الخليج العربي و هو أحد مراكز التجارة البحرية عبر مضيق هرمز للمحيط الهندي منذ 7 آلاف سنة .وارتبط اسم الخليج بالملاحة والتجارة ، ويرتبط ببحر العرب عن طريق مضيق هرمز الذي يؤدي لشمال غرب المحيط الهندي وتعد مياه الخليج غير عميقة نسبياً، إذ يبلغ أقصى عمق فيها 360 قدماً. فمياهه لا يرتفع بها الموج. ورغم من ارتفاع درجة حرارته وارتفاع نسبة الرطوبة في مناخه. فتادرا ما يتعرض لعواصف أو دوامات هوائية، ولذلك فهو يوفر بيئة بحرية ملائمة للملاحة البحرية.
كان الخليج العربي و البحر الأحمر من طرق التجارة الأساسية لكثير من الحركة التجارية والتبادلات الحضارية فيما بين الحضارات الكبري في الشرق.وكانت حضارة ما بين النهرين بين نهري دجلة والفرات قد قامت في أقصى الشمال الغربي من الخليج العربي. وكانت مياه الخليج في العصور القديمة أعمق كثيرا مما هي عليه اليوم، وبانحسار المياه شيئاً فشيئاً ظهرت أرض خصبة غنية بالرسوبيات، مما جعل المنطقة مصدر جذب للإستيطان . وكانت منطقة الخليج العربي ملتقي الحضارات والثقافات القديمة . لأنها كانت تقع عبر التاريخ تقع بأقصى الهلال الخصيب .
وهو الأرض الخضراء التي تمتد من منطقة بأقصي شمال الخليج مشَكلّة نصف دائرة حتى شمال غرب هذه المنطقة لتمتد إلى دلتا نهر النيل. وفي منطقة الإمارات العربية وعُمان، تم العثور على آثار تدل على وجود مستوطنات سكانية يعود تاريخها إلى سبعة آلاف سنة. في هذه المستوطنات تم اكتشاف قطع متميزة من الفخار الأسود من منطقة عبيد(مادة) بالعراق .مما يدل أن التجارة عبر مناطق الخليج المختلفة كانت نشطة.
وكان أبناء وادي الرافدين وجيرانهم من الحضارات المختلفة يتاجرون عبر الخليج و المحيط الهندي وبحر العرب منذ عصور قديمة على الرغم من وفرة المنتجات الزراعية في منطقة الرافدين ظلوابحاجة للحصول علي المعادن والخشب والحجارة. فانطلقوا بقواربهم عبر النهر ليصلوا لمياه الخليج بحثاً عن هذه الموارد عن طريق تجارة أكبر، ولقد ذكرت وثائق السومريين التاريخية المكتوبة التي تعود إلى ثلاثة آلاف سنة ق.م.أنهم كانوا يصلون لمنطقة منطقة ميجان (عمان)(أنظر : عمان ) لجلب النحاس في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية. و منذ ألفي عام ق.م. وبعد حضارة {ميجان} ورد اسم دلمون في البحرين في السجلات التاريخية بوصفها مركز تبادل تجاري بين الرافدين وميجان و ملوحة؛ (إسم أطلقه الأكاديون على منطقة وادي السند) . وعثر هناك علي آثار تشتمل على أختام تشير إلى المنطقة التي وردت منها البضائع.
ووصل أبناء وادي الرافدين بقواربهم المجهزة ملاحيا إلى وادي السند, وكان السومريون يصنعون قواربهم من قصب (الغاب) . كما أن بحارة ميجان كانوا ايضا يسيطرون علي التجارة مابين الرافدين والهند عبر الخليج في القرن الثالث ق.م. كذلك كان أهل دلمون على ساحل الخليج والمدن القريبة من الساحل كأم النار ودلما على ساحل أبو ظبي و فيلكا في الكويت.ومما سهل التجارة شق طريق عام 3500ق.م. يمتد من شمال الخليج لربطه بالبحر المتوسط. والسلع التجارية التي كان الخليجيون قديما يتاجرون فيها منها الأعشاب والتوابل واللبان والمر والأقمشة والجواهر والأحجار الكريمة والسيراميك والساج والأرز والمعادن كالنحاس، الذي كان يجلب من ميجَن،
و عرف الخليج بوصفه مصدراً أساسياً لتجارة اللؤلؤ .فقلة عمق مياه الخليج مكَنت الغواصين من الوصول إلى عمق البحر لاستخراج محاره منذ أزمان بعيدة. وفي القرن السادس ق.م.انشأ الأخمينيون إمبراطوريتهم التي امتدت في أوجها إلى جميع أرجاء الشرق الأدنى، من وادي السند إلى ليبيا، وشمالاً حتى مقدونيا. و تمكنوا من السيطرة على جميع الطرق التجارية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البر والبحر؛ وقام ملوكهم بإعادة بناء الطريق من منطقة السوس في إيران إلى سارديز بالقرب من أفسس وسميرنا. وكان لاحتلال الرومان لمصر أثر كبير في منع العرب من العمل وسطاء تجاريين حبث سيطر الرومان على طرق التجارة عبر البحر الأحمر وكانوا على دراية وكفاءة عاليتين في مهارات الإبحار .
كما سيطروا على الطريق البحري المؤدي إلى الهند، وفي هذا الوقت من سيطرة الرومان، عملت كثير من الحضارات في آسيا وأفريقيا وأوروبا على إقامة علاقات حميمة معهم. وبحلول القرن الأول الميلادي ظهرت إشارات ودلائل إلى وجود تجار عرب وهنود يقطنون مصر وأوروبا، كما ان هنالك دلائل أثرية لمستعمرات تجارية رومانية في شبه القارة الهندية. ولقد تم العثور على كميات كبيرة من الزجاج الروماني في إدور في إمارة أم القيوين. وعلى الرغم من سيطرة الرومان على طريق البحر الأحمر، إلا أن الطرق البحرية وطرق الخليج كانت تحت سيطرة حضارة أخرى تمركزت في جنوب غرب آسيا، ألا وهي الحضارة البارثية التي ساهمت بشكل كبير في إثراء الحضارة الرومانية، وهذا ما دفع الرومان إلى توسيع نطاق إمبراطوريتهم، لتمتد جنوباً فتغزو بلاد الرافدين وبلاد المشرق للسيطرة على جميع الطرق التجارية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط.
ولقد استمر الاتصال بالعالم الخارجي واتسع نطاقه، ففي سنة (166م) أرسل الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس من مستعمرته في الخليج مبعوثاً إلى الصين، وباكتشاف أسرار رياح المحيط الهندي الموسمية في القرن الأول الميلادي تابع العرب ممارسة تجارتهم.وقد شهدت القرون التالية نزاعات بين أبناء المتوسط وحضارات جنوب غرب آسيا، ومع ذلك استطاع عرب شبه الجزيرة السعودية أن يظلوا حياديين إزاء النزاع القائم، وقد استمروا بالتجارة مرسلين قوافلهم وسفنهم إلى الموانئ، والمراكز التجارية على الجانبين، ولقد ورد وصف للسفن التي كانوا يستخدمونها في كتابات الكاتب البيزنطي بروكوبيوس، قال فيه: ( إن جميع القوارب التي كانت تأتي من الهند على هذا البحر لم تكن كغيرها من القوارب، إذ إنه لم يتم طليها بالقطران ولا بأية مادة أخرى، بل كان يتم ربط ألواح الخشب ببعضها بعضاً بوساطة مسامير حديدية كبيرة، تنفذ من لوح إلى آخر وكذلك يتم شد هذه الألواح بحبال لزيادة ترابطها).
ومن المحتمل أنها كانت تبنى بالطريقة نفسها منذ قرون بعيدة. ولقد تم العثور على قلادة قديمة في تل أبرق في أم القيوين في الإمارات يعود تاريخها إلى (300 ق.م) ويظهر عليها (رسم واضح يمثل قارباً بخلفية مربعة ومقدمة متقوسة حادة وفوقه شراع، ومن الواضح ان هذا الشراع مطابق إلى حد بعيد للشراع العربي، وتقدم هذه القلادة أقدم وصف للشراع المثلث، الذي يسمى الشراع اللاتيني). ومع مجيء الإسلام في القرن السابع الميلادي، تغيرت ملامح الخليج وكذلك المنطقة المجاورة بشكل كبير، وابتداءً من هذه الحقبة أصبحت الدولة الإسلامية تسيطر على الطرق التجارية عبر الخليج والبحر الأحمر، وعلى الطرق البرية عبر الأناضول.
وفي منتصف القرن الثامن الميلادي اتسعت الدولة الإسلامية من جبال بيرنيه في شبه الجزيرة الأيبيرية وصولاً إلى نهر السند وخلال سبعمائة سنة تلت انتشر الإسلام غربًا وشرقًا وأصبح المحيط الهندي البحيرة الإسلامية، ولقد سيطر التجار العرب على التجارة وعلى البضائع القادمة من الشرق وخاصة التوابل، وبقي الوضع على ما هو عليه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، حين أبحر فاسكو دي جاما حول أفريقيا فاتحاً بذلك طريقاً تجارياً جديداً للممالك الأوروبية، ليدخل البحارة العرب في منافسة مع البحارة الأوروبيين وباتساع نشاطاتهم التجارية، أصبح البحارة العرب أكثر علماً بجغرافيا العالم، وصاروا قادرين على تقديم خرائط أكثر دقة لوصف العالم المعروف آنذاك، وكانوا ينقلون معهم في رحلاتهم الجغرافيين والرحالة، وهم بدورهم سجلوا ملاحظاتهم ووصفهم للأماكن التي قاموا بزيارتها. وفي القرن العاشر الميلادي كتب أحد الرحالة البغداديين وهو ابن حوقل واصفاً الخليج أن مياهه صافية تشف عما تحتها، وانه يمكن للمرء أن يرى الحجارة البيضاء في القعر، ولقد ذكر كذلك انه كان هناك الكثير من اللؤلؤ والمرجان وكذلك كان هناك الكثير من الجزر التي يقطنها الناس. ولقد قدم جغرافي آخر، وهو المقدسي وصفاً للبحارة الذين كان يرتحل معهم حول سواحل شبه الجزيرة السعودية كنت قد رحلت بصحبة رجال ولدوا وترعرعوا في البحر،
وكان لديهم كامل المعرفة عنه وعن مراسيه وعن رياحه وجزره، ولقد أمطرتهم بعدد كبير من الأسئلة عن البحر وخصائصه الطبيعية وحدوده، ولقد رأيت لديهم أدلة بحرية يقومون بدراستها ومراجعتها، متبعين إرشاداتها بثقة وحماس). وربما يكون ابن بطوطة الرحالة العربي المولود في طنجة، أكثر الرحالة شهرة وأكثرهم ترحلاً، وقد استطاع في رحلاته ما بين 1325-1353م أن يترحل عبر مساحة كبيرة وصلت إلى (75000 ميل) ووصل إلى أبعد ما يمكن في ذلك الوقت حيث الصين. وفي أحد كتاباته يصف رحلة عبر الخليج العربي وسواحل شبه الجزيرة السعودية بقوله: ( أبحرنا من قلوة إلى ظفار، حيث كانت الخيول الأصيلة تصدر من هناك إلى الهند، وهذا السفر استغرقنا شهراً وكان مصحوباً بريح محببة).
وعن طريق عدد هائل من القوارب تبحر في المحيط الهندي كان العرب يلتقون بأقرانهم من التجار الهنود وتجار (مالي) والصين، وكانوا يتبادلون نظاماً تجارياً ثقافياً في أغلب الأحيان كان يخلو من النزاعات وبذلك تم توطيد الاتصال بين هذه الثقافات. وقد أبحر التجار العرب بشكل منتظم إلى الصين وفي بداية القرن الخامس عشر أرسل الصينيون أساطيلهم التجارية في رحلات بحرية متعددة، شملت الخليج العربي وإفريقيا الشرقية، وقد ذكر ابن حبيب في القرن العاشر الميلادي دبا بوصفها واحداً من أهم الأسواق العربية يؤمها التجار من الهند والسند والصين، إضافة إلى أناس من الشرق والغرب
كان الخليج العربي و البحر الأحمر من طرق التجارة الأساسية لكثير من الحركة التجارية والتبادلات الحضارية فيما بين الحضارات الكبري في الشرق.وكانت حضارة ما بين النهرين بين نهري دجلة والفرات قد قامت في أقصى الشمال الغربي من الخليج العربي. وكانت مياه الخليج في العصور القديمة أعمق كثيرا مما هي عليه اليوم، وبانحسار المياه شيئاً فشيئاً ظهرت أرض خصبة غنية بالرسوبيات، مما جعل المنطقة مصدر جذب للإستيطان . وكانت منطقة الخليج العربي ملتقي الحضارات والثقافات القديمة . لأنها كانت تقع عبر التاريخ تقع بأقصى الهلال الخصيب .
وهو الأرض الخضراء التي تمتد من منطقة بأقصي شمال الخليج مشَكلّة نصف دائرة حتى شمال غرب هذه المنطقة لتمتد إلى دلتا نهر النيل. وفي منطقة الإمارات العربية وعُمان، تم العثور على آثار تدل على وجود مستوطنات سكانية يعود تاريخها إلى سبعة آلاف سنة. في هذه المستوطنات تم اكتشاف قطع متميزة من الفخار الأسود من منطقة عبيد(مادة) بالعراق .مما يدل أن التجارة عبر مناطق الخليج المختلفة كانت نشطة.
وكان أبناء وادي الرافدين وجيرانهم من الحضارات المختلفة يتاجرون عبر الخليج و المحيط الهندي وبحر العرب منذ عصور قديمة على الرغم من وفرة المنتجات الزراعية في منطقة الرافدين ظلوابحاجة للحصول علي المعادن والخشب والحجارة. فانطلقوا بقواربهم عبر النهر ليصلوا لمياه الخليج بحثاً عن هذه الموارد عن طريق تجارة أكبر، ولقد ذكرت وثائق السومريين التاريخية المكتوبة التي تعود إلى ثلاثة آلاف سنة ق.م.أنهم كانوا يصلون لمنطقة منطقة ميجان (عمان)(أنظر : عمان ) لجلب النحاس في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية. و منذ ألفي عام ق.م. وبعد حضارة {ميجان} ورد اسم دلمون في البحرين في السجلات التاريخية بوصفها مركز تبادل تجاري بين الرافدين وميجان و ملوحة؛ (إسم أطلقه الأكاديون على منطقة وادي السند) . وعثر هناك علي آثار تشتمل على أختام تشير إلى المنطقة التي وردت منها البضائع.
ووصل أبناء وادي الرافدين بقواربهم المجهزة ملاحيا إلى وادي السند, وكان السومريون يصنعون قواربهم من قصب (الغاب) . كما أن بحارة ميجان كانوا ايضا يسيطرون علي التجارة مابين الرافدين والهند عبر الخليج في القرن الثالث ق.م. كذلك كان أهل دلمون على ساحل الخليج والمدن القريبة من الساحل كأم النار ودلما على ساحل أبو ظبي و فيلكا في الكويت.ومما سهل التجارة شق طريق عام 3500ق.م. يمتد من شمال الخليج لربطه بالبحر المتوسط. والسلع التجارية التي كان الخليجيون قديما يتاجرون فيها منها الأعشاب والتوابل واللبان والمر والأقمشة والجواهر والأحجار الكريمة والسيراميك والساج والأرز والمعادن كالنحاس، الذي كان يجلب من ميجَن،
و عرف الخليج بوصفه مصدراً أساسياً لتجارة اللؤلؤ .فقلة عمق مياه الخليج مكَنت الغواصين من الوصول إلى عمق البحر لاستخراج محاره منذ أزمان بعيدة. وفي القرن السادس ق.م.انشأ الأخمينيون إمبراطوريتهم التي امتدت في أوجها إلى جميع أرجاء الشرق الأدنى، من وادي السند إلى ليبيا، وشمالاً حتى مقدونيا. و تمكنوا من السيطرة على جميع الطرق التجارية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البر والبحر؛ وقام ملوكهم بإعادة بناء الطريق من منطقة السوس في إيران إلى سارديز بالقرب من أفسس وسميرنا. وكان لاحتلال الرومان لمصر أثر كبير في منع العرب من العمل وسطاء تجاريين حبث سيطر الرومان على طرق التجارة عبر البحر الأحمر وكانوا على دراية وكفاءة عاليتين في مهارات الإبحار .
كما سيطروا على الطريق البحري المؤدي إلى الهند، وفي هذا الوقت من سيطرة الرومان، عملت كثير من الحضارات في آسيا وأفريقيا وأوروبا على إقامة علاقات حميمة معهم. وبحلول القرن الأول الميلادي ظهرت إشارات ودلائل إلى وجود تجار عرب وهنود يقطنون مصر وأوروبا، كما ان هنالك دلائل أثرية لمستعمرات تجارية رومانية في شبه القارة الهندية. ولقد تم العثور على كميات كبيرة من الزجاج الروماني في إدور في إمارة أم القيوين. وعلى الرغم من سيطرة الرومان على طريق البحر الأحمر، إلا أن الطرق البحرية وطرق الخليج كانت تحت سيطرة حضارة أخرى تمركزت في جنوب غرب آسيا، ألا وهي الحضارة البارثية التي ساهمت بشكل كبير في إثراء الحضارة الرومانية، وهذا ما دفع الرومان إلى توسيع نطاق إمبراطوريتهم، لتمتد جنوباً فتغزو بلاد الرافدين وبلاد المشرق للسيطرة على جميع الطرق التجارية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط.
ولقد استمر الاتصال بالعالم الخارجي واتسع نطاقه، ففي سنة (166م) أرسل الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس من مستعمرته في الخليج مبعوثاً إلى الصين، وباكتشاف أسرار رياح المحيط الهندي الموسمية في القرن الأول الميلادي تابع العرب ممارسة تجارتهم.وقد شهدت القرون التالية نزاعات بين أبناء المتوسط وحضارات جنوب غرب آسيا، ومع ذلك استطاع عرب شبه الجزيرة السعودية أن يظلوا حياديين إزاء النزاع القائم، وقد استمروا بالتجارة مرسلين قوافلهم وسفنهم إلى الموانئ، والمراكز التجارية على الجانبين، ولقد ورد وصف للسفن التي كانوا يستخدمونها في كتابات الكاتب البيزنطي بروكوبيوس، قال فيه: ( إن جميع القوارب التي كانت تأتي من الهند على هذا البحر لم تكن كغيرها من القوارب، إذ إنه لم يتم طليها بالقطران ولا بأية مادة أخرى، بل كان يتم ربط ألواح الخشب ببعضها بعضاً بوساطة مسامير حديدية كبيرة، تنفذ من لوح إلى آخر وكذلك يتم شد هذه الألواح بحبال لزيادة ترابطها).
ومن المحتمل أنها كانت تبنى بالطريقة نفسها منذ قرون بعيدة. ولقد تم العثور على قلادة قديمة في تل أبرق في أم القيوين في الإمارات يعود تاريخها إلى (300 ق.م) ويظهر عليها (رسم واضح يمثل قارباً بخلفية مربعة ومقدمة متقوسة حادة وفوقه شراع، ومن الواضح ان هذا الشراع مطابق إلى حد بعيد للشراع العربي، وتقدم هذه القلادة أقدم وصف للشراع المثلث، الذي يسمى الشراع اللاتيني). ومع مجيء الإسلام في القرن السابع الميلادي، تغيرت ملامح الخليج وكذلك المنطقة المجاورة بشكل كبير، وابتداءً من هذه الحقبة أصبحت الدولة الإسلامية تسيطر على الطرق التجارية عبر الخليج والبحر الأحمر، وعلى الطرق البرية عبر الأناضول.
وفي منتصف القرن الثامن الميلادي اتسعت الدولة الإسلامية من جبال بيرنيه في شبه الجزيرة الأيبيرية وصولاً إلى نهر السند وخلال سبعمائة سنة تلت انتشر الإسلام غربًا وشرقًا وأصبح المحيط الهندي البحيرة الإسلامية، ولقد سيطر التجار العرب على التجارة وعلى البضائع القادمة من الشرق وخاصة التوابل، وبقي الوضع على ما هو عليه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، حين أبحر فاسكو دي جاما حول أفريقيا فاتحاً بذلك طريقاً تجارياً جديداً للممالك الأوروبية، ليدخل البحارة العرب في منافسة مع البحارة الأوروبيين وباتساع نشاطاتهم التجارية، أصبح البحارة العرب أكثر علماً بجغرافيا العالم، وصاروا قادرين على تقديم خرائط أكثر دقة لوصف العالم المعروف آنذاك، وكانوا ينقلون معهم في رحلاتهم الجغرافيين والرحالة، وهم بدورهم سجلوا ملاحظاتهم ووصفهم للأماكن التي قاموا بزيارتها. وفي القرن العاشر الميلادي كتب أحد الرحالة البغداديين وهو ابن حوقل واصفاً الخليج أن مياهه صافية تشف عما تحتها، وانه يمكن للمرء أن يرى الحجارة البيضاء في القعر، ولقد ذكر كذلك انه كان هناك الكثير من اللؤلؤ والمرجان وكذلك كان هناك الكثير من الجزر التي يقطنها الناس. ولقد قدم جغرافي آخر، وهو المقدسي وصفاً للبحارة الذين كان يرتحل معهم حول سواحل شبه الجزيرة السعودية كنت قد رحلت بصحبة رجال ولدوا وترعرعوا في البحر،
وكان لديهم كامل المعرفة عنه وعن مراسيه وعن رياحه وجزره، ولقد أمطرتهم بعدد كبير من الأسئلة عن البحر وخصائصه الطبيعية وحدوده، ولقد رأيت لديهم أدلة بحرية يقومون بدراستها ومراجعتها، متبعين إرشاداتها بثقة وحماس). وربما يكون ابن بطوطة الرحالة العربي المولود في طنجة، أكثر الرحالة شهرة وأكثرهم ترحلاً، وقد استطاع في رحلاته ما بين 1325-1353م أن يترحل عبر مساحة كبيرة وصلت إلى (75000 ميل) ووصل إلى أبعد ما يمكن في ذلك الوقت حيث الصين. وفي أحد كتاباته يصف رحلة عبر الخليج العربي وسواحل شبه الجزيرة السعودية بقوله: ( أبحرنا من قلوة إلى ظفار، حيث كانت الخيول الأصيلة تصدر من هناك إلى الهند، وهذا السفر استغرقنا شهراً وكان مصحوباً بريح محببة).
وعن طريق عدد هائل من القوارب تبحر في المحيط الهندي كان العرب يلتقون بأقرانهم من التجار الهنود وتجار (مالي) والصين، وكانوا يتبادلون نظاماً تجارياً ثقافياً في أغلب الأحيان كان يخلو من النزاعات وبذلك تم توطيد الاتصال بين هذه الثقافات. وقد أبحر التجار العرب بشكل منتظم إلى الصين وفي بداية القرن الخامس عشر أرسل الصينيون أساطيلهم التجارية في رحلات بحرية متعددة، شملت الخليج العربي وإفريقيا الشرقية، وقد ذكر ابن حبيب في القرن العاشر الميلادي دبا بوصفها واحداً من أهم الأسواق العربية يؤمها التجار من الهند والسند والصين، إضافة إلى أناس من الشرق والغرب