ظرف الزمان وظرف المكان.
ظرف الزمان: هو اسم الزمان المنصوب بتقدير "في" نحو اليوم والليلة وغدوة وبكرة وسحرا وغدًا وعتمة وصباحًا ومساء وأبدا وأمدا وحينًا، وما أشبه ذلك.
وظرف المكان: هو اسم المكان المنصوب بتقدير "في" نحو أمام وخلف وقدام ووراء وفوق وتحت وعند وإزاء وحذاء وتلقاء وثم وهنا، وما أشبه ذلك.
ظرف المكان وظرف الزمان: هو الاسم المنصوب على معنى "في" أو على تقدير "في".
اسم الزمان أو اسم المكان المنصوب على تقدير "في" باطراد أي: باستمرار.
معنى ذلك أنه إذا لم يصح أن يكون على معنى في، لماذا تقدر كلمة في هنا؟ لأن كلمة في هي التي تدلنا وتؤكد لنا الظرفية ما دام أنه ظرف إذًا لا بد أن يصير على معنى في.
ومعنى الظرف، الظرف هو الوعاء، فهذا ظرف الزمان وهو الزمن الذي كان وعاء لعمل معين، وظرف المكان هو المكان الذي صار وعاء لشيء معين، فلا بد أن يصير على معنى في لكي ينصب على الظرفية، فإن لم يكن على معنى في صار اسما متصرفًا ويعرب مفعولا به أو يعرب فاعلا وغير ذلك.
كلمة "يوم" -مثلًا- يوم هذه لا شك أنها اسم زمان، ولكنها قد تكون ظرف زمان، وقد لا تكون ظرف زمان، فإن كانت على معنى في فهي حينئذ منصوبة على الظرفية، أي: على أنها ظرف زمان؛ ولذلك بعض كتب النحو تسمي ظرف الزمان وظرف المكان بماذا؟ يسمى بالمفعول فيه، هذا مفعول به، وهذا مفعول معه، وهذا مفعول له، وظرف الزمان أو المكان هو المفعول فيه؟ لأنه هو الظرف لهذا الفعل.
نأخذ -مثلًا- كلمة "يوم" إذا قلت -مثلًا- سافرت يوم الجمعة، يوم هنا منصوبة على أنها ظرف زمان أو لا ؟
نعم. منصوبة على أنها ظرف زمان؛ لأن السفر متى حصل؟ السفر حصل يوم الجمعة، سافرت في يوم الجمعة يعني: سافرت في هذا اليوم يعني: لا يصح إلا هذا. لكن حينما تقول -مثلًا-: أحب المجد يوم الاختبار وكره المهمل يوم الاختبار، حينما تقول: كره المهمل يوم الاختبار، يوم هنا منصوبة على الظرفية أم لا؟ نعم. ليست منصوبة على الظرفية، هل المعنى كره المهمل في يوم الاختبار، وإلا هل كره شيئًا في اليوم؟ أو كره اليوم نفسه؟ كره اليوم نفسه، فيوم هنا في مثل هذا المثال اسم زمان متصرف منصوب على أنه مفعول به، وليس مفعولا فيه.
فاسم الزمان لا يكون مفعولًا فيه إلا إذا كان على معنى "في" إذا كان ظرفا لهذا العمل.
اليوم ليس ظرفًا للكراهية كما كان ظرفًا للسفر في قولك: سافرت يوم الجمعة، إذا قلت: سافرت يوم الجمعة فلا يصح أن تكون يوم مفعولا به؛ لأنك يعني: سافرت يوم الجمعة، هل يوم الجمعة مفعول به للسفر؟ ليس مفعولًا به، وإنما هو هنا مفعول فيه؛ لأنه ظرف للسفر.
لكن حينما تقول كره المهمل يوم الاختبار، فهنا لو قلت: خاف يوم الاختبار لصارت محتملة؛ لأن يمكن أن يكون خاف في هذا اليوم، أو يكون خاف اليوم نفسه، فهو يعتمد على نيتك، وعلى مرادك.
الحاصل أن ظرف الزمان أو اسم الزمان إن كان يصح أن يكون على معنى في، بمعنى أنه ظرف لهذا الفعل الذي سبقه، أي: أن هذا الفعل الذي تقدم عليه وقع فيه فإنه حينئذ ينصب على الظرفية، وإن لم يكن كذلك فإنه يكون حينئذ اسما متصرفا ليس منصوبًا على الظرفية.
فظرف الزمان أو المكان واسم الزمان أو المكان المنصوب على معنى في أي: أنه ظرف ووعاء؛ ولذلك يقول: ظرف المكان وظرف الزمان هو اسم الزمان واسم المكان المنصوب بتقدير في، نحو اليوم والليلة وغدوة وبكرة، وسحرا وغدًا، وعتمة وصباحًا ومساءا، وأبدا وأمدًا وحينًا، وما أشبه ذلك.
المؤلف -رحمه الله- أطال في سرد الأمثلة، وإلا فإن هذا الباب باب واسع، ولا تستطيع أن تسرد له أمثلة؛ لأن كل أسماء الزمان في الغالب سواء كانت مبهمة يعني: عامة أو شائعة، أو كانت مختصة أي: كانت محددة بشيء معين صالحة لأن تنصب على الظرفية، إذا تحقق فيها هذا الشرط العام، وهو أن تكون بمعنى في يعني: أن تكون وعاء وظرفًا لهذا الفعل المتقدم.
القاعدة :
. الظرف ينقسم إلى قسمين:
• ظرف الزمان، ويدل على الزمن الذي وقع فيه الفعل.
• ظرف المكان، ويدل على المكان الذي وقع فيه الفعل
2. الظرف يأتي منصوبا
3. الظرف وما بعده يكونان شبة جملة