منتدى طلاب القرم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى طلاب القرم

منتدى دراسي

يرجى من الاعضاء ان ارادوا تحميل اي ملف يرجى رفعه من 4 شيرد
نتمنى للطلاب قضاء عطلة ممتعة
ان شاء الله قضيتو عطلة ممتعة وحان دور العودة الى المدارس

    نتائج الحـروب الصليبـية عـلى الدول الأوروبية (1)

    UaEBoSS
    UaEBoSS
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 58
    نقاط : 168
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/03/2010

    نتائج الحـروب الصليبـية عـلى الدول الأوروبية (1) Empty نتائج الحـروب الصليبـية عـلى الدول الأوروبية (1)

    مُساهمة  UaEBoSS الجمعة أبريل 09, 2010 8:32 pm

    كما كان للحروب الصليبية آثار على العالم الإسلامي فقد كان لها أبلغ الأثر كذلك على الدول الأوروبية ، ويظهر هذا الأثر في الجوانب التالية:

    أولاً : في الاجتماع والسياسة :

    1- إضعاف نظام الإقطاع :

    وهو يعتمد على قاعدة عريضة من العبيد الذين كانوا يقومون بفلاحة الأرض وخدمتها لصالح سادتهم من الأمراء والفرسان والنبلاء ، وكانوا يعاملون معاملة آلات الحرث والسقي التي تلزم الأرض ولا تقوم حياتها إلا بها ، وليست لهم حقوق على أسيادهم إلا الطعام الضروري واللباس والمأوى على أحط المستويات وأدناها ، ويكون أبناؤهم كذلك عبيداً لأسياد آبائهم ، وليس لأحد منهم الحق في الخروج عن إرادة سيده قط .

    وقد كان هذا النظام يفتت المجتمع الأوروبي من داخله ويولد العداوة والبغضاء في نفوس العبيد تجاه السادة ، كما كان يولد تنافساً بغيضاً بين أصحاب الإقطاع يؤدي للتنازع والتعادي .

    وكانت الحروب الصليبية فرصة للعبيد للهروب من عناء الإقطاع ، ولم يكن السادة قادرين على منعهم من المشاركة في تلك الحروب لأن الكنيسة باركتها ومن يشارك فيها ، ولقد أدى ذلك إلى أن يبحث أصحاب الإقطاع عن عمال من الأحرار الذين يأخذون على عملهم أجراً ويشترطون حقوقاً ولا يعملون مسخرين مقهورين ، وأدى ذلك إلى تصدع نظام الإقطاع وانقراضه فيما بعد .

    2- تقوية السلطة المركزية لملوك أوروبا :

    فقد كان الإقطاع في أوروبا من أهم أسباب إضعاف السلطة المركزية لملوك أوروبا ، حيث كان يستعصي عليهم إخضاع كبار الإقطاعيين أو السيطرة عليهم ؛ لأن هؤلاء الإقطاعيين يعتدون بقوتهم وثروتهم وعبيدهم ولا يرون للملوك سلطاناً عليهم ، فكانت بعض ممالك أوروبا من داخلها ممالك متعددة بتعدد أصحاب الإقطاع .

    فلما جاءت الحروب الصليبية وضعف نظام الإقطاع وشارك بعض كبار الإقطاعيين فيها وهلك بعضهم في تلك الحروب _ عادت السلطة المركزية في بعض ممالك أوروبا وأصبح بعض ملوكها في مكانة قوية .

    3- إحداث تغييرات اجتماعية وسياسية في أوروبا :

    وذلك بسبب ضعف نظام الإقطاع ، ومن تلك التغيرات تقارب الفوارق بين طبقات المجتمع ، وظهور الطبقة الوسطى من العمال الأحرار غير العبيد ، وظهور القوميات المتعددة في أوروبا بعد أن كان الإقطاع هو الذي يوحد بين الناس في ظل السيد فلما ضعف الإقطاع آوى الناس إلى ظل قومياتهم .

    4- ظهور جماعات دينية تحترف الحرب :

    كفرسان المعبد ( الداوية ) هي هيئة عسكرية دينية تابعة للكنيسة . والاسبتارية وهي هيئة عسكرية دينية تابعة لمستشفى القديس يوحنا المقدسي . وفرسان تيوتون وهي هيئة عسكرية ألمانية دينية .

    وجميع هذه الجماعات تأسست بسبب الحروب الصليبية ، وجميعها كذلك شارك في هذه الحروب ضد المسلمين في أماكن متعددة وعلى مدى زمن غير قصير .

    5- دعم مركز البابا وتقوية نفوذه :

    وأصبح ملوك أوروبا الذين كانوا كثيرا ًما يتمردون على سلطان البابا خاضعين لنفوذه ، إذ يقود حرباً مقدسة يمنح المشترك فيها حق غفران الذنوب بينما يصدر قرار الحرمان ضد كل من يتقاعس عن الاشتراك فيها ، كما قويت تبعاً لذلك مراكز بعض ملوك أوروبا الذين أسرعوا بالاستجابة لدعوة البابا بالمشاركة في هذه الحروب .

    ثانياً : في الاقتصاد :

    1- انخفاض أثمان الأراضي والعقارات :

    إذ لما اشتد الإقبال على النقود لإعداد المقاتلين والمؤونة والأسلحة فضلاً عن الإعداد للمعركة ، رغب حينئذ كثير من الناس في بيع ممتلكاتهم ومزارعهم للحصول على المال فأدى ذلك لانخفاض أثمانها .

    وهنا برز اليهود فقدموا قروضاً بربا فاحش فعاش الأوروبيون في القلق والاضطراب والضيق ، فاستاؤوا من مسلك اليهود ، فحقدوا عليهم ، وعندما حانت لهم الفرصة اضطهدوا الكثيرين منهم .

    2- فرض ضرائب جديدة من أجل الحروب الصليبية :
    من قبل بعض الملوك كما فعل لويس التاسع لتجهيز الحملة الصليبية ، وكذلك فعل فيليب أوغسطس وريتشارد قلب الأسد .

    3- انتعاش بعض المدن الأوروبية اقتصادياً :

    حيث أصبح النشاط التجاري يحتل مكان النشاط الزراعي ، وأصبحت بعض المدن مراكز اقتصادية مثل : جنوا والبندقية وبيزا ومرسيليا وبرشلونة .

    وأدى ذلك إلى اتساع المصارف واتساع نطاق عملها ، كما أدى إلى تحسين طرق التجارة وإنشاء بعضها ، وإنشاء طرق ملاحية ذات خطوط منتظمة .

    ثالثاً : في النهضة العلمية والحضارية :

    إن الحروب الصليبية عرّفت دول غرب أوروبا على الحضارة الإسلامية بشكل أعمق وأعرض ، وتركت في حضارة أوروبا في عصر النهضة سمات ودلائل تشير إلى التأثر بالحضارة الإسلامية والنقل عنها .

    ففي الوقت الذي كانت الكنيسة تحرم صناعة الطب لاعتقادها أن المرض عقاب إلهي لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه ، في هذا الوقت كان المسلمون يمارسون الطب منذ زمن مبكر عن ذلك ، فقد توسع المسلمون فيه وترجموا موسوعات فارسية ويونانية وهندية في الطب إلى اللغة العربية ، وألفوا موسوعات لم يوضع لها نظير في الضخامة والتمحيص ، وكانت بعض أمهات هذه الكتب تدرس في جامعات أوروبا لمدى زمني طويل .

    أما سائر العلوم كالرياضيات والفلك وعلوم الطبيعة كالكيمياء والنبات والحيوان والمعادن والصيدلة ، فقد تفوق فيها المسلمون قبل عصر النهضة بوقت كبير ، فأخذوا يترجمون الذخائر العلمية وينقلون إلى العربية علوم الإغريق والرومان والفرس والهنود ، وأقيمت دور الكتب والمكتبات ، وفتح الخلفاء والأمراء قصورهم للعلم والعلماء وتنافسوا في رعاية العلم وأهله ، وأضاف العلماء كثيرا ًمن الآراء والنظريات التي نسبت لغيرهم .

    وبرزت أسماء كبيرة مثل : ابن مسكويه ، والخازن ، وابن خلدون ، وابن النفيس ، وابن الهيثم ، والبتاني ، والفرغاني ، والكندي ، والخوارزمي ، والبيروني ، والغافقي ، والقزويني ، وجابر بن حيان ، وابن البيطار ، وداود الأنطاكي ... وظلت مؤلفات هؤلاء العلماء المراجع المعتمدة في جامعات أوروبا حتى القرن التاسع عشر ، واعترف عدد كبير من مؤرخي العالم بفضلهم على العالم والإنسانية حتى قال قائلهم : إنه لولا أعمال العرب لاضطر علماء النهضة الأوروبية أن يبدءوا من حيث بدأ هؤلاء ، ولتأخر سير المدنية عدة قرون . وحتى قال آخر : إن كثيراً من الآراء والنظريات العلمية حسبناها من صنعنا ،فإذا العرب سبقونا إليها .

    وكانت جهود المسلمين في الجغرافية ذات أثر واضح في النهضة الأوروبية ، وبخاصة الجغرافية الوصفية والفلكية ، وكانت كتابات المسلمين وأبحاثهم وآراؤهم نبراساً اهتدى به علماء الغرب ، فلقد ظهر بين المسلمين علماء أفذاذ أضافوا إلى العلم أحسن التحقيقات عن طريق الأرصاد الفلكية ، ومشاهد الرحلات وتمحيص الروايات والمقارنة بينها لتبين السليم من الزائف .

    وقد استمر الرحالة الأوربيون يعتمدون إلى حد كبيرعلى المصادر الإسلامية في ارتياد ما كان مجهولا ًلديهم من أرجاء الأرض ، يقول جوستاف لوبون : فالعرب هم الذين انتهوا إلى معارف فلكية مضبوطة من الناحية العلمية عدت أول أساس للخرائط ، فصححوا أغاليط اليونان العظيمة في المواضع ، والعرب من ناحية الريادة هم الذين نشروا رحلات عن بقاع العالم التي كان يشك الأوربيون في وجودها فضلاً عن عدم وصولهم إليها.

    ومن أبرز آثار الحروب الصليبية في أوروبا أن أخذت بعض مدن أوروبا تنشئ مدارس لتعليم اللغة العربية ، إذ أدركوا أن تعلم اللغة العربية أمر ضروري للوصول لأهدافهم الدينية والاقتصادية ، وكان هذا سبباً في إهمال اللغة اللاتينية والإغريقية إلى حد كبير وإحياء اللغات الشعبية ، وصنفت كذلك المعاجم العربية الأوروبية لمعاونة المترجمين والمتعلمين .

    رابعاً : في إثارة المطامع في العالم الإسلامي :

    لقد كان الهدف في الحروب الأولى دينياً في الغالب ، أما محاولة العودة للعالم الإسلامي مرة ثانية فقد سيطر عليها طمع مادي في بلدان العالم الإسلامي.

    ولقد شجع الأوروبيين على العودة لاحتلال الشرق الإسلامي بعد انتهاء الحروب الصليبية جهات متعددة :

    أولها : الكنيسة التي كانت تحلم أن تكون من أجل ذلك جيشاً أوروبياً ضخماً يعيد للكنيسة هيبتها،ويعطيها السلطة التي كانت لها على ملوك أوروبا أثناء الحملات الصليبية،ثم أضافت هدفاً آخر وهو العمل على دعوة المسلمين للدخول في النصرانية .

    ثانيها: رجال المال والاقتصاد الذين بهرهم الشرق بمصنوعاته وخاماته .

    ثالثها :ملوك أوروبا الراغبين في أن يحصلوا لتجارة ممالكهم وتجارها على أسواق رائجة وموانئ إسلامية حافلة ، عن طريق سيطرة السادة الغزاة لا المتحالفين المتعاهدين .

    وقامت هذه الجهات بالتخطيط للعودة للشرق الإسلامي ، فكان من أبرز أعمالهم في هذا السبيل :
    · الاهتمام باللغة العربية : ليسهل أمامهم التفاهم والتعرف الدقيق على هذا العالم الإسلامي تاريخه وعاداته وتراثه .

    أما الكنيسة فليسهل على رجالها نشر النصرانية بين المسلمين ، والتجار ليسهل عليهم التعامل ، والملوك ليقوم بينهم وبين بلدان العالم الإسلامي سفراء يعرفون العربية .

    فتم تصنيف معاجم عربية أوروبية تعين المتعلمين للعربية ، فصنف المعجم العربي القشتالي سنة 1505 م ، وكتاب ( وصف أفريقية ) للحسن بن الوزان المشهور بليون الأفريقي ، ونشر جيوم بوستل المستعرب الفرنسي كتاب ( جمهورية الترك ) الذي يعد نواة صالحة اعتمدت عليها أغلب الدراسات العربية واتخذها المستشرقون مصادر أساسية لما قاموا به من دراسات عن الإسلام والعرب .

    · ترجمة القرآن الكريم إلى عدد من اللغات الأوروبية : لتيسير عمل من يقومون بهذه الدعوة أو الدعاية .

    · ترجمة الإنجيل إلى اللغة العربية ، ليستعين به الداعون إلى النصرانية من جانب ، وليكون في متناول المسلمين لقراءته والاطلاع عليه من جانب آخر .

    · الاستشراق : وهو دراسة تراث الشرق وتاريخه وعاداته وتقاليده ، وقد بدأت طلائع المستشرقين تعنى بهذه الدراسات منذ القرن العاشر الميلادي إلى يومنا هذا ، وكان هدفه التمهيد لغزو أرض المسلمين .

    · إنشاء مكتبات شرقية في أوروبا : مثل مكتبة باريس الوطنية سنة 1654 م ، وفيها حوالي سبعة آلاف مخطوط عربي ، ومكتبة جامعة ستراسبورج ، ومكتبة المدرسة الوطنية للغات الشرقي الحية ..

    · إنشاء المطابع الشرقية : كمطبعة إيطاليا ، ومطبعة فرنسا .

    · إنشاء المجلات الشرقية : التي كان للمستشرقين الفرنسيين فيها جهود معروفة ، مثل صحيفة العلماء ، ومجلة الجمعية الملكية الآسيوية ، والمجلة الإفريقية ، والمجلة التاريخية ، ومجلة تاريخ الأديان وغيرها ، وبعض هذه المجلات ما زال يصدر إلى هذا اليوم .

    ولقد تولد عن هذه الأعمال احتلال ثان لكثير من بلدان المسلمين غداة تحالفت دول أوروبا الغربية والشرقية على دولة الخلافة العثمانية حتى قضت عليها وورثت أملاكها وراثة غير شرعية .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:26 pm