أنا لبناني و لي فخر بذلك , و لست بعثماني و لي فخر بذلك أيضا .
لي وطن أعتز بمحاسنه , و لي أمه أتباهي بمآتيها , و ليس لي دولة أنتمي إليها و أحتمي بها .
أنا مسيحي و لي فخر بذلك , و لكنني أهوى النبي العربي و أكبر اسمه و أحب مجد الاسلام و أخشى زواله , أنا شرقي و لي فخر بذلك و مهما أقصتني الأيام عن بلادي أظل شرقي الأخلاق سوري الأميال لبناني العواطف .
أنا شرقي و للشرق مدينة قديمة العهد ذات هيبة سحرية و نكهة طيبة عطرية و مهما اعجب برقي الغربيين و معارفهم يبقى الشرق موطنا لأحلامي و مسرحاً لأماني و آمالي .
في تلك البلاد الممتدة من قلب الهند الى جزائر العرب , المنبسطة من الخليج الفارسي الى جبال القوقاس , في تلك البلاد أنبتت الملوك و الأنبياء و الأبطال و الشعراء ..في تلك البلاد المقدسة تتراكض روحي شرقا و غربا و تتسارع قبلة و شمالا مرددة أغاني المجد القديم , محدقة الى الافق لترى طلائع المجد الجديد .
بينكم أيها الناس من يلفظ اسمي مشفوعا بقوله : " هو فتى جحود يكره الدولة العثمانية و يرجو اضمحلالها "
إي و الله لقد صدقوا , فأنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين , أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيره على الامم الهاجعة في ظل العلم العثماني .
أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الاسلام وعظمة الاسلام و لي رجاء برجوع مجد الاسلام .
أنا لا أحب العلة , و لكنني أحب الجسد المعتل , أنا أكره الشلل و لكنني أحب الأعضاء المصابه به ...
أنا أجل القرآن و لكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لاحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين .
و أي منكم أيها الناس لا يكره الأيدي التي تهدم , حبا للسواعد التي تبني ؟
أي بشري يرى العزم نائما و لا يطلب إيقاظه ؟ أي فتى يرى العظمة متراجعة الى الوراء و لا يخشى انحجابها ؟
إذا ماذا يغركم أيها المسلمون بالدولة العثمانية و هي اليد التي هدمت مباني أمجادكم بل هي الموت الذي يراود وجودكم ؟
أولم تنته المدينة الاسلامية ببدء الفتوحات العثمانية ؟
أولم يتقهقر أمراء العرب بظهور سلاطين المغول ؟
أولم ينحجب العلم الأخضر وراء ستار من الضباب .. بظهور العلم الأحمر فوق رابية من الجماجم ؟
خذوها يامسلمون كلمة من مسيحي أسكن " يسوع " في شطر من حشاشته و " محمداً " في الشطر الآخر !
إن لم يتغلب الاسلام على الدولة العثمانية , فسوف تتغلب أمم الافرنج على الاسلام
إن لم يقم فيكم من ينصر الاسلام على عدوه الداخلي .. فلا ينقضي هذا الجيل إلا و الشرق في قبضة ذوي الوجوه البائخة و العيون الزرقاء ..
جبران خليل جبران - نصوص خارج المجموعة
لي وطن أعتز بمحاسنه , و لي أمه أتباهي بمآتيها , و ليس لي دولة أنتمي إليها و أحتمي بها .
أنا مسيحي و لي فخر بذلك , و لكنني أهوى النبي العربي و أكبر اسمه و أحب مجد الاسلام و أخشى زواله , أنا شرقي و لي فخر بذلك و مهما أقصتني الأيام عن بلادي أظل شرقي الأخلاق سوري الأميال لبناني العواطف .
أنا شرقي و للشرق مدينة قديمة العهد ذات هيبة سحرية و نكهة طيبة عطرية و مهما اعجب برقي الغربيين و معارفهم يبقى الشرق موطنا لأحلامي و مسرحاً لأماني و آمالي .
في تلك البلاد الممتدة من قلب الهند الى جزائر العرب , المنبسطة من الخليج الفارسي الى جبال القوقاس , في تلك البلاد أنبتت الملوك و الأنبياء و الأبطال و الشعراء ..في تلك البلاد المقدسة تتراكض روحي شرقا و غربا و تتسارع قبلة و شمالا مرددة أغاني المجد القديم , محدقة الى الافق لترى طلائع المجد الجديد .
بينكم أيها الناس من يلفظ اسمي مشفوعا بقوله : " هو فتى جحود يكره الدولة العثمانية و يرجو اضمحلالها "
إي و الله لقد صدقوا , فأنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين , أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيره على الامم الهاجعة في ظل العلم العثماني .
أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الاسلام وعظمة الاسلام و لي رجاء برجوع مجد الاسلام .
أنا لا أحب العلة , و لكنني أحب الجسد المعتل , أنا أكره الشلل و لكنني أحب الأعضاء المصابه به ...
أنا أجل القرآن و لكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لاحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين .
و أي منكم أيها الناس لا يكره الأيدي التي تهدم , حبا للسواعد التي تبني ؟
أي بشري يرى العزم نائما و لا يطلب إيقاظه ؟ أي فتى يرى العظمة متراجعة الى الوراء و لا يخشى انحجابها ؟
إذا ماذا يغركم أيها المسلمون بالدولة العثمانية و هي اليد التي هدمت مباني أمجادكم بل هي الموت الذي يراود وجودكم ؟
أولم تنته المدينة الاسلامية ببدء الفتوحات العثمانية ؟
أولم يتقهقر أمراء العرب بظهور سلاطين المغول ؟
أولم ينحجب العلم الأخضر وراء ستار من الضباب .. بظهور العلم الأحمر فوق رابية من الجماجم ؟
خذوها يامسلمون كلمة من مسيحي أسكن " يسوع " في شطر من حشاشته و " محمداً " في الشطر الآخر !
إن لم يتغلب الاسلام على الدولة العثمانية , فسوف تتغلب أمم الافرنج على الاسلام
إن لم يقم فيكم من ينصر الاسلام على عدوه الداخلي .. فلا ينقضي هذا الجيل إلا و الشرق في قبضة ذوي الوجوه البائخة و العيون الزرقاء ..
جبران خليل جبران - نصوص خارج المجموعة