ابن البناء (605-721هـ / 1208 -1321م)
أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العدوي المعروف بابن البناء، رياضي ومهندس وطبيب اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد بمدينة مراكش ، وكان جده قد هاجر إليها من الأزد إحدى القبائل القحطانية التي كانت تسكن اليمن وما جاورها من جنوب شبه الجزيرة العربية وإلى هذه القبيلة يمتد نسبه الأزدي. وقد امتهن جده حرفة البناء، ولذلك عرف بابن البنّاء نسبة إلى مهنة جده. كما عرف أيضا بالعددي لاشتغاله بعلم العدد والحساب.
بدأ ابن البناء رحلته مع التعليم بتلقي ما كان شائعا في عصره من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية فأدخله أبوه الكُتّاب حيث حفظ القرآن وبعض المتون التي تسمى بالأمهات في النحو والصرف والبلاغة والأدب والفقه والأصول، ونبغ في فهمها. وبعد دراستها على يد أساتذة كثيرين مرموقين في مراكش وفي فاس اللتين كانتا حاضرتي العلم ببلاد المغرب في ذلك العهد، درس في مراكش علوم العربية على يد الأساتذة: أبي إسحاق الصنهاجي المعروف بالعطار، ودرس العَروض على أبي بكر الفلوسي الملقب بالفار، ودرس الفقه على أبي موسى الشرناتي، والحديث على محمد بن سعيد الأوسي. وفي فاس درس أيضا على القاضي أبي الحجاج يوسف التجيبي، كما درس الرياضيات على ابن حجلة، والطب على الحكيم الشهير بالمريخ.
وبعد أن أتم ابن البناء دراسته كرس جهده وحياته لخدمة علوم الحساب والجبر والهندسة والهيئة والطب. وقد أكسبه اشتغاله بالرياضيات والهيئة والتوقيت شهرة بالغة بين معاصريه. كما قدمته عند رؤساء دولته وأعلامها الكبار، فكانوا يستدعونه المرة تلو الأخرى إلى فاس لإلقاء دروس في الحساب والهندسة والجبر. وكان يحضرها كبار رجال الدولة وعلماؤها.
كان ابن البناء فاضلا عاقلا نبيها، كرس حياته للعلم، فانتفع به جماعات من الناس، وكان من عاداته أنه يشتغل من بعد صلاة الصبح إلى قرب زوال الشمس في وقت الغروب ، وكان ذلك دأبه شطرا طويلا من عمره. وفي يوم ذا ريح وغبار خرج ابن البناء من بيته يريد صلاة الجمعة فتأذى وأصابه يبس في دماغه بسبب ذلك الغبار. ومنذ ذلك الوقت أصاب ابن البناء حالة عصبية فامتنع عن أكل كل ما فيه روح، وأخذ يهذي ويكاشف كل من يدخل عليه بحاله ويخبره ببعض الأمور الغيب ية عنه، ويستعمل الأشكال الهندسية والحساب في أمور غريبة، وما زال على ذلك الحال حتى وافته المنية بمراكش عام 721هـ / 1321 م.
اشتهر ابن البناء بالاعتماد على الأرقام الهندية المعروفة بالغبارية والأرقام الأندلسية المعروفة بالعربية. كما اشتهر بالجوانب التطبيقية في علم الحساب والموسيقى. وقد ترك ابن البناء عددا من التلاميذ أصبحوا علماء وفلاسفة عصرهم من بعده، من أشهرهم: العلامة القلصادي ، وشيخ علماء المغرب ابن خلدون ، وابن النجار التلمساني، وغيرهم ممن كانوا أعلاما بارزة في ديار المغرب.
كما ترك ابن البناء عدة مؤلفات بلغ عددها اثنين وثمانين مؤلفا في شتى مجالات المعرفة: كالتفسير والأصول والمنطق واللغة العربية والنقد الأدبي، إلا أن أكثرها كان في علم الحساب والرياضيات والهندسة والجبر والهيئة. ومن هذه المؤلفات كتاب رسالة في الجذور الصم وجمعها وطرحها ، وكتاب الأصول والمقدمات في الجبر والمقابلة ، وكتاب قياس السطوح ، وكتاب مدخل إلى أوقليدس ، وكتاب رفع الحجاب ، وكتاب القانون في ترحيل الشمس والقمر في المنازل ، وكتاب الأسطرلاب واستعماله وأحكام النجوم ، وكتاب معرفة أوقات الليل والنهار . ويعد كتابه تلخيص أعمال الحساب أشهر أعماله إذ يحتوي على أفكار رياضية مبتكرة ، ولذا فقد تناوله العديد من العلماء بالشرح والتعليق.
المصدر : موقع الإسلام
أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العدوي المعروف بابن البناء، رياضي ومهندس وطبيب اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد بمدينة مراكش ، وكان جده قد هاجر إليها من الأزد إحدى القبائل القحطانية التي كانت تسكن اليمن وما جاورها من جنوب شبه الجزيرة العربية وإلى هذه القبيلة يمتد نسبه الأزدي. وقد امتهن جده حرفة البناء، ولذلك عرف بابن البنّاء نسبة إلى مهنة جده. كما عرف أيضا بالعددي لاشتغاله بعلم العدد والحساب.
بدأ ابن البناء رحلته مع التعليم بتلقي ما كان شائعا في عصره من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية فأدخله أبوه الكُتّاب حيث حفظ القرآن وبعض المتون التي تسمى بالأمهات في النحو والصرف والبلاغة والأدب والفقه والأصول، ونبغ في فهمها. وبعد دراستها على يد أساتذة كثيرين مرموقين في مراكش وفي فاس اللتين كانتا حاضرتي العلم ببلاد المغرب في ذلك العهد، درس في مراكش علوم العربية على يد الأساتذة: أبي إسحاق الصنهاجي المعروف بالعطار، ودرس العَروض على أبي بكر الفلوسي الملقب بالفار، ودرس الفقه على أبي موسى الشرناتي، والحديث على محمد بن سعيد الأوسي. وفي فاس درس أيضا على القاضي أبي الحجاج يوسف التجيبي، كما درس الرياضيات على ابن حجلة، والطب على الحكيم الشهير بالمريخ.
وبعد أن أتم ابن البناء دراسته كرس جهده وحياته لخدمة علوم الحساب والجبر والهندسة والهيئة والطب. وقد أكسبه اشتغاله بالرياضيات والهيئة والتوقيت شهرة بالغة بين معاصريه. كما قدمته عند رؤساء دولته وأعلامها الكبار، فكانوا يستدعونه المرة تلو الأخرى إلى فاس لإلقاء دروس في الحساب والهندسة والجبر. وكان يحضرها كبار رجال الدولة وعلماؤها.
كان ابن البناء فاضلا عاقلا نبيها، كرس حياته للعلم، فانتفع به جماعات من الناس، وكان من عاداته أنه يشتغل من بعد صلاة الصبح إلى قرب زوال الشمس في وقت الغروب ، وكان ذلك دأبه شطرا طويلا من عمره. وفي يوم ذا ريح وغبار خرج ابن البناء من بيته يريد صلاة الجمعة فتأذى وأصابه يبس في دماغه بسبب ذلك الغبار. ومنذ ذلك الوقت أصاب ابن البناء حالة عصبية فامتنع عن أكل كل ما فيه روح، وأخذ يهذي ويكاشف كل من يدخل عليه بحاله ويخبره ببعض الأمور الغيب ية عنه، ويستعمل الأشكال الهندسية والحساب في أمور غريبة، وما زال على ذلك الحال حتى وافته المنية بمراكش عام 721هـ / 1321 م.
اشتهر ابن البناء بالاعتماد على الأرقام الهندية المعروفة بالغبارية والأرقام الأندلسية المعروفة بالعربية. كما اشتهر بالجوانب التطبيقية في علم الحساب والموسيقى. وقد ترك ابن البناء عددا من التلاميذ أصبحوا علماء وفلاسفة عصرهم من بعده، من أشهرهم: العلامة القلصادي ، وشيخ علماء المغرب ابن خلدون ، وابن النجار التلمساني، وغيرهم ممن كانوا أعلاما بارزة في ديار المغرب.
كما ترك ابن البناء عدة مؤلفات بلغ عددها اثنين وثمانين مؤلفا في شتى مجالات المعرفة: كالتفسير والأصول والمنطق واللغة العربية والنقد الأدبي، إلا أن أكثرها كان في علم الحساب والرياضيات والهندسة والجبر والهيئة. ومن هذه المؤلفات كتاب رسالة في الجذور الصم وجمعها وطرحها ، وكتاب الأصول والمقدمات في الجبر والمقابلة ، وكتاب قياس السطوح ، وكتاب مدخل إلى أوقليدس ، وكتاب رفع الحجاب ، وكتاب القانون في ترحيل الشمس والقمر في المنازل ، وكتاب الأسطرلاب واستعماله وأحكام النجوم ، وكتاب معرفة أوقات الليل والنهار . ويعد كتابه تلخيص أعمال الحساب أشهر أعماله إذ يحتوي على أفكار رياضية مبتكرة ، ولذا فقد تناوله العديد من العلماء بالشرح والتعليق.
المصدر : موقع الإسلام