التربية من منهج النبي صلى الله عليه وسلم
لم تعرف البشرية منذ نشأتها مربياً أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحفظ لنا التاريخ سيرة مربٍ، كما حفظ لنا سيرة هذا المربي العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، حتى شهد بذلك العدو قبل الصديق .
فهاهو ذا يهودي يعجب من سيرة هذا النبي الأمي ، وحسن تربيته لأمته ، فيقول لعمر والحسد يأكل قلبه : لقد علمكم نبيكم كل شيء، حتى الخراءة (يعني آداب قضاء الحاجة) .
وصدق ، فما من خير إلا ودل الأمة عليه ، ولا شر إلا وحذرها منه .
لقد كان عليه الصلاة والسلام معلماً ومربياً في آن واحد ، ولم يكن يفصل بين التربية والتعليم كما هو حال كثير من المعلمين اليوم الذين يعيشون في بروج عاجية ..
ولما كانت التربية الحقة تقتضي المخالطة والمعايشة ؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يخالط أصحابه ويعايشهم في غدوه ورواحه وأكثر أوقاته ، ويستثمر كل حدث يمر به، في تعليم أصحابه وتربيتهم، بأحسن الأساليب ، وألطفها، وأكثرها إثارة وتشويقاً .
مر ذات يوم بجدي أسك (مقطوع الأذن) ميت ، فتناوله ، فأخذ بأذنه ، ثم قال لأصحابه : أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟ ، فقالوا : ما نحب أنه لنا بشيء ، وما نصنع به ؟! فقال : فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم .
ورأى مرة امرأة من السبي تسعى، تبحث عن وليدها، فلما وجدته ، أخذته فألزقته ببطنها، فأرضعته، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : ((أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قالوا : لا والله ! فقال : لله أرحم بعباده من هذه بولدها )) .
هكذا يستثمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحداث المتنوعة في تربية أصحابه على أسمى المعاني وأعظمها ، العقدية والروحية والأخلاقية ..
ولما كانت التربية الحقة لا تكتمل إلا بالقدوة الحسنة من المعلم والمربي ؛ فقد ضرب عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة على ذلك ، فقد كان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (خلقه القرآن) .
وسمع أهل المدينة مرة صوتاً مفزعاً، فخرجوا يستطلعون الأمر، فإذ برسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلهم قادماً من جهة الصوت، وهو على فرس عري (بلا سرج) يقول لهم مُطَمْئِناً : لن تراعوا، لن تراعوا وهو بذلك يضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والفروسية والإقدام .
وهكذا ينبغي أن يكون المربي سباقاً مبادراً .. ولو ذهبنا نستقصي سيرته في هذا الشأن ، لطال بنا المقام ، لكن لعل ما ذكرته يكون كافياً في بيان حرصه عليه الصلاة والسلام على التربية ، وأنها لا تنفك عن التعليم .
والمرأة لا تقل شأناً عن الرجل في ميادين التربية والتعليم، بل هي المربية الأولى للنشء، وعلى يديها يتخرج الأبطال العظام، والأئمة الأعلام، فهي الجبهة الداخلية المتينة للأمة، التي أعيت الأعداء طويلاً، فحاولوا هدمها بشتى الوسائل والطرق، ومهما حققوا من نجاحات في بعض البلاد، فإن هذه الجبهة ستظل صامدة بإذن الله، لا سيما في هذه البلاد التي حباها الله بنعمة التوحيد .
وإن صمود هذه الجبهة مرهون بوعي المرأة ، واستشعارها للأمانة التي كلفت بها، وإدراكها لدورها الحقيقي في النهوض بالأمة، والترفع عن سفاسف الأمور ، وقشورها .
والله الموفق
لم تعرف البشرية منذ نشأتها مربياً أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحفظ لنا التاريخ سيرة مربٍ، كما حفظ لنا سيرة هذا المربي العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، حتى شهد بذلك العدو قبل الصديق .
فهاهو ذا يهودي يعجب من سيرة هذا النبي الأمي ، وحسن تربيته لأمته ، فيقول لعمر والحسد يأكل قلبه : لقد علمكم نبيكم كل شيء، حتى الخراءة (يعني آداب قضاء الحاجة) .
وصدق ، فما من خير إلا ودل الأمة عليه ، ولا شر إلا وحذرها منه .
لقد كان عليه الصلاة والسلام معلماً ومربياً في آن واحد ، ولم يكن يفصل بين التربية والتعليم كما هو حال كثير من المعلمين اليوم الذين يعيشون في بروج عاجية ..
ولما كانت التربية الحقة تقتضي المخالطة والمعايشة ؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يخالط أصحابه ويعايشهم في غدوه ورواحه وأكثر أوقاته ، ويستثمر كل حدث يمر به، في تعليم أصحابه وتربيتهم، بأحسن الأساليب ، وألطفها، وأكثرها إثارة وتشويقاً .
مر ذات يوم بجدي أسك (مقطوع الأذن) ميت ، فتناوله ، فأخذ بأذنه ، ثم قال لأصحابه : أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟ ، فقالوا : ما نحب أنه لنا بشيء ، وما نصنع به ؟! فقال : فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم .
ورأى مرة امرأة من السبي تسعى، تبحث عن وليدها، فلما وجدته ، أخذته فألزقته ببطنها، فأرضعته، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : ((أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قالوا : لا والله ! فقال : لله أرحم بعباده من هذه بولدها )) .
هكذا يستثمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحداث المتنوعة في تربية أصحابه على أسمى المعاني وأعظمها ، العقدية والروحية والأخلاقية ..
ولما كانت التربية الحقة لا تكتمل إلا بالقدوة الحسنة من المعلم والمربي ؛ فقد ضرب عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة على ذلك ، فقد كان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (خلقه القرآن) .
وسمع أهل المدينة مرة صوتاً مفزعاً، فخرجوا يستطلعون الأمر، فإذ برسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلهم قادماً من جهة الصوت، وهو على فرس عري (بلا سرج) يقول لهم مُطَمْئِناً : لن تراعوا، لن تراعوا وهو بذلك يضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والفروسية والإقدام .
وهكذا ينبغي أن يكون المربي سباقاً مبادراً .. ولو ذهبنا نستقصي سيرته في هذا الشأن ، لطال بنا المقام ، لكن لعل ما ذكرته يكون كافياً في بيان حرصه عليه الصلاة والسلام على التربية ، وأنها لا تنفك عن التعليم .
والمرأة لا تقل شأناً عن الرجل في ميادين التربية والتعليم، بل هي المربية الأولى للنشء، وعلى يديها يتخرج الأبطال العظام، والأئمة الأعلام، فهي الجبهة الداخلية المتينة للأمة، التي أعيت الأعداء طويلاً، فحاولوا هدمها بشتى الوسائل والطرق، ومهما حققوا من نجاحات في بعض البلاد، فإن هذه الجبهة ستظل صامدة بإذن الله، لا سيما في هذه البلاد التي حباها الله بنعمة التوحيد .
وإن صمود هذه الجبهة مرهون بوعي المرأة ، واستشعارها للأمانة التي كلفت بها، وإدراكها لدورها الحقيقي في النهوض بالأمة، والترفع عن سفاسف الأمور ، وقشورها .
والله الموفق