال أو تحميلها على الجريد . وأفضل طريقة للتقويس هي ربط قمة العرجون المجاور لقواعد الشماريخ من أعلى بجريدة أو اثنتين يمثلان دعامة قوية للعذق .