منتدى طلاب القرم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى طلاب القرم

منتدى دراسي

يرجى من الاعضاء ان ارادوا تحميل اي ملف يرجى رفعه من 4 شيرد
نتمنى للطلاب قضاء عطلة ممتعة
ان شاء الله قضيتو عطلة ممتعة وحان دور العودة الى المدارس

3 مشترك

    احمد شوقي

    *مــجــهــول*
    *مــجــهــول*
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 34
    نقاط : 103
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 29/03/2010

    احمد شوقي Empty احمد شوقي

    مُساهمة  *مــجــهــول* الإثنين أبريل 12, 2010 1:39 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    هذا بحث عن الشاعر أحمد شوقي
    وجدته في أحد المواقع:

    المقدمة:
    كان الشعر العربي على موعد مع القدر،ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماءفي الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خاملالحركة، كليل البصر.
    وشاء الله أن يكون 'البارودي' هو الذي يعيد الروح إلىالشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصلهبماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.ولم يشأ اللهتعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبقوالريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبةمن الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمدالكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازععن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب.


    المولد والنشأة:

    ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 منرجب 1287 هـ 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركلاي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمهتعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربيةحفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح،فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديانالابتدائية،وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكبعلى دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
    وبعد أنأنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأتموهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ 'محمد البسيوني'، ورأى فيه مشروع شاعر كبير،فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدحالخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليهقصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي،وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.


    السفر إلى فرنسا :
    وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي مالبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة 'مونبلييه' لمدة عامينلدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازةالحقوق سنة (1311هـ 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدبالفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.



    العودة إلى مصر :
    عادشوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة فيالقصر، ثم ما لم لبث أن توطدت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعهمع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيمبمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عنعرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوامن الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته فيدار جميلة تطل على البحر المتوسط.


    شعره في هذه الفترة:
    ودار شعرشوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحهوالدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذأن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
    ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمةعلى المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيسالنُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاهشوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:

    غمرت القوم إطراءً وحمدًا وهم غمروك بالنعم الجسام
    خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا أضيف إلى مصائبنا العظام
    لهجت بالاحتلال وماأتاه وجرحك منه لو أحسست دام


    وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّأحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قدانقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسةالوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدمإغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديعالسبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر،ومطلع القصيدة:

    المشرقان عليك ينتحبان قاصيهما في مأتم والدان
    يا خادمالإسلام أجر مجاهد في الله من خلد ومن رضوان
    لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسىفي الزائرين وروّع الحرمان


    وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًاوثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًاالمسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:
    أما الخلافة فهي حائط بيتكم حتى يبين الحشر عن أهواله
    لا تسمعوا للمرجفينوجهلهم فمصيبة الإسلام من جُهّاله
    ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها معاليونان سنة (1315هـ 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان 'صدى الحرب'، أشاد فيهابانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
    بسيفك يعلو والحق أغلب وينصر دينالله أيان تضرب
    وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد فيملحمة، فجزء تحت عنوان 'أبوة أمير المؤمنين'، وآخر عن 'الجلوس الأسعد'، وثالثبعنوان 'حلم عظيم وبطش أعظم'. ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعةالاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان 'الانقلاب العثمانيوسقوط السلطان عبد الحميد'، وقد استهلها بقوله:
    سل يلدزا ذات القصور هل جاءهانبأ البدور
    لو تستطيع إجابة لبكتك بالدمع الغزير

    ولم تكن صلة شوقي بالتركصلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثمانيخليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمانشوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
    وفي هذه الفترة نظمإسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعرهقوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومنأشهر قصائده 'نهج البردة' التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخالجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ 'سليم البشري' فينهض لشرحها وبيانها. يقول فيمطلع القصيدة:
    ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

    ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحدالسيف:

    قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
    جهلوتضليل أحلام وسفسطة فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم

    ويلحق بنهج البردة قصائدأخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
    سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابًا

    كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا فيفرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية،ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.

    وقد صاغ شوقي هذه الحكاياتبأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة 'الأهرام' سنة (1310هـ 1892م)، وكانت بعنوان 'الهندي والدجاج'، وفيها يرمز بالهنديلقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.

    النفي إلى إسبانيا:

    وفي الفترة التي قضاهاشوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس،وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم فيإشبيلية وقرطبة وغرناطة.
    وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته 'دول العربوعظماء الإسلام'، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذعهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقدنُشرت بعد وفاته.
    وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملكعليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفرالشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعلأشهرها قصيدته التي بعنوان 'الرحلة إلى الأندلس'، وهي معارضة لقصيدة البحتري التييصف فيها إيوان كلارى، ومطلعها:
    صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس

    وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينهوشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومنأبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
    أحرام على بلابله الدوححلال للطير من كل جنس
    وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
    شهد الله لم يغب عن جفوني شخصه ساعة ولم يخل حسي


    العودة إلى الوطن:
    عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير 'حافظ إبراهيم'، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
    لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
    إلام الخلف بينكم إلاما؟ وهذي الضجة الكبرى علاما؟
    وفيم يكيد بعضكم لبعض وتبدون العداوة والخصاما؟
    وأين الفوز؟ لا مصر استقرت على حال ولا السودان داما

    ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:
    قفي يا أخت يوشع خبرينا أحاديث القرون الغابرينا
    وقصي من مصارعهم علينا ومن دولاتهم ما تعلمينا

    وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في 'نكبة دمشق' وفي 'نكبة بيروت' وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في 'نكبة دمشق' التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:
    بني سوريّة اطرحوا الأماني وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
    وقفتم بين موت أو حياة فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
    وللأوطان في دم كل حرٍّ يد سلفت ودين مستحقُّ
    وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدَقُّ

    ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن 'مصطفى كمال أتاتورك' إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
    عادت أغاني العرس رجع نواح ونعيت بين معالم الأفراح
    كُفنت في ليل الزفاف بثوبه ودفنت عند تبلج الإصباح
    ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح
    الهند والهة ومصر حزينة تبكي عليك بمدمع سحَّاح


    إمارة الشعر:
    أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه 'الشوقيات'. وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:
    بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
    أعيدي على الأسماع ما غردت به براعة شوقي في ابتداء ومقطع
    أمير القوافي قد أتيت مبايعًا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي


    مسرحيات شوقي:

    بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
    وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: 'مصرع كليوباترا' و'قمبيز'، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي 'مجنون ليلى'، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي 'عنترة'، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي 'علي بك الكبير'، وله مسرحيتان هزليتان، هما: 'الست هدي'، و'البخيلة'.
    ولأمر غير معلوم كتب مسرحية 'أميرة الأندلس' نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.
    وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.


    وفاته:

    ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة 14 من أكتوبر 1932م).



    الخاتمة:-
    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة،
    فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
    وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى 'كبار الحوادث في وادي النيل' التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه. وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
    وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: 'عذراء الهند'، ورواية 'لادياس'، و'ورقة الآس'، و'أسواق الذهب'، وقد حاكى فيه كتاب 'أطواق الذهب' للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه 'الشوقيات'، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه 'الشوقيات المجهولة'.


    المراجع:
    · أحمد شوقي: الشوقيات – تحقيق علي عبد المنعم عبد الحميد – الشركة المصرية العالمية للنشر – القاهرة (2000م).
    · شكيب أرسلان: شوقي أو صداقة أربعين سنة – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة (1355 هـ 1936م).
    · شوقي ضيف: شوقي شاعر العصر الحديث – دار المعارف – القاهرة (1975م).
    · عبد الرحمن الرافعي: شعراء الوطنية – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة (1373هـ = 1954م).
    · ماهر حسن فهمي: أحمد شوقي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة (1985م).
    · محمد مندور: أحمد شوقي – منشورات المكتب التجاري – بيروت (1970م).
    المقطعي
    المقطعي
    عضو فعال


    الابراج : الثور عدد المساهمات : 87
    نقاط : 109
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010
    العمر : 28

    احمد شوقي Empty رد: احمد شوقي

    مُساهمة  المقطعي الأربعاء أبريل 21, 2010 2:05 am

    مشكور على جهودك
    محدثكم احمد علي
    السفاح
    السفاح
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 317
    نقاط : 601
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/04/2010

    احمد شوقي Empty رد: احمد شوقي

    مُساهمة  السفاح الإثنين مايو 10, 2010 7:00 pm

    مشكووووووور على جهودك الرائعة ونتمنى المزيد




    مع تحياتي الســـفاح

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 3:57 pm