تاريخ السعودية
يخ الدولة السعودية هو تاريخ الدولة التي تشكل اليوم المملكة العربية السعودية وسميت بالسعودية نسبة إلى آل سعود العائلة الحاكمة حاليا للدولة.
الدولة السعودية الأولى (إمارة الدرعية)
المقال الرئيسي: الدولة السعودية الأولى
توافقت رغبات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورغبات محمد بن سعود، فتم التحالف، وطلب ابن سعود من محمد بن عبد الوهاب ان لا يغادر الدرعية، وسعى إلى جعله يوافق على الضرائب السابقة المفروضة على السكان، فوافق بن عبد الوهاب على الطلب الأول، ورفض الثاني واعد ابن سعود بأن غنائمه من الغزوات والجهاد ستكون أكبر من هذه الضريبية.
بعد أولى غزوات الدرعيين على جيرانهم، وزعت الغنائم، الخمس لأبن سعود، والباقي للجند، ثلث للمشاة وثلثان للخيالة.
السيطرة على العيينة
كان أهل العيينة بقيادة عثمان بن معمر أنصارا ثابتيين للدرعيين، وارتبط بعض أمرائها بعلاقة نسب مع آل سعود، ولكن تم إتهام أمير العيينة بأنه أجرى اتصالات سرية مع حاكم الأحساءوأعد العدة للخيانة، فقتل على يد أهل العيينة من أتباع محمد بن عبد الوهاب في يونيو 1750، وإنتقل الحكم إلى قريبه مشاري بن إبراهيم بن معمر القريب من الدرعية، وبعد عشر سنوات، فقدت العيينة استقلالها نهائيا، فنحى محمد بن عبد الوهاب مشاري ،اسكنه الدرعية مع عائلته، وعين حاكما غيره، وأمر عبد الوهاب بتدمير قصر آل معمر لدى وصوله العيينة.
القلاقل الأولى والسيطرة على حريملا
بين الأعوام 1750و1753، حاولت إمارات منفوحة وحريملاء وضرمى التي كانت بين أوائل الذين تحاولفوا مع الدولة السعودية ان تنفصل عن تبعيتها للدرعية. وشجع الإنتفاضة في حريملاء سليمان أخو محمد بن عبد الوهاب، فأرسل إلى أنحاء نجد رسائل تشجب تعاليم أخيه، فبدأت القلاقل في العينية، إلا ان عبد العزيز تمكن من الإستيلاء على حريملاء عام 1755، وفر سليمان إلى سدير.
الصراع مع المناطق المجاورة
كان المنافس الرئيسي للسعوديين، حاكم الرياض دهام بن دواس. وكانت الغزوات المتبادلة بين الرياض والدرعية تجري بإستمرار، وقاتل مع دهام كان مناطق وواحات الوشم وسدير وثادق وحريملا. وفي تلك الفترة ظهر الأحسائيون من جديد في أواخر العقد 1750، وبقيادة عريعر بن دجين، فقاموا بحملة على وسط الجزيرة، ولكنهم لم يوفقوا فيها.
الحرب مع العثمانيين/المصريين
بعد أن عزز محمد علي سلطته في مصر، بدا ومنذ عام 1811 بخوض حروب متواصلة، وكانت من أولى الحروب التي بدأها كوالي على مصر تابع للسلطان العثماني حملة قادها على الجزيرة العربية، إذ أن أن الحملات التي قام بها آل سعود ومناصيريه أقلقت الباب العالي، وإعتبر سليم الثالث ومحمود الثاني تعاظم قوة الدولة السعودية الأولى وحلفائها تهديد خطير لسيادتهما، ولكن إنشغال الدولة العثمانية بالخصومات الداخلية والإنتفاضات البلقانية والحرب مع روسيا جعل محمود الثاني يقترح عام 1811 على تابعه القوي محمد علي إطلاق حملة على الجزيرة العربية بعد أن لم يقم باشاوات الدولة العثمانية في بغداد ودمشق وجدة بالمهمة على الوجه المطلوب.
تبنى محمد علي الفكرة لا سيما أن التجار المصريين كانوا قد تكبدوا خسائر كبيرة من جراء ضعف حركة الحجاج وما يتصل بها من تجارة، فعين محمد علي إبنه طوسون باشا قائدا للجيش، وكان شابا عمره 16 عاما وكان تعداد الجيش بين 8 و10 آلاف مقاتل، إلا أن القائد الحقيقي للقوات كان أحمد آغا مستشار طوسون.
في أكتوبر من عام 1811 سيطر المصريون على ميناء ينبع وحولوه إلى قاعدة إنطلاق للعمليات الحربية، ولكن الظروف المصاحبة الصعبة وإنتشار الأمراض وهجمات القبائل جعلت القوات المصرية في وضع لا تحسد عليه، وفي يناير 1812 تقدمت القوات المصرية نحو المدينة، فهزمت أمام قوة السعوديين وحلفائهم وكانت بقيادة هادي بن قرملة في وادي الصفراء فرجعت بقايا القوات المصرية إلى ينبع.
حاول المصريون استمالة شيوخ أكبر القبائل البدوية وتكوين حلفاء لهم في الحجاز، فتقدموا في نوفمبر 1812 ليسيطروا على المدينة وفي يناير 1813 سيطروا على مكة والطائف وجدة، وفتحوا عمليا بذلك منطقة الحجاز، ولكن الأوضاع الصحية للقوات المصرية كانت سيئة كما استمر السكان المعادين للمصريين والقوات الموالية للسعوديين بشن هجمات على خطوط المواصلات المصرية.
قرر محمد علي أن يقود شخصيا الجيش المصري في الجزيرة العربية، فنزل في جدة مع إمدادات جديدة في سبتمبر 1813 وعمل على توطيد المواقع المصرية في الحجاز، فعزل شريف مكة ولم يبخل بالأموال على شيوخ البدو، ولكن محاولاته بالتوغل في أعماق الجزيرة باءت بالفشل. وفي مايو 1814 توفي الأمير سعود وخلفه عبد الله الذي قاد المقاومة في الشمال. وفي واحة تربة في الجنوب تجمعت قوات موالية كبيرة مسيطرة على الطريق بين نجد واليمن، وإستخدمت كنقطة للعمليات الحربية في جنوب البلاد.
نشط محمد علي في جنوب الحجاز وعسير وإستطاع في 20 يناير 1815 هزيمة حلفاء السعوديين شرق الطائف قرب بسل وهزموا قوة تقدر بـ 30 ألف مقاتل بقيادة فيصل أخو عبد الله. وسيطر المصريون على تربة ثم بيشة. ولكن في مايو 1815 غادر محمد علي الجزيرة مؤجلا نيته الإستيلاء على اليمن.
في الشمال خاض طوسون باشا قتالا عنيدا ضد قوة عبد الله الكبيرة والتي حشدت من أنحاء نجد والأحساء وعمان، وفي ربيع 1815 أنزل طوسون بقوات عبد الله عدد من الهزائم وأرغم عبد الله على عقد معاهدة صلح تركت بموجبها نجد والقصيم بقبضة السعوديين ودخل الحجاز تحت الإدارة المصرية وتعهد عبد الله أن يعتبر نفسه تابعا للسلطان التركي واعدا الخضوع للوالي المصري في المدينة، وتعهد بتأمين سلامة الحج وتعهد بالذهاب إلى إستنبول والمثول أمام السلطان في حال تم إستدعاءه وإعادة كنوز مكة. فوضع طوسون حاميات في مدن الحجاز الرئيسية وعاد إلى مصر منهيا المرحلة الأولى من الحرب.
حملة إبراهيم باشا
كانت شروط الصلح مهينة لعبد الله، وبذلك بدأ التحضير لحرب تحريرية، كما أن السلطان ومحمد علي إعتبرا أن عبد الله لم يلتزم بما وعد به سيما السفر إلى إسطنبول وإرجاع كنوز مكة. فإستونفت الحرب عام 1816 بإرسال جيش مصري بقيادة أكبر أبناء محمد علي
وهو إبراهيم باشا برفقة مدربين عسكريين فرنسيين ووحدة خاصة للألغام. فحاصرت قوات إبراهيم خلال سنتين أهم مراكز القصيم ونجد واحدا تلو الآخر بقسوة فإستولى المصريون على الرس وبريدة وعنيزة في عام 1817، وأنحدروا إلى نجد عام 1818 حاولوا الإستيلاء على شقراء عاصمة إمارة الوشم ولكنهم وجدو مقاومة كبيره من جيش الوشم بقيادة أمير الوشم وشقراء الأمير الشيخ حمد بن يحي بن غيهب، ولم يجد الجيش التركي والمصري وسيلة سوى عقد الصلح مع أهالي شقراء مقابل عدم دعم الدرعيه فوافق أهل شقراء والوشم على ذلك بإستثناء الأمير حمد الذي تنازل عن الإماره وحكم الوشم ورحل إلى الدرعيه ليشارك في الدفاع عن الدوله العربيه السعودية.
وفي 6 إبريل إقترب الأتراك والمصريين من الدرعية محكمة التحصين، وبعد خمس أشهر من الحصار سقطت الدرعية في 15 سبتمبر 1818 ودمرت المنطقه وإستسلم عبد الله فأرسل إلى القاهرة ثم إلى إستانبول حيث قطع رأسه في ديسمبر من ذات العام، وكان أمير الوشم حمد بن يحي بن غيهب اثناء حصار الدرعيه قد خرج من الدرعيه بعد سقوطها ولم يتمكن من العوده إلى شقراء بسبب وجود حاميه تركيه مصريه هناك، فسافر إلى مسقط وعمل قاضيًا عند سلطان عُمان حتى قامت الدوله السعودية الثانية ليصبح من كبار مستشاري وقضاة تلك الدوله حتى توفي ودفن في الرياض.
أخضعت قوات إبراهيم القطيف والأحساء وإحتفلت القوات المصرية وفي ديسمبر 1819 عاد إبراهيم مع نواة جيشه إلى القاهرة وأبقى على الحاميات المصرية في مدن نجد والحجاز.
الدولة السعودية الثانية
المقال الرئيسي: الدولة السعودية الثانية
دولة قامت بين عامي 1824 و1891، وكان غياب السيطرة المصرية عن المسرح السياسي في الجزيرة العربية وعدم رغبة الباب العالي العثماني إمكانية أو رغبة بتعزيز مواقعهم على ساحل الخليج العربي، كلها عوامل أدت إلى تهيء الظروف لنشوء دولة سعودية على مساحة محدودة.
نشأت الدولة السعودية الجديدة على مساحة من الأراضي أقل من أراضي إمارة الدرعية، لعب فيصل بن تركي الدور الأعظم في إنشائها بمساعدة عبدالله العلي الرشيد أول حكام إمارة الرشيد. وانتهت عام 1891 على يد محمد العبدالله الرشيد حاكم حائل. وتم ضم الرياض وسدير والوشم والخرج ووادي الدواسر إلى حائل.
[عدل] إمارة جبل شمر
المقال الرئيسي: آل رشيد
الدولة السعودية الثالثة
المقال الرئيسي: تأسيس المملكة العربية السعودية
الأمير عبد العزيز آل سعود بجانب الشيخ مبارك الصباح في الكويت عام 1910
نشأت الدولة السعودية الحديثة في البدء على مساحة حول منطقة الرياض عام 1902، ففي 15 يناير 1902 سيطر عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض، ضم إليه الأفلاج وفي الأعوام من 1910إلى 1912 تمكن من ضم القصيم، وتبعتها الأحساء في 1913.
إمارة الرياض والحرب العالمية الأولى
عندما إندلعت الحرب العالمية الأولى، بعث أمير الرياض عبد العزيز رسائل إلى الشريف حسين وسعود بن صالح آل سبهان في حائل والشيخ مبارك الصباح في الكويت، وإقترح عليهم عقد قمة للحكام العرب للحيلولة دون جر العرب إلى العمليات الحربية ولتوقيع معاهدة مع الدول الكبرى لضمان تقرير المصير للدول العربية . ولكن لم تكن الآراء متوافقة آنذاك، ورد حاكم حائل بأنه سيقاتل ضد الذين يقاتلون الأتراك وسيتصالح مع الذين يتصالحون معهم.
وصل نجد في تلك الفترة مبعوث السلطات العثمانية وقابل عبد العزيز في بريدة، ولكن القوات البريطانية إحتلت البصرة في ذلك الوقت، وفي ذات الوقت، توجه من المدينة المنورة وفد تركي آخر لإستمالة عبد العزيز إلى جانب العثمانيين، ولكن عبد العزيز تملص من تقديم الوعود قائلا بأنه عاجز عن مقاومة الإنجليز، ولكنه وعد بعدم إعتراض نقل المؤون والذخيرة للجيش التركي عبر أراضيه.
بالرغم من إعتماد الإنجليز على الحسين، فإن أمير نجد كان مهما لهم، فمناطق نفوذه تنبسط من حدود الكويت إلى جبل شمر إلى حدود الربع الخالي، ومن الخليج إلى الحجاز، وكانوا يريدون من عبد العزيز شيئا واحدا، ان يشل أمير حائل الموالي للأتراك الذي يهدد جناح الجيش البريطاني جنوب وادي الرافدين.
لما بدأت العمليات الحربية في الشرق الأوسط، إستدعى المعتمد البريطاني في حوض الخليج كوكس مخبره شكسبير وأرسله إلى نجد، وبمجرد وصوله إلى الرياض أصر على ان يبدأ الامير النجدي العمليات الحربية ضد الشمريين . وتمكن شكلابير ن إجراء محادثات سياسية مع عبد العزيز. فوضعا مسودة معاهدة التزم الإنجليز بموجبها بضمان مواقع السعوديين في نجد والأحساء وحمايته من الهجمات العثمانية المحتملة مقابل إلتزامه بمساعدة الحلفاء، وفي ذات الفترة وصل مبعوثون أتراك كانوا لا يزالون ياملون في إجتذاب الأمير إلى جانبهم.
وتختلف الروايات حول دور شكسبير في تلك العمليات، فيقال انه كان عند عبد العزيز عدة مدافع يقود بطاريتها الكابتن شكسبير، وأخرى تقول بأن شكسبير كان مجرد مراقب، وحاول عبد العزيز إقناع شكسبير بالبقاء في الزلفي، ولكن شكلابير أصر على المشاركة، وفي أواخر يناير 1915 تصادمت قوات الطرفين في معركة جراب شمالي الزلفي، وبدأت معركة استمرت عدة أيام. وإنتهت بتعادل الطرفين.
المعاهدة الأنجلو-نجدية
في 26 ديسمبر 1915، وقع بيرسي كوكلا مع عبد العزيز المعاهدة الأنجلو-نجدية في جزيرة دارين المقابلة للقطيف. وصادق على المعاهدة نائب ملك بريطانيا وحاكم الهند في يوليو 1916. وقد تم إلغاء هذه المعاهدة بعد توقيع معاهدة جدة سنة 1927 م.
وبعد بروز حركة الإخوان أعلن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود نفسه إماما ودعى القبائل لدخول دين الإخوان في عام 1916
وأستطاع بعدها ضم حائل عام 1921 وإسقاط دولة آل رشيد وضم البلدات الشمالية كالجوف ووادي السرحان.
وخلال الحرب الحجازية أستطاع عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الأستيلاء على مدن مكة والمدينة المنورة والطائف وبسقوط جدة في 5 ديسمبر 1925م بعد حصار دام عام أنتهت دولة الأشراف بالحجاز وأعلنت مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها.
وفي 19 سبتمبر 1932 صدر أمر ملكي بتوحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" وذلك إبتداء من 23 سبتمبر 1932.
يخ الدولة السعودية هو تاريخ الدولة التي تشكل اليوم المملكة العربية السعودية وسميت بالسعودية نسبة إلى آل سعود العائلة الحاكمة حاليا للدولة.
الدولة السعودية الأولى (إمارة الدرعية)
المقال الرئيسي: الدولة السعودية الأولى
توافقت رغبات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورغبات محمد بن سعود، فتم التحالف، وطلب ابن سعود من محمد بن عبد الوهاب ان لا يغادر الدرعية، وسعى إلى جعله يوافق على الضرائب السابقة المفروضة على السكان، فوافق بن عبد الوهاب على الطلب الأول، ورفض الثاني واعد ابن سعود بأن غنائمه من الغزوات والجهاد ستكون أكبر من هذه الضريبية.
بعد أولى غزوات الدرعيين على جيرانهم، وزعت الغنائم، الخمس لأبن سعود، والباقي للجند، ثلث للمشاة وثلثان للخيالة.
السيطرة على العيينة
كان أهل العيينة بقيادة عثمان بن معمر أنصارا ثابتيين للدرعيين، وارتبط بعض أمرائها بعلاقة نسب مع آل سعود، ولكن تم إتهام أمير العيينة بأنه أجرى اتصالات سرية مع حاكم الأحساءوأعد العدة للخيانة، فقتل على يد أهل العيينة من أتباع محمد بن عبد الوهاب في يونيو 1750، وإنتقل الحكم إلى قريبه مشاري بن إبراهيم بن معمر القريب من الدرعية، وبعد عشر سنوات، فقدت العيينة استقلالها نهائيا، فنحى محمد بن عبد الوهاب مشاري ،اسكنه الدرعية مع عائلته، وعين حاكما غيره، وأمر عبد الوهاب بتدمير قصر آل معمر لدى وصوله العيينة.
القلاقل الأولى والسيطرة على حريملا
بين الأعوام 1750و1753، حاولت إمارات منفوحة وحريملاء وضرمى التي كانت بين أوائل الذين تحاولفوا مع الدولة السعودية ان تنفصل عن تبعيتها للدرعية. وشجع الإنتفاضة في حريملاء سليمان أخو محمد بن عبد الوهاب، فأرسل إلى أنحاء نجد رسائل تشجب تعاليم أخيه، فبدأت القلاقل في العينية، إلا ان عبد العزيز تمكن من الإستيلاء على حريملاء عام 1755، وفر سليمان إلى سدير.
الصراع مع المناطق المجاورة
كان المنافس الرئيسي للسعوديين، حاكم الرياض دهام بن دواس. وكانت الغزوات المتبادلة بين الرياض والدرعية تجري بإستمرار، وقاتل مع دهام كان مناطق وواحات الوشم وسدير وثادق وحريملا. وفي تلك الفترة ظهر الأحسائيون من جديد في أواخر العقد 1750، وبقيادة عريعر بن دجين، فقاموا بحملة على وسط الجزيرة، ولكنهم لم يوفقوا فيها.
الحرب مع العثمانيين/المصريين
بعد أن عزز محمد علي سلطته في مصر، بدا ومنذ عام 1811 بخوض حروب متواصلة، وكانت من أولى الحروب التي بدأها كوالي على مصر تابع للسلطان العثماني حملة قادها على الجزيرة العربية، إذ أن أن الحملات التي قام بها آل سعود ومناصيريه أقلقت الباب العالي، وإعتبر سليم الثالث ومحمود الثاني تعاظم قوة الدولة السعودية الأولى وحلفائها تهديد خطير لسيادتهما، ولكن إنشغال الدولة العثمانية بالخصومات الداخلية والإنتفاضات البلقانية والحرب مع روسيا جعل محمود الثاني يقترح عام 1811 على تابعه القوي محمد علي إطلاق حملة على الجزيرة العربية بعد أن لم يقم باشاوات الدولة العثمانية في بغداد ودمشق وجدة بالمهمة على الوجه المطلوب.
تبنى محمد علي الفكرة لا سيما أن التجار المصريين كانوا قد تكبدوا خسائر كبيرة من جراء ضعف حركة الحجاج وما يتصل بها من تجارة، فعين محمد علي إبنه طوسون باشا قائدا للجيش، وكان شابا عمره 16 عاما وكان تعداد الجيش بين 8 و10 آلاف مقاتل، إلا أن القائد الحقيقي للقوات كان أحمد آغا مستشار طوسون.
في أكتوبر من عام 1811 سيطر المصريون على ميناء ينبع وحولوه إلى قاعدة إنطلاق للعمليات الحربية، ولكن الظروف المصاحبة الصعبة وإنتشار الأمراض وهجمات القبائل جعلت القوات المصرية في وضع لا تحسد عليه، وفي يناير 1812 تقدمت القوات المصرية نحو المدينة، فهزمت أمام قوة السعوديين وحلفائهم وكانت بقيادة هادي بن قرملة في وادي الصفراء فرجعت بقايا القوات المصرية إلى ينبع.
حاول المصريون استمالة شيوخ أكبر القبائل البدوية وتكوين حلفاء لهم في الحجاز، فتقدموا في نوفمبر 1812 ليسيطروا على المدينة وفي يناير 1813 سيطروا على مكة والطائف وجدة، وفتحوا عمليا بذلك منطقة الحجاز، ولكن الأوضاع الصحية للقوات المصرية كانت سيئة كما استمر السكان المعادين للمصريين والقوات الموالية للسعوديين بشن هجمات على خطوط المواصلات المصرية.
قرر محمد علي أن يقود شخصيا الجيش المصري في الجزيرة العربية، فنزل في جدة مع إمدادات جديدة في سبتمبر 1813 وعمل على توطيد المواقع المصرية في الحجاز، فعزل شريف مكة ولم يبخل بالأموال على شيوخ البدو، ولكن محاولاته بالتوغل في أعماق الجزيرة باءت بالفشل. وفي مايو 1814 توفي الأمير سعود وخلفه عبد الله الذي قاد المقاومة في الشمال. وفي واحة تربة في الجنوب تجمعت قوات موالية كبيرة مسيطرة على الطريق بين نجد واليمن، وإستخدمت كنقطة للعمليات الحربية في جنوب البلاد.
نشط محمد علي في جنوب الحجاز وعسير وإستطاع في 20 يناير 1815 هزيمة حلفاء السعوديين شرق الطائف قرب بسل وهزموا قوة تقدر بـ 30 ألف مقاتل بقيادة فيصل أخو عبد الله. وسيطر المصريون على تربة ثم بيشة. ولكن في مايو 1815 غادر محمد علي الجزيرة مؤجلا نيته الإستيلاء على اليمن.
في الشمال خاض طوسون باشا قتالا عنيدا ضد قوة عبد الله الكبيرة والتي حشدت من أنحاء نجد والأحساء وعمان، وفي ربيع 1815 أنزل طوسون بقوات عبد الله عدد من الهزائم وأرغم عبد الله على عقد معاهدة صلح تركت بموجبها نجد والقصيم بقبضة السعوديين ودخل الحجاز تحت الإدارة المصرية وتعهد عبد الله أن يعتبر نفسه تابعا للسلطان التركي واعدا الخضوع للوالي المصري في المدينة، وتعهد بتأمين سلامة الحج وتعهد بالذهاب إلى إستنبول والمثول أمام السلطان في حال تم إستدعاءه وإعادة كنوز مكة. فوضع طوسون حاميات في مدن الحجاز الرئيسية وعاد إلى مصر منهيا المرحلة الأولى من الحرب.
حملة إبراهيم باشا
كانت شروط الصلح مهينة لعبد الله، وبذلك بدأ التحضير لحرب تحريرية، كما أن السلطان ومحمد علي إعتبرا أن عبد الله لم يلتزم بما وعد به سيما السفر إلى إسطنبول وإرجاع كنوز مكة. فإستونفت الحرب عام 1816 بإرسال جيش مصري بقيادة أكبر أبناء محمد علي
وهو إبراهيم باشا برفقة مدربين عسكريين فرنسيين ووحدة خاصة للألغام. فحاصرت قوات إبراهيم خلال سنتين أهم مراكز القصيم ونجد واحدا تلو الآخر بقسوة فإستولى المصريون على الرس وبريدة وعنيزة في عام 1817، وأنحدروا إلى نجد عام 1818 حاولوا الإستيلاء على شقراء عاصمة إمارة الوشم ولكنهم وجدو مقاومة كبيره من جيش الوشم بقيادة أمير الوشم وشقراء الأمير الشيخ حمد بن يحي بن غيهب، ولم يجد الجيش التركي والمصري وسيلة سوى عقد الصلح مع أهالي شقراء مقابل عدم دعم الدرعيه فوافق أهل شقراء والوشم على ذلك بإستثناء الأمير حمد الذي تنازل عن الإماره وحكم الوشم ورحل إلى الدرعيه ليشارك في الدفاع عن الدوله العربيه السعودية.
وفي 6 إبريل إقترب الأتراك والمصريين من الدرعية محكمة التحصين، وبعد خمس أشهر من الحصار سقطت الدرعية في 15 سبتمبر 1818 ودمرت المنطقه وإستسلم عبد الله فأرسل إلى القاهرة ثم إلى إستانبول حيث قطع رأسه في ديسمبر من ذات العام، وكان أمير الوشم حمد بن يحي بن غيهب اثناء حصار الدرعيه قد خرج من الدرعيه بعد سقوطها ولم يتمكن من العوده إلى شقراء بسبب وجود حاميه تركيه مصريه هناك، فسافر إلى مسقط وعمل قاضيًا عند سلطان عُمان حتى قامت الدوله السعودية الثانية ليصبح من كبار مستشاري وقضاة تلك الدوله حتى توفي ودفن في الرياض.
أخضعت قوات إبراهيم القطيف والأحساء وإحتفلت القوات المصرية وفي ديسمبر 1819 عاد إبراهيم مع نواة جيشه إلى القاهرة وأبقى على الحاميات المصرية في مدن نجد والحجاز.
الدولة السعودية الثانية
المقال الرئيسي: الدولة السعودية الثانية
دولة قامت بين عامي 1824 و1891، وكان غياب السيطرة المصرية عن المسرح السياسي في الجزيرة العربية وعدم رغبة الباب العالي العثماني إمكانية أو رغبة بتعزيز مواقعهم على ساحل الخليج العربي، كلها عوامل أدت إلى تهيء الظروف لنشوء دولة سعودية على مساحة محدودة.
نشأت الدولة السعودية الجديدة على مساحة من الأراضي أقل من أراضي إمارة الدرعية، لعب فيصل بن تركي الدور الأعظم في إنشائها بمساعدة عبدالله العلي الرشيد أول حكام إمارة الرشيد. وانتهت عام 1891 على يد محمد العبدالله الرشيد حاكم حائل. وتم ضم الرياض وسدير والوشم والخرج ووادي الدواسر إلى حائل.
[عدل] إمارة جبل شمر
المقال الرئيسي: آل رشيد
الدولة السعودية الثالثة
المقال الرئيسي: تأسيس المملكة العربية السعودية
الأمير عبد العزيز آل سعود بجانب الشيخ مبارك الصباح في الكويت عام 1910
نشأت الدولة السعودية الحديثة في البدء على مساحة حول منطقة الرياض عام 1902، ففي 15 يناير 1902 سيطر عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض، ضم إليه الأفلاج وفي الأعوام من 1910إلى 1912 تمكن من ضم القصيم، وتبعتها الأحساء في 1913.
إمارة الرياض والحرب العالمية الأولى
عندما إندلعت الحرب العالمية الأولى، بعث أمير الرياض عبد العزيز رسائل إلى الشريف حسين وسعود بن صالح آل سبهان في حائل والشيخ مبارك الصباح في الكويت، وإقترح عليهم عقد قمة للحكام العرب للحيلولة دون جر العرب إلى العمليات الحربية ولتوقيع معاهدة مع الدول الكبرى لضمان تقرير المصير للدول العربية . ولكن لم تكن الآراء متوافقة آنذاك، ورد حاكم حائل بأنه سيقاتل ضد الذين يقاتلون الأتراك وسيتصالح مع الذين يتصالحون معهم.
وصل نجد في تلك الفترة مبعوث السلطات العثمانية وقابل عبد العزيز في بريدة، ولكن القوات البريطانية إحتلت البصرة في ذلك الوقت، وفي ذات الوقت، توجه من المدينة المنورة وفد تركي آخر لإستمالة عبد العزيز إلى جانب العثمانيين، ولكن عبد العزيز تملص من تقديم الوعود قائلا بأنه عاجز عن مقاومة الإنجليز، ولكنه وعد بعدم إعتراض نقل المؤون والذخيرة للجيش التركي عبر أراضيه.
بالرغم من إعتماد الإنجليز على الحسين، فإن أمير نجد كان مهما لهم، فمناطق نفوذه تنبسط من حدود الكويت إلى جبل شمر إلى حدود الربع الخالي، ومن الخليج إلى الحجاز، وكانوا يريدون من عبد العزيز شيئا واحدا، ان يشل أمير حائل الموالي للأتراك الذي يهدد جناح الجيش البريطاني جنوب وادي الرافدين.
لما بدأت العمليات الحربية في الشرق الأوسط، إستدعى المعتمد البريطاني في حوض الخليج كوكس مخبره شكسبير وأرسله إلى نجد، وبمجرد وصوله إلى الرياض أصر على ان يبدأ الامير النجدي العمليات الحربية ضد الشمريين . وتمكن شكلابير ن إجراء محادثات سياسية مع عبد العزيز. فوضعا مسودة معاهدة التزم الإنجليز بموجبها بضمان مواقع السعوديين في نجد والأحساء وحمايته من الهجمات العثمانية المحتملة مقابل إلتزامه بمساعدة الحلفاء، وفي ذات الفترة وصل مبعوثون أتراك كانوا لا يزالون ياملون في إجتذاب الأمير إلى جانبهم.
وتختلف الروايات حول دور شكسبير في تلك العمليات، فيقال انه كان عند عبد العزيز عدة مدافع يقود بطاريتها الكابتن شكسبير، وأخرى تقول بأن شكسبير كان مجرد مراقب، وحاول عبد العزيز إقناع شكسبير بالبقاء في الزلفي، ولكن شكلابير أصر على المشاركة، وفي أواخر يناير 1915 تصادمت قوات الطرفين في معركة جراب شمالي الزلفي، وبدأت معركة استمرت عدة أيام. وإنتهت بتعادل الطرفين.
المعاهدة الأنجلو-نجدية
في 26 ديسمبر 1915، وقع بيرسي كوكلا مع عبد العزيز المعاهدة الأنجلو-نجدية في جزيرة دارين المقابلة للقطيف. وصادق على المعاهدة نائب ملك بريطانيا وحاكم الهند في يوليو 1916. وقد تم إلغاء هذه المعاهدة بعد توقيع معاهدة جدة سنة 1927 م.
وبعد بروز حركة الإخوان أعلن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود نفسه إماما ودعى القبائل لدخول دين الإخوان في عام 1916
وأستطاع بعدها ضم حائل عام 1921 وإسقاط دولة آل رشيد وضم البلدات الشمالية كالجوف ووادي السرحان.
وخلال الحرب الحجازية أستطاع عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الأستيلاء على مدن مكة والمدينة المنورة والطائف وبسقوط جدة في 5 ديسمبر 1925م بعد حصار دام عام أنتهت دولة الأشراف بالحجاز وأعلنت مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها.
وفي 19 سبتمبر 1932 صدر أمر ملكي بتوحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" وذلك إبتداء من 23 سبتمبر 1932.