هذه عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين،وإمام المتقين،وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين،أما بعد.......
أجمع أهل السنة والجماعة والمسلمون جميعا على صيانة كتاب الله عز وجل من التحريف والزيادة والنقص فهو محفوظ بحفظ الله له قال تعالى(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ولا يوجد في كتب اهل السنة المعتمدة رواية واحدة صحيحة تخالف هذا وقد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) أن القران محفوظ من أي تغير أو تبديل أو تحريف.
وصرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الإسلام.
وهذه العقيدة عند أهل السنة والجماعة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لا تحتاج الى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين.
قال القاضي عياض رحمه الله ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصاحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول (( الحمد لله رب العالمين )) الى آخر (( قل أعوذ برب الناس )) أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا أنه كافر)1
وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال ( جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر)2
قال ابن قدامة ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر).3
قال البغدادي وأكفروا ــ أي أهل السنة ــ من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه).4
ويقول القاضي أبو يعلي والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافا للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه ــ ثم قال ــ إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيرا مبدلا لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه،لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة.. ولأنه لو كان مغيرا ومبدلا لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بيانا عاما أنه أصلح ما كان مغيرا فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير).5
ويقول ابن حزم القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم).6
ويقول ايضا ــ في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن ــ ( وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين).7
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ــ أي في الحكم بتكفيره ــ من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت،أو زعم أن له تأويلات باطنه تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لا خلاف في كفرهم).8
وبعد فالشواهد في هذا المجال لا تحصى كثرة وهي موجودة في مواضعها في كتب التفسير وعلوم القرآن والحديث والعقيدة والأصول وغيرها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1- 2 -الشفاء( ص 1102-1103 )
3- لمعة الاعتقاد ص 19
4- الفرق بين الفرق ص 315 دار الآفاق الجديدة-- بيروت.
5- المعتمد في أصول الدين ص 258
6- الفصل في الملل والنحل ص 40
7- الفصل في الملل والنحل 80/2
8- الصارم المسلول دار الكتب العلمية- بيروت ص 586.
___________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لشرف عظيم للمسلم أن تقوم عقيدتة على العلم بالله عز وجل
والإيمان به وبما اخبر به من أمور الغيب ومعرفتها.
فالعلم بها اصل مخافة الله وخشيته واصل توقيره وعبادته
وعليها مدار النجاح والفلاح إذ أنها تحفظ صاحبها من الوقوع
في الشرك والكفر الموجب لحبوط الأعمال.
قال تعالى: (( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ))
ولقد قام الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
بتوضيح لاهم اصول عقيدة المسلم في كتاب سنستعرضه الآن
بعنوان عقيدة أهل السنة والجماعة جعل الله هذا الكتاب في ميزان
حسناته ونفعنا جميعا به
عقيدة أهل السنة والجماعة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الجزء الأول :
عقيدتنا الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فنؤمن بربوبية الله تعالى ، أي بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.
ونؤمن بألوهية الله تعالى، أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته
ولا في أسمائه وصفاته.
قال تعالى :
(( رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ))
[مريم 65]
ونؤمن بأنه : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في
السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم
وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات
والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم )) [البقرة 255]
ونؤمن بأنه : ((هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم*
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء
الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) [الحشر 22-24]
ونؤمن بأن له ملك السموات والأرض : (( يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب
لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه
عليم قدير )) [الشورى 49-50]
ونؤمن بأنه : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير * له مقاليد السموات والأرض
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) [الشورى 11-12]
ونؤمن بأنه : (( ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها
ومستودعها كل في كتاب مبين )) [هود 6]
ونؤمن بأنه : (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس
إلا في كتاب مبين )) [الأنعام 59]
ونؤمن بـ (( أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري
نفس ما ذا تكلاب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)) [لقمان 34]
صفة الكلام
ونؤمن بأن الله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء:
(( وكلم الله موسى تكليما )) [النساء 164]
(( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) [الأعراف 143]
ونؤمن بأنه : (( لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن
تنفد كلمات ربي )) [الكهف 109]
(( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من ورائه سبعة أبحر ما
نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم )) [لقمان 27]
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام وحسنا
في الحديث، قال تعالى:
(( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) [الأنعام 115]
وقال: (( ومن أصدق من الله حديثا )) [النساء 87]
ونؤمن بأن القران الكريم كلام الله تعالى، تكلم به حقا، وألقاه على جبريل،
فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
(( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) [النحل 102]
(( وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين *
بلسان عربي مبين )) [الشعراء 192- 195]
العلو
ونؤمن بأن الله عز وجل علي على خلقه بذاته و صفاته، لقوله تعالى :
(( وهو العلي العظيم )) [البقرة 255]
وقوله : (( وهو القاهر فوق عباده )) [الأنعام 18]
ونؤمن بأنه : ((خلق السموت في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر)
[يونس 3]
واستواؤه على العرش علوه عليه علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم
كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم
ويرى أفعالهم ويبر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكلاير ويؤتي الملك
من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير
وهو على كل شيء قدير، ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة
وإن كان على فوقهم على عرشه حقيقة
(( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) [الشورى 11]
النزول
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينزل كل ليلة إلى
السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول:
"من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر به."
ونؤمن بأنه تعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، لقوله تعالى
(( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجاىء يومئذ
بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى )) [الفجر 21-23]
أنواع الإرادة
ونؤمن بأنه تعالى ((فعال لما يريد)) [البروج 16].
ونؤمن بأن إرادته نوعان:
كونية، يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى
المشيئة، كقوله تعالى :
(( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) [البقرة 253]
وقوله : ((إن كان الله يريد أن يغويكم )) [هود 34]
وشرعية، لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له،
كقوله تعالى (( والله يريد أن يتوب عليكم )) [النساء 27]
ونؤمن أن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته فكل ما قضاه كونا
أو تعبد له خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا
منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك ((أليس الله بأحكم الحاكمين )) [التين 8]
(( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)) [المائدة 50]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين،وإمام المتقين،وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين،أما بعد.......
أجمع أهل السنة والجماعة والمسلمون جميعا على صيانة كتاب الله عز وجل من التحريف والزيادة والنقص فهو محفوظ بحفظ الله له قال تعالى(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ولا يوجد في كتب اهل السنة المعتمدة رواية واحدة صحيحة تخالف هذا وقد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) أن القران محفوظ من أي تغير أو تبديل أو تحريف.
وصرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الإسلام.
وهذه العقيدة عند أهل السنة والجماعة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لا تحتاج الى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين.
قال القاضي عياض رحمه الله ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصاحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول (( الحمد لله رب العالمين )) الى آخر (( قل أعوذ برب الناس )) أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا أنه كافر)1
وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال ( جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر)2
قال ابن قدامة ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر).3
قال البغدادي وأكفروا ــ أي أهل السنة ــ من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه).4
ويقول القاضي أبو يعلي والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافا للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه ــ ثم قال ــ إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيرا مبدلا لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه،لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة.. ولأنه لو كان مغيرا ومبدلا لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بيانا عاما أنه أصلح ما كان مغيرا فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير).5
ويقول ابن حزم القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم).6
ويقول ايضا ــ في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن ــ ( وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين).7
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ــ أي في الحكم بتكفيره ــ من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت،أو زعم أن له تأويلات باطنه تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لا خلاف في كفرهم).8
وبعد فالشواهد في هذا المجال لا تحصى كثرة وهي موجودة في مواضعها في كتب التفسير وعلوم القرآن والحديث والعقيدة والأصول وغيرها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1- 2 -الشفاء( ص 1102-1103 )
3- لمعة الاعتقاد ص 19
4- الفرق بين الفرق ص 315 دار الآفاق الجديدة-- بيروت.
5- المعتمد في أصول الدين ص 258
6- الفصل في الملل والنحل ص 40
7- الفصل في الملل والنحل 80/2
8- الصارم المسلول دار الكتب العلمية- بيروت ص 586.
___________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لشرف عظيم للمسلم أن تقوم عقيدتة على العلم بالله عز وجل
والإيمان به وبما اخبر به من أمور الغيب ومعرفتها.
فالعلم بها اصل مخافة الله وخشيته واصل توقيره وعبادته
وعليها مدار النجاح والفلاح إذ أنها تحفظ صاحبها من الوقوع
في الشرك والكفر الموجب لحبوط الأعمال.
قال تعالى: (( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ))
ولقد قام الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
بتوضيح لاهم اصول عقيدة المسلم في كتاب سنستعرضه الآن
بعنوان عقيدة أهل السنة والجماعة جعل الله هذا الكتاب في ميزان
حسناته ونفعنا جميعا به
عقيدة أهل السنة والجماعة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الجزء الأول :
عقيدتنا الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فنؤمن بربوبية الله تعالى ، أي بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.
ونؤمن بألوهية الله تعالى، أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته
ولا في أسمائه وصفاته.
قال تعالى :
(( رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ))
[مريم 65]
ونؤمن بأنه : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في
السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم
وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات
والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم )) [البقرة 255]
ونؤمن بأنه : ((هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم*
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء
الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) [الحشر 22-24]
ونؤمن بأن له ملك السموات والأرض : (( يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب
لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه
عليم قدير )) [الشورى 49-50]
ونؤمن بأنه : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير * له مقاليد السموات والأرض
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) [الشورى 11-12]
ونؤمن بأنه : (( ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها
ومستودعها كل في كتاب مبين )) [هود 6]
ونؤمن بأنه : (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس
إلا في كتاب مبين )) [الأنعام 59]
ونؤمن بـ (( أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري
نفس ما ذا تكلاب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)) [لقمان 34]
صفة الكلام
ونؤمن بأن الله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء:
(( وكلم الله موسى تكليما )) [النساء 164]
(( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) [الأعراف 143]
ونؤمن بأنه : (( لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن
تنفد كلمات ربي )) [الكهف 109]
(( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من ورائه سبعة أبحر ما
نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم )) [لقمان 27]
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام وحسنا
في الحديث، قال تعالى:
(( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) [الأنعام 115]
وقال: (( ومن أصدق من الله حديثا )) [النساء 87]
ونؤمن بأن القران الكريم كلام الله تعالى، تكلم به حقا، وألقاه على جبريل،
فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
(( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) [النحل 102]
(( وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين *
بلسان عربي مبين )) [الشعراء 192- 195]
العلو
ونؤمن بأن الله عز وجل علي على خلقه بذاته و صفاته، لقوله تعالى :
(( وهو العلي العظيم )) [البقرة 255]
وقوله : (( وهو القاهر فوق عباده )) [الأنعام 18]
ونؤمن بأنه : ((خلق السموت في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر)
[يونس 3]
واستواؤه على العرش علوه عليه علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم
كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم
ويرى أفعالهم ويبر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكلاير ويؤتي الملك
من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير
وهو على كل شيء قدير، ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة
وإن كان على فوقهم على عرشه حقيقة
(( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) [الشورى 11]
النزول
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينزل كل ليلة إلى
السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول:
"من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر به."
ونؤمن بأنه تعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، لقوله تعالى
(( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجاىء يومئذ
بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى )) [الفجر 21-23]
أنواع الإرادة
ونؤمن بأنه تعالى ((فعال لما يريد)) [البروج 16].
ونؤمن بأن إرادته نوعان:
كونية، يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى
المشيئة، كقوله تعالى :
(( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) [البقرة 253]
وقوله : ((إن كان الله يريد أن يغويكم )) [هود 34]
وشرعية، لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له،
كقوله تعالى (( والله يريد أن يتوب عليكم )) [النساء 27]
ونؤمن أن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته فكل ما قضاه كونا
أو تعبد له خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا
منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك ((أليس الله بأحكم الحاكمين )) [التين 8]
(( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)) [المائدة 50]