يعتبر الذهب في المملكة العربية السعودية أحد أهم مصادر الثروة الطبيعية، مما دفع بالحكومة الى دخول ميدان الذهب كدولة منتجة له في عام 1988, وهكذا وضعت وزارة البترول والثروة المعدنية خططا ودراسات اقتصادية لاستغلال أكثر من 400 موقع يتواجد فيها خام الذهب من أهمها وأقدمها مناجم مهد الذهب والآمار والصخيرات وبالنسبة للمنجم الأول فقد بلغ انتاجه ثلاثة أطنان في عام 1988م كما أنتج منجم الصخيرات الذي بدأ العمل عام 1991م طنا ونصف الطن سنويا.
ولقد لعبت التقنية الحديثة التي تتبناها السعودية في مجال التنقيب عن الذهب واستخراجه دورا بارزا في تشجيع الاقبال عليه وتخفيض تكاليف الانتاج, فقد اصدرت الحكومة السعودية مرسوما ملكيا بتاريخ 4/4/1990م تضمن منح امتيازين للتعدين الى كل من المؤسسة العامة السعودية للبترول والمعادن بتروين والى شركات بولدين السويدية للتعدين وبناء عليه فقد تم انشاء الشركة السعودية للمعادن النفيسة التي استهدفت منذ بداية عملها استغلال الذهب والمعادن في منطقة الصخيرات .
وقد بدأت صناعة الحلي في المملكة منذ العصور القديمة على هيئة أعمال يدوية وفي نطاق مهني محدود كان يغالب عليه الطابع المحلي والشعبي والبدوي خاصة من الفضة وبدأت في العصور الوسطى صياغة الذهب وان كانت تتمثل في الغالب في شكل مسكوكات من نقود معدنية جنيهات ذهبية وكذلك حلي للزينة ثم اتسع مجال الصناعة ليشمل الذهب مع الفضة في ورش صغيرة يقوم بالعمل فيها بعض العمالة الوافدة.
وفي عام 1967م بدأ الترخيص الصناعي لصناعة الحلي والمجوهرات وتم انشاء مؤسسة لصناعة المسكوكات والحلي الذهبية في مدينة الطائف بطاقة انتاجية قدرت حينذاك بحوالي 3000كجم سنويا ومن ثم ازداد عدد المصانع الى حوالي 28 مصنعا بينما بلغ عدد الورش في المملكة حوالي 200 ورشة موزعة في مدن عديدة خاصة في جدة ومكة والمدينة حيث يعمل 50% بدون ترخيص لكونها تعتمد على تقليد انتاج المصانع الكبيرة ويغلب عليها رداءة التشطيب وعدم دقة العيار ويعمل في هذه النوعية من الورش عمالة تنقسم الى:
أ عمالة متسللة أي بدون اقامات.
ب عمالة تعمل نهارا في مصانع أخرى وتعمل ليلا في هذه الورش.
ج عمالة متفرغة تعمل بصفة مستمرة.
وفي الوقت الذي يشكل فيه انتاج هذه الورش حوالي 10,75% من الانتاج المحلي العام للحلي والمجوهرات في المملكة، بينما المستورد من ايطاليا وسنغافورة ودبي والهند يمثل حوالي 4 أطنان سنويا فإن كمية الذهب المتعامل فيه سنويا تصل الى حوالي 100 طن أي 100,000 كجم تقريبا ما عدا السبائك والمسكوكات والأحجار الكريمة وغيرها.
12 السعودية كلاوق منتج ومستهلك للذهب:
وقد ظلت المملكة العربية السعودية أكبر سوق مستهلك للذهب حتى عام 1989م وتحولت منذ هذا التاريخ تحولا رئيسيا لتدخل ميدان الانتاج وبخاصة في فترة التسعينيات حيث أصبحت مؤهلة لتحتل مكانة بارزة في عالم تصنيع وانتاج المشغولات الذهبية.
وقد أكد المدير الاقليمي للمجلس العالمي للذهب أن المملكة لم تعد سوقا ناشئة لكنها بدأت بشكل واضح في التحول الى ميدان انتاج المجوهرات الذهبية واكتسبت ذلك من اعتبارها من بين الأسواق الاستهلاكية البارزة في ميدان تجارة الذهب، الأمر الذي مكنها من أن تكون سوقا مصنعة ومنتجة للمشغولات الذهبية ومن الثابت أن المملكة العربية السعودية يتوفر فيها العديد من الورش التقليدية لصناعة الحلي الذهبية فضلا عما يزيد عن 40 مصنعا متقدما، مما جعلها تتحول من كونها مستوردة للمجوهرات والحلي الذهبية الى دولة منتجة ومصدرة لها وقد بدأت هذه المصانع المجهزة تجهيزا حديثا دخول ميدان انتاج المجوهرات الراقية لأشهر بيوت المجوهرات العالمية ومن هذه المصانع شركة الذهب والمجوهرات المحدودة بالرياض.
وتستمد المملكة مكانتها المرموقة في مجال تجارة الذهب العالمية من حصتها في السوق العالمية للذهب فبينما يبلغ متوسط الانتاج العالمي من الذهب 1800 طن وتبلغ الكمية المعروضة منه في حدود 2000طن، فإن حصة المملكة من الواردات الخام تبلغ 126,3 طن أي بنسبة 57,1% من اجمالي الانتاج العالمي للذهب ورغم انخفاض الكثافة السكانية للمملكة نسبة الى اجمالي سكان العالم فانها تتمتع بقوة شرائية عالية في مجال اقتناء الذهب لأغراض الزينة والاستثمار، مما جعل المجلس العالمي للذهب يفتح مكتبا اقليميا له في المملكة، حيث أعاد تركيز برامجه الترويجية على أسواق المجوهرات المتطورة التي شملت 26 مركزا.
وينعكلا ارتفاع سعر الذهب على الأسعار الداخلية حيث ان له وزنا معينا ضمن مجموع أوزان السلع الداخلة في تركيب الرقم القياسي لأسعار المستهلك فكل زيادة في أسعار المعادن النفيسة تؤثر على سعر بيع السلع الاستهلاكية الدائمة، كما يسهم هذا الارتفاع في الاسراع بالتضخم، لذلك فإن زيادة القوة الشرائية للذهب التي تنشأ عن ارتفاع سعره تؤدي الى خلق بيئة مناسبة لصالحه على حساب المجالات الاستثمارية الأخرى كالأسهم والسندات والودائع.
ومن الثابت أن ارتفاع سعر الذهب يؤثر على أسعار المعادن الأخرى وقيمة الأرصدة الذهبية الرسمية ومعدلات الفائدة العالمية وقيمة الدولار الأمريكي والتجارة الدولية وموازين المدفوعات بل وعرض الذهب في آن واحد وقد أسهم الوضع الاقتصادي الاستثماري للذهب في نمو سوق في المملكة، الأمر الذي لم يبرز في مجرد تناقص واردات المملكة منه وانخفاض الذهب المعاد تصديره خاما بل في اتجاهها الى دخول ميدان المنتجين ليدعم تزايد حركة سوق الذهب استهلاكا وتصديرا كما أن مجمل تلك العوامل أسهمت في تحقيق النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وبخاصة تجارة الذهب والمشغولات والسبائك كاستثمار وأداة لتنويع وتقليل مخاطر الاستثمار.
13 مؤشرات نمو صناعة الذهب والمجوهرات في السعودية
ونعرض فيما يلي لأبرز مؤشرات نمو صناعة الذهب والمجوهرات بالمملكة العربية السعودية ومدى تأثيرها على النمو الاقتصادي في بقية القطاعات:
1 تطور عدد المصانع المرخص لها للعمل في صناعة الحلي والمجوهرات والطاقة الانتاجية المرخص لها، وحصص السوق حسب ترتيب سنة الترخيص.
جدول رقم 11 .
يوضح المصانع المرخص لها لصناعة الحلي والمجوهرات بالمملكة والطاقة الانتاجية المرخص بها وحصص السوق حسب ترتيب سنة الترخيص.
ويشير الجدول المتقدم رقم 11 الى عدد من الحقائق الأساسية التي توضع تطور قطاع صناعة الذهب والمجوهرات بالمملكة وهي:
أولا: أن هناك تدفقا ونموا بالغا في عدد التراخيص التي منحت لقيام مصانع في صناعة الذهب والمجوهرات بالمملكة العربية السعودية حيث صدرت خلال 13 عاما أكثر من ثمانية وعشرين ترخيصا.
ثانيا: تصدرت كل من الرياض تسعة مصانع وجدة تسعة مصانع مدن المملكة من حيث تركز عدد المصانع المرخص بها لصناعة الذهب ومشغولاته الأمر الذي يوضح العلاقة بين ازدهار هذه الصناعة وبين المدن والمراكز التي ترتفع فيها الكثافة السكانية والأيدي العاملة الماهرة كما أن المدن العواصم الرياض جدة تمثل السوق المؤثر والمستقطب للصناعات بوجه عام، مع تركز رؤوس الأموال فيهما، واعتبارهما محطات دولية عالمية لحركة وانتقال السكان والزائرين والتجارة,,إلخ.
ثالثا: أن جميع المصانع بدأت بطاقة انتاجية مرخص بها عالية حيث تجاوزت أقلها حجم الألف كجم في السنة أو أقل بقليل في الوقت الذي صعد معدل انتاج مصانع أخرى الى ما بين 49 آلاف كيلوجرام، مما يدلل على القوة التي اتسمت بها ظاهرة نمو تلك الصناعة في المملكة.
ب/ نمو عدد الأفراد المشترين للذهب حسب الجنس والفئات العمرية:
جدول رقم 12
الأفراد الذين يشترون الذهب حسب الجنس والفئات العمرية لعام 1996م
يتضح من النسب المئوية بالجدول المتقدم رقم 12 أن هناك اقبالا من مختلف فئات العمر والجنس والنوع على شراء الذهب ومشغولاته المختلفة بالمملكة العربية السعودية ولما كانت المرأة تأتي في مقدمة من يقبلون على المشغولات الذهبية لعدة اعتبارات من بينها:
أ ميل المرأة بوجه عام للتزين والتجمل ورغبة الرجل في اكتساب رضاها.
ب اعتبار المرأة الذهب رمزا لمكانتها داخل الأسرة وفي المجتمع.
ج نظرة المرأة الريفية الى الذهب باعتباره يمثل لها سلة ادخارية.
وإذا كانت النساء يتصدرن الرجال فإن ذلك لا ينفي ولا يقلل من قيمة الدور الذي يلعبه الرجال في ميدان النشاط والحركة الملحوظة في سوق الذهب بالسعودية خاصة ما يتعلق بصعوبة الفصل بين سلوك الرجل والمرأة في هذا الميدان والمعروف عن الرجل أنه لا يلبس الذهب لأنه محرم عليه طبقا للشريعة الاسلامية والتقاليد العربية بوجه عام فالرجل يشتري في الغالب من أجل امرأته وبناته.
وعليه يأتي الرجل في المركز الثاني بعد المرأة وان بدت الفروق ضئيلة نسبيا.
والملاحظة الهامة التي يكشف عنها الجدول في الوقت نفسه هي أن الاقبال على شراء الذهب في المملكة، يعد أمرا واضحا لدى سائر الفئات العمرية وبدرجات تكاد تكون متقاربة، إلا أن مؤشرات الشراء تميل الى الارتفاع كلما ارتفعت فئات العمر وتصل الى الذروة بالنسبة لكل من النساء والرجال على حد سواء في فئتي العمر 4554 عاما وأكبر من 55 عاما.
وإذا كان هناك من تفسير لذلك فيمكن ارجاعه بوجه عام الى عنصرين أساسيين هما:
1 عنصر نضوج الوعي وازدياده بقيمة الذهب كلما تقدمت السن لدى الانسان حيث تتحول النظرة التشكيلية له الى نظرة أكثر عملية وتقديراً لدى كل من الرجل والمرأة في آن واحد.
2 عنصر العلاقة بين مواجهة الأزمات ومبلغ حجم المخزون أو المدخر من الذهب لدى الانسان، لقيمته الدولارية العالية وهي نظرية اقتصادية في الأساس يسلم بها الأفراد والدول على حد سواء.
والجدير بالذكر أن الطلب الكلي على المعادن النفيسة يتألف من شقين:
أولهما: الطلب على المعادن النفيسة لاستعمالها كنقد.
وثانيهما: الطلب على المعادن النفيسة لاستعمالها في وجوه الاستعمال الأخرى كالصناعة والزينة.
والغالب أنه ما أن يختار أي معدن للاستعمال النقدي حتى يصبح الطلب النقدي أهم شقي الطلب الكلي عليه وحتى تتوقف قيمة المعدن على تقلبات ذلك الطلب النقدي.
وبمقارنة الانتاج السنوي للذهب باحتياطيات الذهب النقدية في العالم نجد ان الانتاج السنوي لم يتجاوز 5% من المخزون النقدي للذهب قبل الحرب العالمية الأخيرة, وقد انخفضت هذه النسبة في اعقاب الحرب الأخيرة نظرا لهبوط الانتاج العالمي كثيرا عن ذي قبل ومن الغالب أن يصحب اضمحلال الاستعمال النقدي للذهب وهبوط قيمته الى اضمحلال مقابل في الطلب عليه لأغراض الفن والزينة، ومعنى ذلك أن الطلب على الذهب للتحلي ليس فقط لجمال رونقه فحسب ولكن لما يمنحه التحلي بذلك المعدن النفيس من اشباع الرغبة في الظهور وابداء معالم الثراء أيضا.
جدول رقم 13
نمو نسبة الأفراد الذين يشترون الذهب حسب مستويات الدخول ونوع العيار لعام 1996م
يتضح من النسب الواردة بالجدول المتقدم رقم 13 أن هناك علاقة بين الاقبال على شراء الذهب بشكل عام، ومستوى الدخل الفردي كما يظهر بشكل خاص ان العلاقة باردة بين الاقبال على شراء الذهب من عيار 21 وبين مستوى الدخل، حيث ينظر ذوو الدخول المتوسطة والمنخفضة الى الذهب باعتباره مخزنا للقيمة الى جانب الدور الذي يلعبه باعتباره سلعة جمالية ورمزا للمكانة، وكدليل على ذلك يعتبر اصحاب الدخول المرتفعة أقل اقبالا نسبيا على شراء الذهب من عيار 21 بالمقارنة مع ذوي الدخول المحدودة على حين أنها أعلى لدى الفئة الأولى في شرائها للذهب من عيار 18 باعتبار أن الطابع الجمالي والذوقي أعلى فيه نظرا لقدرته العالية على التحكم في تشكيله بحكم طبيعته.
واذا كانت الفئات تحت المتوسط المنخفض أكثر من غيرها من حيث شراء الذهب, فإن الأمر الذي يتعين ادراكه في اطار هذا الجدول يرتبط بحجم الاقبال على نوع العيار في الغالب وليس بكمية النقود المنفقة أو المدفوعة في الشراء.
جدول رقم 14
نسبة الأفراد الذين يشترون ذهبا حسب النمط الموروفولوجي حضر بدو ونوع عيار الذهب لعام 1996م.
تشير النسب الواردة بالجدول المتقدم رقم 14 الى أن حالة النمو والازدهار التي يشهدها سوق الذهب السعودي، التي جعلت منه سوقا دوليا تسهم في انتاجها جميع المناطق بالمملكة، كما تسهم فيها الأنماط المورفولوجية السكانية الأساسية وهما نمط الحضر البدو فكلاهما يسهمان بدرجة تكاد تصل الى التجانس في تنشيط سوق الذهب ورواج صناعته بالمملكة.
واذا كانت القيم التي يحتكم اليها الحضري في علاقته بسوق الذهب ومشغولاته تختلف بدرجة يتعذر تجاهلها عن القيم التي يحتكم اليها البدوي فإن قدرة وتطور صناعة المشغولات الذهبية في المملكة ومبلغ دقتها وجاذبيتها وذوقها العالمي الرفيع قد نجحت في جذب المواطنين من مختلف الأشكال المورفولوجية رغم اختلاف وتباين قيمتها ونظرتها لدور الذهب وأهميته ودوره في حياتها.
كما أن هذه الحقيقة تشكل أبرز المؤشرات على مبلغ ما حققته صناعة الذهب في المملكة من نمو وتطور صناعي وفني وجمالي في آن واحد.
ولقد لعبت التقنية الحديثة التي تتبناها السعودية في مجال التنقيب عن الذهب واستخراجه دورا بارزا في تشجيع الاقبال عليه وتخفيض تكاليف الانتاج, فقد اصدرت الحكومة السعودية مرسوما ملكيا بتاريخ 4/4/1990م تضمن منح امتيازين للتعدين الى كل من المؤسسة العامة السعودية للبترول والمعادن بتروين والى شركات بولدين السويدية للتعدين وبناء عليه فقد تم انشاء الشركة السعودية للمعادن النفيسة التي استهدفت منذ بداية عملها استغلال الذهب والمعادن في منطقة الصخيرات .
وقد بدأت صناعة الحلي في المملكة منذ العصور القديمة على هيئة أعمال يدوية وفي نطاق مهني محدود كان يغالب عليه الطابع المحلي والشعبي والبدوي خاصة من الفضة وبدأت في العصور الوسطى صياغة الذهب وان كانت تتمثل في الغالب في شكل مسكوكات من نقود معدنية جنيهات ذهبية وكذلك حلي للزينة ثم اتسع مجال الصناعة ليشمل الذهب مع الفضة في ورش صغيرة يقوم بالعمل فيها بعض العمالة الوافدة.
وفي عام 1967م بدأ الترخيص الصناعي لصناعة الحلي والمجوهرات وتم انشاء مؤسسة لصناعة المسكوكات والحلي الذهبية في مدينة الطائف بطاقة انتاجية قدرت حينذاك بحوالي 3000كجم سنويا ومن ثم ازداد عدد المصانع الى حوالي 28 مصنعا بينما بلغ عدد الورش في المملكة حوالي 200 ورشة موزعة في مدن عديدة خاصة في جدة ومكة والمدينة حيث يعمل 50% بدون ترخيص لكونها تعتمد على تقليد انتاج المصانع الكبيرة ويغلب عليها رداءة التشطيب وعدم دقة العيار ويعمل في هذه النوعية من الورش عمالة تنقسم الى:
أ عمالة متسللة أي بدون اقامات.
ب عمالة تعمل نهارا في مصانع أخرى وتعمل ليلا في هذه الورش.
ج عمالة متفرغة تعمل بصفة مستمرة.
وفي الوقت الذي يشكل فيه انتاج هذه الورش حوالي 10,75% من الانتاج المحلي العام للحلي والمجوهرات في المملكة، بينما المستورد من ايطاليا وسنغافورة ودبي والهند يمثل حوالي 4 أطنان سنويا فإن كمية الذهب المتعامل فيه سنويا تصل الى حوالي 100 طن أي 100,000 كجم تقريبا ما عدا السبائك والمسكوكات والأحجار الكريمة وغيرها.
12 السعودية كلاوق منتج ومستهلك للذهب:
وقد ظلت المملكة العربية السعودية أكبر سوق مستهلك للذهب حتى عام 1989م وتحولت منذ هذا التاريخ تحولا رئيسيا لتدخل ميدان الانتاج وبخاصة في فترة التسعينيات حيث أصبحت مؤهلة لتحتل مكانة بارزة في عالم تصنيع وانتاج المشغولات الذهبية.
وقد أكد المدير الاقليمي للمجلس العالمي للذهب أن المملكة لم تعد سوقا ناشئة لكنها بدأت بشكل واضح في التحول الى ميدان انتاج المجوهرات الذهبية واكتسبت ذلك من اعتبارها من بين الأسواق الاستهلاكية البارزة في ميدان تجارة الذهب، الأمر الذي مكنها من أن تكون سوقا مصنعة ومنتجة للمشغولات الذهبية ومن الثابت أن المملكة العربية السعودية يتوفر فيها العديد من الورش التقليدية لصناعة الحلي الذهبية فضلا عما يزيد عن 40 مصنعا متقدما، مما جعلها تتحول من كونها مستوردة للمجوهرات والحلي الذهبية الى دولة منتجة ومصدرة لها وقد بدأت هذه المصانع المجهزة تجهيزا حديثا دخول ميدان انتاج المجوهرات الراقية لأشهر بيوت المجوهرات العالمية ومن هذه المصانع شركة الذهب والمجوهرات المحدودة بالرياض.
وتستمد المملكة مكانتها المرموقة في مجال تجارة الذهب العالمية من حصتها في السوق العالمية للذهب فبينما يبلغ متوسط الانتاج العالمي من الذهب 1800 طن وتبلغ الكمية المعروضة منه في حدود 2000طن، فإن حصة المملكة من الواردات الخام تبلغ 126,3 طن أي بنسبة 57,1% من اجمالي الانتاج العالمي للذهب ورغم انخفاض الكثافة السكانية للمملكة نسبة الى اجمالي سكان العالم فانها تتمتع بقوة شرائية عالية في مجال اقتناء الذهب لأغراض الزينة والاستثمار، مما جعل المجلس العالمي للذهب يفتح مكتبا اقليميا له في المملكة، حيث أعاد تركيز برامجه الترويجية على أسواق المجوهرات المتطورة التي شملت 26 مركزا.
وينعكلا ارتفاع سعر الذهب على الأسعار الداخلية حيث ان له وزنا معينا ضمن مجموع أوزان السلع الداخلة في تركيب الرقم القياسي لأسعار المستهلك فكل زيادة في أسعار المعادن النفيسة تؤثر على سعر بيع السلع الاستهلاكية الدائمة، كما يسهم هذا الارتفاع في الاسراع بالتضخم، لذلك فإن زيادة القوة الشرائية للذهب التي تنشأ عن ارتفاع سعره تؤدي الى خلق بيئة مناسبة لصالحه على حساب المجالات الاستثمارية الأخرى كالأسهم والسندات والودائع.
ومن الثابت أن ارتفاع سعر الذهب يؤثر على أسعار المعادن الأخرى وقيمة الأرصدة الذهبية الرسمية ومعدلات الفائدة العالمية وقيمة الدولار الأمريكي والتجارة الدولية وموازين المدفوعات بل وعرض الذهب في آن واحد وقد أسهم الوضع الاقتصادي الاستثماري للذهب في نمو سوق في المملكة، الأمر الذي لم يبرز في مجرد تناقص واردات المملكة منه وانخفاض الذهب المعاد تصديره خاما بل في اتجاهها الى دخول ميدان المنتجين ليدعم تزايد حركة سوق الذهب استهلاكا وتصديرا كما أن مجمل تلك العوامل أسهمت في تحقيق النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وبخاصة تجارة الذهب والمشغولات والسبائك كاستثمار وأداة لتنويع وتقليل مخاطر الاستثمار.
13 مؤشرات نمو صناعة الذهب والمجوهرات في السعودية
ونعرض فيما يلي لأبرز مؤشرات نمو صناعة الذهب والمجوهرات بالمملكة العربية السعودية ومدى تأثيرها على النمو الاقتصادي في بقية القطاعات:
1 تطور عدد المصانع المرخص لها للعمل في صناعة الحلي والمجوهرات والطاقة الانتاجية المرخص لها، وحصص السوق حسب ترتيب سنة الترخيص.
جدول رقم 11 .
يوضح المصانع المرخص لها لصناعة الحلي والمجوهرات بالمملكة والطاقة الانتاجية المرخص بها وحصص السوق حسب ترتيب سنة الترخيص.
ويشير الجدول المتقدم رقم 11 الى عدد من الحقائق الأساسية التي توضع تطور قطاع صناعة الذهب والمجوهرات بالمملكة وهي:
أولا: أن هناك تدفقا ونموا بالغا في عدد التراخيص التي منحت لقيام مصانع في صناعة الذهب والمجوهرات بالمملكة العربية السعودية حيث صدرت خلال 13 عاما أكثر من ثمانية وعشرين ترخيصا.
ثانيا: تصدرت كل من الرياض تسعة مصانع وجدة تسعة مصانع مدن المملكة من حيث تركز عدد المصانع المرخص بها لصناعة الذهب ومشغولاته الأمر الذي يوضح العلاقة بين ازدهار هذه الصناعة وبين المدن والمراكز التي ترتفع فيها الكثافة السكانية والأيدي العاملة الماهرة كما أن المدن العواصم الرياض جدة تمثل السوق المؤثر والمستقطب للصناعات بوجه عام، مع تركز رؤوس الأموال فيهما، واعتبارهما محطات دولية عالمية لحركة وانتقال السكان والزائرين والتجارة,,إلخ.
ثالثا: أن جميع المصانع بدأت بطاقة انتاجية مرخص بها عالية حيث تجاوزت أقلها حجم الألف كجم في السنة أو أقل بقليل في الوقت الذي صعد معدل انتاج مصانع أخرى الى ما بين 49 آلاف كيلوجرام، مما يدلل على القوة التي اتسمت بها ظاهرة نمو تلك الصناعة في المملكة.
ب/ نمو عدد الأفراد المشترين للذهب حسب الجنس والفئات العمرية:
جدول رقم 12
الأفراد الذين يشترون الذهب حسب الجنس والفئات العمرية لعام 1996م
يتضح من النسب المئوية بالجدول المتقدم رقم 12 أن هناك اقبالا من مختلف فئات العمر والجنس والنوع على شراء الذهب ومشغولاته المختلفة بالمملكة العربية السعودية ولما كانت المرأة تأتي في مقدمة من يقبلون على المشغولات الذهبية لعدة اعتبارات من بينها:
أ ميل المرأة بوجه عام للتزين والتجمل ورغبة الرجل في اكتساب رضاها.
ب اعتبار المرأة الذهب رمزا لمكانتها داخل الأسرة وفي المجتمع.
ج نظرة المرأة الريفية الى الذهب باعتباره يمثل لها سلة ادخارية.
وإذا كانت النساء يتصدرن الرجال فإن ذلك لا ينفي ولا يقلل من قيمة الدور الذي يلعبه الرجال في ميدان النشاط والحركة الملحوظة في سوق الذهب بالسعودية خاصة ما يتعلق بصعوبة الفصل بين سلوك الرجل والمرأة في هذا الميدان والمعروف عن الرجل أنه لا يلبس الذهب لأنه محرم عليه طبقا للشريعة الاسلامية والتقاليد العربية بوجه عام فالرجل يشتري في الغالب من أجل امرأته وبناته.
وعليه يأتي الرجل في المركز الثاني بعد المرأة وان بدت الفروق ضئيلة نسبيا.
والملاحظة الهامة التي يكشف عنها الجدول في الوقت نفسه هي أن الاقبال على شراء الذهب في المملكة، يعد أمرا واضحا لدى سائر الفئات العمرية وبدرجات تكاد تكون متقاربة، إلا أن مؤشرات الشراء تميل الى الارتفاع كلما ارتفعت فئات العمر وتصل الى الذروة بالنسبة لكل من النساء والرجال على حد سواء في فئتي العمر 4554 عاما وأكبر من 55 عاما.
وإذا كان هناك من تفسير لذلك فيمكن ارجاعه بوجه عام الى عنصرين أساسيين هما:
1 عنصر نضوج الوعي وازدياده بقيمة الذهب كلما تقدمت السن لدى الانسان حيث تتحول النظرة التشكيلية له الى نظرة أكثر عملية وتقديراً لدى كل من الرجل والمرأة في آن واحد.
2 عنصر العلاقة بين مواجهة الأزمات ومبلغ حجم المخزون أو المدخر من الذهب لدى الانسان، لقيمته الدولارية العالية وهي نظرية اقتصادية في الأساس يسلم بها الأفراد والدول على حد سواء.
والجدير بالذكر أن الطلب الكلي على المعادن النفيسة يتألف من شقين:
أولهما: الطلب على المعادن النفيسة لاستعمالها كنقد.
وثانيهما: الطلب على المعادن النفيسة لاستعمالها في وجوه الاستعمال الأخرى كالصناعة والزينة.
والغالب أنه ما أن يختار أي معدن للاستعمال النقدي حتى يصبح الطلب النقدي أهم شقي الطلب الكلي عليه وحتى تتوقف قيمة المعدن على تقلبات ذلك الطلب النقدي.
وبمقارنة الانتاج السنوي للذهب باحتياطيات الذهب النقدية في العالم نجد ان الانتاج السنوي لم يتجاوز 5% من المخزون النقدي للذهب قبل الحرب العالمية الأخيرة, وقد انخفضت هذه النسبة في اعقاب الحرب الأخيرة نظرا لهبوط الانتاج العالمي كثيرا عن ذي قبل ومن الغالب أن يصحب اضمحلال الاستعمال النقدي للذهب وهبوط قيمته الى اضمحلال مقابل في الطلب عليه لأغراض الفن والزينة، ومعنى ذلك أن الطلب على الذهب للتحلي ليس فقط لجمال رونقه فحسب ولكن لما يمنحه التحلي بذلك المعدن النفيس من اشباع الرغبة في الظهور وابداء معالم الثراء أيضا.
جدول رقم 13
نمو نسبة الأفراد الذين يشترون الذهب حسب مستويات الدخول ونوع العيار لعام 1996م
يتضح من النسب الواردة بالجدول المتقدم رقم 13 أن هناك علاقة بين الاقبال على شراء الذهب بشكل عام، ومستوى الدخل الفردي كما يظهر بشكل خاص ان العلاقة باردة بين الاقبال على شراء الذهب من عيار 21 وبين مستوى الدخل، حيث ينظر ذوو الدخول المتوسطة والمنخفضة الى الذهب باعتباره مخزنا للقيمة الى جانب الدور الذي يلعبه باعتباره سلعة جمالية ورمزا للمكانة، وكدليل على ذلك يعتبر اصحاب الدخول المرتفعة أقل اقبالا نسبيا على شراء الذهب من عيار 21 بالمقارنة مع ذوي الدخول المحدودة على حين أنها أعلى لدى الفئة الأولى في شرائها للذهب من عيار 18 باعتبار أن الطابع الجمالي والذوقي أعلى فيه نظرا لقدرته العالية على التحكم في تشكيله بحكم طبيعته.
واذا كانت الفئات تحت المتوسط المنخفض أكثر من غيرها من حيث شراء الذهب, فإن الأمر الذي يتعين ادراكه في اطار هذا الجدول يرتبط بحجم الاقبال على نوع العيار في الغالب وليس بكمية النقود المنفقة أو المدفوعة في الشراء.
جدول رقم 14
نسبة الأفراد الذين يشترون ذهبا حسب النمط الموروفولوجي حضر بدو ونوع عيار الذهب لعام 1996م.
تشير النسب الواردة بالجدول المتقدم رقم 14 الى أن حالة النمو والازدهار التي يشهدها سوق الذهب السعودي، التي جعلت منه سوقا دوليا تسهم في انتاجها جميع المناطق بالمملكة، كما تسهم فيها الأنماط المورفولوجية السكانية الأساسية وهما نمط الحضر البدو فكلاهما يسهمان بدرجة تكاد تصل الى التجانس في تنشيط سوق الذهب ورواج صناعته بالمملكة.
واذا كانت القيم التي يحتكم اليها الحضري في علاقته بسوق الذهب ومشغولاته تختلف بدرجة يتعذر تجاهلها عن القيم التي يحتكم اليها البدوي فإن قدرة وتطور صناعة المشغولات الذهبية في المملكة ومبلغ دقتها وجاذبيتها وذوقها العالمي الرفيع قد نجحت في جذب المواطنين من مختلف الأشكال المورفولوجية رغم اختلاف وتباين قيمتها ونظرتها لدور الذهب وأهميته ودوره في حياتها.
كما أن هذه الحقيقة تشكل أبرز المؤشرات على مبلغ ما حققته صناعة الذهب في المملكة من نمو وتطور صناعي وفني وجمالي في آن واحد.