تعد ظاهرة التدخين في المدارس« ربما» انحرافا بسيطا نسبيا مقارنة بظاهرة جديدة حذرت منها عناصر تربوية متمثلة في انتشار ما يعرف ب«شيني كيني» بين صفوف الطلبة ويصنع على شكل حلوى وأنواع من اللبان يقوم متناولها بوضع المادة تحت اللسان.
وال«شيني كيني» بحسب متخصصين وجهات مسؤولة مخدر يشبه التبغ ويوضع في كيس صغير مغلق من الطرفين ويشبه كيس الشاي وتبلغ قيمته 75 فلسا ويقوم البعض ببيعه نظير 50,2 درهم فيما حذرت عناصر تربوية وشرطية من انتشار هذه المادة بين الطلبة مطالبة بإحكام الرقابة ورفع مستوى الوعي والوازع الديني بين صفوف التلاميذ ، وتكمن الخطورة في المادة بحسب الدكتور ممدوح مختار الطبيب النفسي كونها غير مدرجة في التصنيف الدولي العالمي كنوع من المخدرات وبالتالي فان تداولها لا يشكل خرقا قانونيا .
وأوضح محمد عثمان مدير ثانوية ابن حزم بعجمان إن انتشار «الشيني كيني» في منطقة المنامة أصبح محاصرا بعد ان شهد رواجا لفترة معينة حيث تعاونت أكثر من جهة منها البلدية والصحة والشرطة لمنع تداوله بحيث بات الحصول على هذه المادة غاية في الصعوبة مشيرا إلى إن متابعة مستمرة تنفذها الإدارة لطلبتها كي يبقوا محميين من أي سلوك خاطئ، مضيفا أن الرقابة المشتركة من الأسرة والمدرسة هي الأداة لتصويب أي سلوك خاطئ.
حماية الأبناء
ويقول محمد حسيني المهم (معلم علم النفس بثانوية ابن حزم بعجمان ) إن الشيني كيني عبارة عن مادة تشبه اللبان يضعها الفرد في فمه وبمجرد تناولها يشعر بالدوخة وتحدث تأثيرا على متناولها مثل دخان السجائر على اعتبار ان نسبة «الجميلوتين» فيها عالية نسبيا وهي ذات رائحة غير محببة، لافتا إلى أنها مادة متداولة بين الطلاب خصوصا «البلوش» .
وقد قامت الشرطة بمحاربة هذه المادة الضارة ومع ذلك تنتشر في السر وطالب حسيني الجهات المسؤولة بالالتفات إلى هذه المادة وتحليلها للوقوف على مدى خطورتها الطبية ومصادرتها من المحلات التي تبيعها، مايعد بمثابة تحصين لأفراد المجتمع قبل أن يستفحل الأمر وتقع زهور المستقبل في براثن الإدمان.
وأضاف «أن الإدمان يرتبط باستعمال عقار أو مادة تؤدي إلى تغيير وظيفة أو أكثر من وظائف الكائن الحي ،ويمثل الإدمان خطرا داهما على الفرد والمجتمع وكذلك يعد مشكلة اجتماعية ونفسية وصحية وثقافية معقدة لذلك فنحن نحتاج لتضافر جهود متعددة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي والنفسي والثقافي والقانوني، ويجب توعية الشباب بخطورة الظاهرة وتكثيف جهود الشرطة في ملاحقة المروجين واكتشاف المدمنين».
وبسؤال مدرس علم النفس لشريحة من الطلبة عن سبب تناول تلك المادة خصوصا أنها تنتشر في المناطق النائية بعيدا عن أعين الرقابة قالوا إنها تعطي متناولها إحساسا بالارتياح وتكمن خطورتها في رغبة متناولها بتجريب مواد أكثر قوة ومن هنا يطرق الطالب باب الإدمان.
غياب التربية
حسين صالح آل علي مساعد مدير الثانوية النموذجية سلط الضوء على واقع الإدمان في المدارس قائلا إن الأرقام قليلة وتدعو للتفاؤل إلا انه في الوقت ذاته دق ناقوس الخطر لان الفئات الطلابية التي تدمن تكون في العادة في مرحلة المراهقة وهي اخطر المراحل السنية.
مشيرا في «مؤتمر أبناؤنا كيف نحميهم من المخدرات» الذي نظمته المنطقة الطبية في عجمان مؤخرا إلى اكتشافهم لمادة متداولة بين الطلبة يمضغونها كاللبان ،وضرب مثلا بطالب تم اكتشاف إدمانه في المدرسة وتبين إن السبب في انجرافه في ذلك غياب دور الأسرة، ،مشددا على أهمية توطيد العلاقة والتواصل الدائم مع المدارس وصولا بالطلبة إلى بر الإمان.
وقال:« يجب أن نكون أكثر حذرا خاصة وان الدراسات والإحصائيات العالمية والمحلية تؤكد إن بدء التعاطي يقع غالبا في سن المراهقة التي يقضيها الفرد في المدرسة او الجامعة» ،مناشدا أولياء الأمور بالاهتمام والمتابعة، ،مستغربا انصراف البعض عن ابنائهم إلى شؤونهم الخاصة، مؤكدا إن التربية ليس دورها توفير الجوانب المادية فقط .
واعتبر نائب مدير المدرسة النموذجية الثانوية أن المناهج قاصرة في معالجة هذا الجانب اذ ينبغي تضمينها بمواضيع تناقش مخاطر المخدرات والتحذير منها بحيث تشكل لدى الطالب قاعدة معرفية توعيه بالخطر المحدق به اذا ما انجرف في هذا التيار إلى جانب تعزيز الوازع الديني لديه.
الدكتور الرائد جمعة الشامسي من القيادة العامة في شرطة دبي قسم مكافحة المخدرات اكد في «مؤتمر أبناؤنا كيف نحميهم من المخدرات» تزايد اعداد المتعاطين من فئة الشباب «مما يدعونا لان نكون أكثر حذرا وتنبها في محيط المجتمع المدرسي».
وذكر إن تقرير الأمم المتحدة للعام 2004 اظهر أن عدد متعاطي المخدرات يبلغ 400 ألف، ويلاحظ تنامي أعداد الإناث المتعاطيات ،مؤكدا ظهور100 «حالة ايدز» بين المواطنين بسبب استخدام حقن مشتركة، بالإضافة إلى أن 98 % من المتعاطين يعانون من التهاب الكبد الوبائي.
وعلى الصعيد المحلي، أوضح الرائد الشامسي إن إحصائيات العام الماضي تظهر وجود 250 متعاطيا في إمارة أبو ظبي، و1100 في دبي، و177 في الشارقة، بالإضافة الى 24 في عجمان و20 في أم القيوين و46 في رأس الخيمة، بإجمالي 1644 مدمنا،لافتا الى أن إجمالي أعداد المتعاطين في الدولة للعام 2008 بلغ 2206 أشخاص، منهم 700 مواطن و1071 أجنبيا و436 عربيا .
دور المدرسة
وحذر الدكتور طارق طناف رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الأمل وعضو جمعية مكافحة الإدمان من وقوع الطلبة من المراهقين في دوامة الإدمان موضحا من واقع خبرته إن أغلبية المدمنين من الفئة التي تركت مقاعد الدراسة من المرحلة الإعدادية بسبب التعاطي، لافتا إلى اهمية دور الهيئة الإدارية والتدريسية في مكافحة الإدمان إذ تظهر على المتعاطي علامات أهمها إثارة المشاكل وتدني مستوى التحصيل والعزلة وينبغي هنا أن يتابع الأخصائي الحالة ويتقصى عنها من اجل وضع العلاج المناسب.
ندى السويدي مسؤولة الاتصال الجماهيري في بلدية الشارقة أكدت إن البلدية اصدرت قرارا بسحب مادة ( شيني كيني ) من اسواق الشارقة، اضافة الى توجيه تحذير مباشر للمحلات من بيع المنتج وتنظيم حملات تفتيشية مفاجئة، وفرض غرامات مالية على أي محل يبيعها، لافتة إلى إن وجود المادة أصبح شبه معدوم وهو ما اكدته عمليات المسح للمحلات التي اسفرت عن عدم ضبط المنتج فيما يعمد البعض إلى اتباع طرق ملتوية للحصول عليه .
شرطة دبي تثمن دور البيان ومتابعة مباشرة من القائد العام
وحول مدى رواج استخدام منتج شيني كيني بين الطلبة، قال اللواء عبد الجليل مهدي مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي انه لم يسمع بالمادة من قبل،إلا أنه وكعادة شرطة دبي فانها لا تغفل اية معلومة ولو كانت بسيطة، حيث قام بإعطاء تعليماته لرصد المنتج حيث تم تحليله في المختبر الجنائي لشرطة دبي.
وقال اللواء مهدي: «ان الفحص اثبت وجود نسبة عالية من الجميلوتين في المادة المذكورة، وعدم احتوائها على أي مادة مخدرة»، مضيفاً:« وضعت نتائج الفحص بين يدي الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي الذي ابدى اهتمامه ويتابع حاليا الموضوع بشكل شخصي». وثمن اللواء عبد الجليل المهدي دور «البيان» في لفت الانظار لهذه المادة التي يتداولها الطلبة، مؤكدا ان الاعلام والشرطة يعملان في خندق واحد، ناقلا تحيات وشكر الفريق ضاحي خلفان ل«لبيان».
مع تحياتي حاتم اليافعي
وال«شيني كيني» بحسب متخصصين وجهات مسؤولة مخدر يشبه التبغ ويوضع في كيس صغير مغلق من الطرفين ويشبه كيس الشاي وتبلغ قيمته 75 فلسا ويقوم البعض ببيعه نظير 50,2 درهم فيما حذرت عناصر تربوية وشرطية من انتشار هذه المادة بين الطلبة مطالبة بإحكام الرقابة ورفع مستوى الوعي والوازع الديني بين صفوف التلاميذ ، وتكمن الخطورة في المادة بحسب الدكتور ممدوح مختار الطبيب النفسي كونها غير مدرجة في التصنيف الدولي العالمي كنوع من المخدرات وبالتالي فان تداولها لا يشكل خرقا قانونيا .
وأوضح محمد عثمان مدير ثانوية ابن حزم بعجمان إن انتشار «الشيني كيني» في منطقة المنامة أصبح محاصرا بعد ان شهد رواجا لفترة معينة حيث تعاونت أكثر من جهة منها البلدية والصحة والشرطة لمنع تداوله بحيث بات الحصول على هذه المادة غاية في الصعوبة مشيرا إلى إن متابعة مستمرة تنفذها الإدارة لطلبتها كي يبقوا محميين من أي سلوك خاطئ، مضيفا أن الرقابة المشتركة من الأسرة والمدرسة هي الأداة لتصويب أي سلوك خاطئ.
حماية الأبناء
ويقول محمد حسيني المهم (معلم علم النفس بثانوية ابن حزم بعجمان ) إن الشيني كيني عبارة عن مادة تشبه اللبان يضعها الفرد في فمه وبمجرد تناولها يشعر بالدوخة وتحدث تأثيرا على متناولها مثل دخان السجائر على اعتبار ان نسبة «الجميلوتين» فيها عالية نسبيا وهي ذات رائحة غير محببة، لافتا إلى أنها مادة متداولة بين الطلاب خصوصا «البلوش» .
وقد قامت الشرطة بمحاربة هذه المادة الضارة ومع ذلك تنتشر في السر وطالب حسيني الجهات المسؤولة بالالتفات إلى هذه المادة وتحليلها للوقوف على مدى خطورتها الطبية ومصادرتها من المحلات التي تبيعها، مايعد بمثابة تحصين لأفراد المجتمع قبل أن يستفحل الأمر وتقع زهور المستقبل في براثن الإدمان.
وأضاف «أن الإدمان يرتبط باستعمال عقار أو مادة تؤدي إلى تغيير وظيفة أو أكثر من وظائف الكائن الحي ،ويمثل الإدمان خطرا داهما على الفرد والمجتمع وكذلك يعد مشكلة اجتماعية ونفسية وصحية وثقافية معقدة لذلك فنحن نحتاج لتضافر جهود متعددة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي والنفسي والثقافي والقانوني، ويجب توعية الشباب بخطورة الظاهرة وتكثيف جهود الشرطة في ملاحقة المروجين واكتشاف المدمنين».
وبسؤال مدرس علم النفس لشريحة من الطلبة عن سبب تناول تلك المادة خصوصا أنها تنتشر في المناطق النائية بعيدا عن أعين الرقابة قالوا إنها تعطي متناولها إحساسا بالارتياح وتكمن خطورتها في رغبة متناولها بتجريب مواد أكثر قوة ومن هنا يطرق الطالب باب الإدمان.
غياب التربية
حسين صالح آل علي مساعد مدير الثانوية النموذجية سلط الضوء على واقع الإدمان في المدارس قائلا إن الأرقام قليلة وتدعو للتفاؤل إلا انه في الوقت ذاته دق ناقوس الخطر لان الفئات الطلابية التي تدمن تكون في العادة في مرحلة المراهقة وهي اخطر المراحل السنية.
مشيرا في «مؤتمر أبناؤنا كيف نحميهم من المخدرات» الذي نظمته المنطقة الطبية في عجمان مؤخرا إلى اكتشافهم لمادة متداولة بين الطلبة يمضغونها كاللبان ،وضرب مثلا بطالب تم اكتشاف إدمانه في المدرسة وتبين إن السبب في انجرافه في ذلك غياب دور الأسرة، ،مشددا على أهمية توطيد العلاقة والتواصل الدائم مع المدارس وصولا بالطلبة إلى بر الإمان.
وقال:« يجب أن نكون أكثر حذرا خاصة وان الدراسات والإحصائيات العالمية والمحلية تؤكد إن بدء التعاطي يقع غالبا في سن المراهقة التي يقضيها الفرد في المدرسة او الجامعة» ،مناشدا أولياء الأمور بالاهتمام والمتابعة، ،مستغربا انصراف البعض عن ابنائهم إلى شؤونهم الخاصة، مؤكدا إن التربية ليس دورها توفير الجوانب المادية فقط .
واعتبر نائب مدير المدرسة النموذجية الثانوية أن المناهج قاصرة في معالجة هذا الجانب اذ ينبغي تضمينها بمواضيع تناقش مخاطر المخدرات والتحذير منها بحيث تشكل لدى الطالب قاعدة معرفية توعيه بالخطر المحدق به اذا ما انجرف في هذا التيار إلى جانب تعزيز الوازع الديني لديه.
الدكتور الرائد جمعة الشامسي من القيادة العامة في شرطة دبي قسم مكافحة المخدرات اكد في «مؤتمر أبناؤنا كيف نحميهم من المخدرات» تزايد اعداد المتعاطين من فئة الشباب «مما يدعونا لان نكون أكثر حذرا وتنبها في محيط المجتمع المدرسي».
وذكر إن تقرير الأمم المتحدة للعام 2004 اظهر أن عدد متعاطي المخدرات يبلغ 400 ألف، ويلاحظ تنامي أعداد الإناث المتعاطيات ،مؤكدا ظهور100 «حالة ايدز» بين المواطنين بسبب استخدام حقن مشتركة، بالإضافة إلى أن 98 % من المتعاطين يعانون من التهاب الكبد الوبائي.
وعلى الصعيد المحلي، أوضح الرائد الشامسي إن إحصائيات العام الماضي تظهر وجود 250 متعاطيا في إمارة أبو ظبي، و1100 في دبي، و177 في الشارقة، بالإضافة الى 24 في عجمان و20 في أم القيوين و46 في رأس الخيمة، بإجمالي 1644 مدمنا،لافتا الى أن إجمالي أعداد المتعاطين في الدولة للعام 2008 بلغ 2206 أشخاص، منهم 700 مواطن و1071 أجنبيا و436 عربيا .
دور المدرسة
وحذر الدكتور طارق طناف رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الأمل وعضو جمعية مكافحة الإدمان من وقوع الطلبة من المراهقين في دوامة الإدمان موضحا من واقع خبرته إن أغلبية المدمنين من الفئة التي تركت مقاعد الدراسة من المرحلة الإعدادية بسبب التعاطي، لافتا إلى اهمية دور الهيئة الإدارية والتدريسية في مكافحة الإدمان إذ تظهر على المتعاطي علامات أهمها إثارة المشاكل وتدني مستوى التحصيل والعزلة وينبغي هنا أن يتابع الأخصائي الحالة ويتقصى عنها من اجل وضع العلاج المناسب.
ندى السويدي مسؤولة الاتصال الجماهيري في بلدية الشارقة أكدت إن البلدية اصدرت قرارا بسحب مادة ( شيني كيني ) من اسواق الشارقة، اضافة الى توجيه تحذير مباشر للمحلات من بيع المنتج وتنظيم حملات تفتيشية مفاجئة، وفرض غرامات مالية على أي محل يبيعها، لافتة إلى إن وجود المادة أصبح شبه معدوم وهو ما اكدته عمليات المسح للمحلات التي اسفرت عن عدم ضبط المنتج فيما يعمد البعض إلى اتباع طرق ملتوية للحصول عليه .
شرطة دبي تثمن دور البيان ومتابعة مباشرة من القائد العام
وحول مدى رواج استخدام منتج شيني كيني بين الطلبة، قال اللواء عبد الجليل مهدي مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي انه لم يسمع بالمادة من قبل،إلا أنه وكعادة شرطة دبي فانها لا تغفل اية معلومة ولو كانت بسيطة، حيث قام بإعطاء تعليماته لرصد المنتج حيث تم تحليله في المختبر الجنائي لشرطة دبي.
وقال اللواء مهدي: «ان الفحص اثبت وجود نسبة عالية من الجميلوتين في المادة المذكورة، وعدم احتوائها على أي مادة مخدرة»، مضيفاً:« وضعت نتائج الفحص بين يدي الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي الذي ابدى اهتمامه ويتابع حاليا الموضوع بشكل شخصي». وثمن اللواء عبد الجليل المهدي دور «البيان» في لفت الانظار لهذه المادة التي يتداولها الطلبة، مؤكدا ان الاعلام والشرطة يعملان في خندق واحد، ناقلا تحيات وشكر الفريق ضاحي خلفان ل«لبيان».
مع تحياتي حاتم اليافعي