عمر الخيام (436-517هـ / 1044 -1123م)
أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري. رياضي، وفلكي، وهندسي وشاعر وموسيقي، اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد في نيسابور وكان في صغره يشتغل في حرفة صنع الخيام ولهذا لقب بالخيام، ثم انتقل كثيرا في طلب العلم إلى أن استقر في بغداد عام 466 هـ / 1047 م.
عرف الخيام بصفاء ذهنه فكان يحفظ الكتب لا يفرقها عن أصولها البتة. وكان قد تأمل كتابا بأصفهان سبع مرات فحفظه وعاد إلى نيسابور فأملاه فقوبل بنسخة الأصل فلم يوجد بينهما كثير تفاوت. ولقد أتاحت له حافظته القوية أن يلم باللغة والفقه والتواريخ.?
فكان أن دخل يوما على الوزير عبد الرازق، وكان عنده إمام القراء أبو الحسن الغزال، وكانا يتكلمان في اختلاف القراء في آية، فقال الوزير: على الخبير سقطنا، فسأل عنها الخيام، فذكر اختلاف القراء، وعلل كل واحد منها، وذكر الشواذ وعللها، وفضل وجها واحدا. فقال الغزال: كثر الله في العلماء مثلك، فإني ما ظننت أن أحدا يحفظ ذلك من القراء فضلا عن واحد من الحكماء.
وقد كان الخيام مقربا عند ملكشاه وينزله منزلة الأصحاب. كما كان الخاقان شمس الملوك بنجارا يعظمه غاية التعظيم، ويجلسه معه على سريره.
وتعود شهرة الخيام إلى نبوغه بأعمال الرياضيات والفلك. ففي أعمال الجبر، اشتغل الخيام بالمعادلات ذات الدرجة الثانية محتذيا حذو أستاذه الخوارزمي . وعالج المعادلات التكعيبية معالجة منهجية منظمة ، واستطاع الحصول على أحد جذورها بطرق هندسية باستخدام القطوع المخروطية، على اعتبار أن الإحداثي الأفقي لنقطة تقاطع دائرة بقطاع مخروطي. كما كان أول من حاول تصنيف المعادلات حسب درجاتها وحسب الحدود فيها وجعلها محصورة في ثلاثة عشر نوعا، واستخرج الجذور لكل درجة من هذه الدرجات، فوصل إلى درجة من النضج الرياضي لم يسبقه إليها أحد. ولقد استخدم نصير الدين الطوسي حلول الخيام هذه في الحصول على جذور المعادلات التكعيبية.
وقد كان اهتمام الخيام عظيما بالمقدار الجبري وهو يشتغل في علم الجبر، فاستطاع فك المقدار الجبري ذي الحدين مرفوعا إلى أس 2، 3، 4، 5، 6، 7،...، ن ، أي عدد صحيح موجب، فكان مبتكرا لنظرية ذات الحدين، بعد أ ن كان علماء الرياضيات في القرون الوسطى قد وقفوا عند المقدار الجبري ذي الحدين مرفوعا إلى قوة أس اثنين فقط.
ولم يتوقف بحث الخيام عند تطوير علم الجبر فقط باعتباره علما مستقلا، بل اهتم بإدخال الجبر على علم حساب المثلثات . وتمكن من وضع حلول للكثير من المسائل الصعبة في علم حساب المثلثات باستعماله المعادلات الجبرية ذات الدرجة الثالثة والرابعة.
كما امتدت إسهامات الخيام إلى الهندسة، فعكف على دراسة هندسة إقليدس المشروحة والمعلق عليها من قبل علماء الرياضيات المسلمين، فأولاها عناية شديدة، وابتكر برهانا جديدا بخلاف ذلك الذي قدمه ابن الهيثم في برهانه على المصادرة الخامسة من مصادرات إقليدس. وكان الخيام شغوفا بأعمال الهندسة حتى إنه إذا سئل فيها عن مسألة طول في شرحها.
يروى أنه دخل على الخيام ذات يوم الإمام الغزالي، فسأله عن تعيين جزء من أجزاء الفلك للنقطة دون غيرها مع كونه متناسب الأجزاء، فطول الخيام وابتدأ من أن الحركة من مقولة كذا وضن بالخوض في محل النزاع ، حتى إذا أذن الظهر، فقال الغزالي: جاء الحق وزهق الباطل وقام.
ولم تقتصر أعمال الخيام على الرياضيات فقط، بل تعدتها إلى أعمال أخرى أدبية وشعرية واشتهرت منها رباعياته التي قرنت باسمه. وقد وقف متأخرو الصوفية على شيء من ظواهر شعره فنقلوها إلى طريقتهم وتحاضروا بها في مجالسهم وخلواتهم. فقدح أهل زمانه فيه وأظهروا ما أسره من مكنونه، فخشي على دمه وأمسك من لسانه وقلمه، وعكف على الدرس والبحث.
وفي آخر أيامه كان يتأمل الإلهيات من الشفاء لـ ابن سينا ، فلما وصل إلى فصل الواحد والكثير وضع علامة بين الورقتين وقام وصلى وأوصى ولم يأكل ولم يشرب، فلما صلى العشاء سجد وكان يقول في سجوده: "اللهم إنك تعلم أني عرفتك على مبلغ إمكاني فاغفر لي فإن معرفتي إياك وسيلتي إليك ومات عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاما.
ترك عمر الخيام عددا كبيرا من المؤلفات في شتى فروع المعرفة التي كانت معروفة في عصره ومن أهم هذه المؤلفات نذكر: رسالة في شرح ما أشكل من مصادره كتاب إقليدس . ورسالة في النسب ، ورسالة في حل المسائل التكعيبية ، ورسالة في البحث عن فرض ية المتوازيات الإقليدسي ، ورسالة ميزان الحكمة ، ورسالة في الاحتيال لمعرفة مقدار الذهب والفضة في جسم مركب ، وكتاب مشكلات الحساب ، ورسالة في التقويم ( التقويم الجلالي) ، ورسالة في البراهين على مسائل الجبر والمقابلة ، والرباعيات ، ومقدمة في المساحة ، ورسالة في المصادرة الخامسة من مصادرات إقليدس ، ورسالة الكون والتكليف ، ورسالة في جواب الثلاث المسائل ضرورية التعداد في علم الجبر ، ورسالة الميزان الجبري ، وكتاب المقنع في الحساب الهندسي ، ورسالة في المعادلات ذات الدرجة الثالثة والرابعة ، وكتاب الموسيقى الكبير .
أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري. رياضي، وفلكي، وهندسي وشاعر وموسيقي، اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد في نيسابور وكان في صغره يشتغل في حرفة صنع الخيام ولهذا لقب بالخيام، ثم انتقل كثيرا في طلب العلم إلى أن استقر في بغداد عام 466 هـ / 1047 م.
عرف الخيام بصفاء ذهنه فكان يحفظ الكتب لا يفرقها عن أصولها البتة. وكان قد تأمل كتابا بأصفهان سبع مرات فحفظه وعاد إلى نيسابور فأملاه فقوبل بنسخة الأصل فلم يوجد بينهما كثير تفاوت. ولقد أتاحت له حافظته القوية أن يلم باللغة والفقه والتواريخ.?
فكان أن دخل يوما على الوزير عبد الرازق، وكان عنده إمام القراء أبو الحسن الغزال، وكانا يتكلمان في اختلاف القراء في آية، فقال الوزير: على الخبير سقطنا، فسأل عنها الخيام، فذكر اختلاف القراء، وعلل كل واحد منها، وذكر الشواذ وعللها، وفضل وجها واحدا. فقال الغزال: كثر الله في العلماء مثلك، فإني ما ظننت أن أحدا يحفظ ذلك من القراء فضلا عن واحد من الحكماء.
وقد كان الخيام مقربا عند ملكشاه وينزله منزلة الأصحاب. كما كان الخاقان شمس الملوك بنجارا يعظمه غاية التعظيم، ويجلسه معه على سريره.
وتعود شهرة الخيام إلى نبوغه بأعمال الرياضيات والفلك. ففي أعمال الجبر، اشتغل الخيام بالمعادلات ذات الدرجة الثانية محتذيا حذو أستاذه الخوارزمي . وعالج المعادلات التكعيبية معالجة منهجية منظمة ، واستطاع الحصول على أحد جذورها بطرق هندسية باستخدام القطوع المخروطية، على اعتبار أن الإحداثي الأفقي لنقطة تقاطع دائرة بقطاع مخروطي. كما كان أول من حاول تصنيف المعادلات حسب درجاتها وحسب الحدود فيها وجعلها محصورة في ثلاثة عشر نوعا، واستخرج الجذور لكل درجة من هذه الدرجات، فوصل إلى درجة من النضج الرياضي لم يسبقه إليها أحد. ولقد استخدم نصير الدين الطوسي حلول الخيام هذه في الحصول على جذور المعادلات التكعيبية.
وقد كان اهتمام الخيام عظيما بالمقدار الجبري وهو يشتغل في علم الجبر، فاستطاع فك المقدار الجبري ذي الحدين مرفوعا إلى أس 2، 3، 4، 5، 6، 7،...، ن ، أي عدد صحيح موجب، فكان مبتكرا لنظرية ذات الحدين، بعد أ ن كان علماء الرياضيات في القرون الوسطى قد وقفوا عند المقدار الجبري ذي الحدين مرفوعا إلى قوة أس اثنين فقط.
ولم يتوقف بحث الخيام عند تطوير علم الجبر فقط باعتباره علما مستقلا، بل اهتم بإدخال الجبر على علم حساب المثلثات . وتمكن من وضع حلول للكثير من المسائل الصعبة في علم حساب المثلثات باستعماله المعادلات الجبرية ذات الدرجة الثالثة والرابعة.
كما امتدت إسهامات الخيام إلى الهندسة، فعكف على دراسة هندسة إقليدس المشروحة والمعلق عليها من قبل علماء الرياضيات المسلمين، فأولاها عناية شديدة، وابتكر برهانا جديدا بخلاف ذلك الذي قدمه ابن الهيثم في برهانه على المصادرة الخامسة من مصادرات إقليدس. وكان الخيام شغوفا بأعمال الهندسة حتى إنه إذا سئل فيها عن مسألة طول في شرحها.
يروى أنه دخل على الخيام ذات يوم الإمام الغزالي، فسأله عن تعيين جزء من أجزاء الفلك للنقطة دون غيرها مع كونه متناسب الأجزاء، فطول الخيام وابتدأ من أن الحركة من مقولة كذا وضن بالخوض في محل النزاع ، حتى إذا أذن الظهر، فقال الغزالي: جاء الحق وزهق الباطل وقام.
ولم تقتصر أعمال الخيام على الرياضيات فقط، بل تعدتها إلى أعمال أخرى أدبية وشعرية واشتهرت منها رباعياته التي قرنت باسمه. وقد وقف متأخرو الصوفية على شيء من ظواهر شعره فنقلوها إلى طريقتهم وتحاضروا بها في مجالسهم وخلواتهم. فقدح أهل زمانه فيه وأظهروا ما أسره من مكنونه، فخشي على دمه وأمسك من لسانه وقلمه، وعكف على الدرس والبحث.
وفي آخر أيامه كان يتأمل الإلهيات من الشفاء لـ ابن سينا ، فلما وصل إلى فصل الواحد والكثير وضع علامة بين الورقتين وقام وصلى وأوصى ولم يأكل ولم يشرب، فلما صلى العشاء سجد وكان يقول في سجوده: "اللهم إنك تعلم أني عرفتك على مبلغ إمكاني فاغفر لي فإن معرفتي إياك وسيلتي إليك ومات عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاما.
ترك عمر الخيام عددا كبيرا من المؤلفات في شتى فروع المعرفة التي كانت معروفة في عصره ومن أهم هذه المؤلفات نذكر: رسالة في شرح ما أشكل من مصادره كتاب إقليدس . ورسالة في النسب ، ورسالة في حل المسائل التكعيبية ، ورسالة في البحث عن فرض ية المتوازيات الإقليدسي ، ورسالة ميزان الحكمة ، ورسالة في الاحتيال لمعرفة مقدار الذهب والفضة في جسم مركب ، وكتاب مشكلات الحساب ، ورسالة في التقويم ( التقويم الجلالي) ، ورسالة في البراهين على مسائل الجبر والمقابلة ، والرباعيات ، ومقدمة في المساحة ، ورسالة في المصادرة الخامسة من مصادرات إقليدس ، ورسالة الكون والتكليف ، ورسالة في جواب الثلاث المسائل ضرورية التعداد في علم الجبر ، ورسالة الميزان الجبري ، وكتاب المقنع في الحساب الهندسي ، ورسالة في المعادلات ذات الدرجة الثالثة والرابعة ، وكتاب الموسيقى الكبير .