منتدى طلاب القرم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى طلاب القرم

منتدى دراسي

يرجى من الاعضاء ان ارادوا تحميل اي ملف يرجى رفعه من 4 شيرد
نتمنى للطلاب قضاء عطلة ممتعة
ان شاء الله قضيتو عطلة ممتعة وحان دور العودة الى المدارس

    الشاعر معين شلبية

    ali osaily
    ali osaily
    عضو مميز


    الابراج : السمك عدد المساهمات : 121
    نقاط : 351
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 24/03/2010
    العمر : 30
    الموقع : المصفح

    الشاعر معين شلبية Empty الشاعر معين شلبية

    مُساهمة  ali osaily الأربعاء أبريل 28, 2010 8:52 pm

    الشاعر معين شلبية



    نبذة

    ولدت في الرابع عشر من تشرين أول عام 1958 في قرية المغار الجليلية التي تطل على بحيرة طبرية وتحيطها غابة من أشجار الزيتون الخضراء. عشت طفولة معذبة شأن أطفال فلسطين بعد نكبة شعبنا؛ تأثرت بحالات المعاناة التي عشناها حتى رافقتني إلى يومنا هذا، وكانت كافية لأن تجعلني أسيرها ومحكوما بها إلى الأبد.

    أنهيت دراستي الابتدائية في قريتي المغار عام 1972 والثانوية في قرية الرامة عام 1976.

    خلال دراستي الثانوية أصابتني أعراض الشعر الحقيقية وبدأت أتعرف على الثقافات واطلع على شعرها؛ ثم بدأت بنشر قصائدي في المنشورات الوطنية، الصحف الفلسطينية والعربية واختار قراءاتي من الإغريق مرورًا بالمتنبي حتى محمود درويش.

    التحقت بقسم اللغة العربية والإدارة العامة في جامعة حيفا حيث بدأت مرحلة جديدة من الحياة حيث مارست النشاط السياسي، الثقافي، الاجتماعي، والنقابي إلى يومنا هذا.

    شاركت في أمسيات ومهرجانات ثقافية، شعرية، محلية، عربية وعالمية عديدة..خاصة في مصر والأردن وحزت على شهادات تقدير عديدة وأخيرًا على درع تكريم شعراء ومبدعي فلسطين.

    عضو في اتحاد الكتاب العرب وأحد مؤسّسي جمعية إبن رشد للثقافة والفنون.

    تناولت نتاجي الأدبي عدة دراسات نقدية داخل البلاد وخارجها.

    عملتُ بكد وجهد على تحقيق التطلعات الوطنية لشعبنا من خلال المواقع الوطنية العديدة؛ وأعتبر أن حياتي ليست سوى وميض في خوالد المكان والزمان، ولكنها دائمة الصراخ، دائمة السفر، دائمة التخيّل.

    الكتابة، سفر تكويني الخاص، تسوية أخلاقية بين تجربتي الإنسانية وبين هاجس البحث عن سؤال الحرية، الحقيقة والعدالة في جو استثنائي شخصي وذاتي يبدأ من الصرخة الأولى ويمتد نحو التصاعد الغامض المتوتر والقلق الذي لا يتوقف على حال من اجل بناء تجانس كينوني بين الجماعي والفردي، بين الأنا والآخر، بين العشق والمرأة، بين الأرض والوطن.

    ولكن يبقى سؤال الكتابة مبحراً في الأزرق كما يبدو، معاناة لا شفاء منها، دهشة مشبعة بالوعي والهوس، تحك المخيلة، تداعب اللاواعي كي تصل إلى اللذة التي لا أحب الوصول إليها في هذا العالم الغائب، الضيق والسحيق.

    وهكذا، ولدت من رحم المعاناة حاملاً جواز سفر في عالم الفن والجمال، أحك الفضاء الواسع المسكون بالإبداع والظمأ، أعانق رجالا في الشمس، باحثا عن أوراق الزيتون في هذا الزمن الخريفي، راسما جدارية الحياة والموت حاملا سؤال الحرية والحقيقة في عالم مختل، مدهش وغريب.

    كنت ابحث عن الحلم الأول، عن الألم الأول مشعلا الحرائق في كل مكان، محترفا الحزن والانتظار، تائها في سبر غور حالة القدرة على معرفة نفسي وموسيقى الكون.

    كنت ابحث عن الوعي الأول المثير، المغامر العنيد والمشتعل بنار العشق، طارحا السؤال الثقيل: سؤال الحياة والموت.

    في تلك الحالة الاستثنائية، الإنسانية الشاملة في جوهرها المتألق، المتوتر، الحائر والمأزوم، كنت اسأل لأعود مع اقرب عاصفة كي أخترق جدار الذاكرة، وكلما داهمتني هذه الحالة كنت استعيد توازني في عالم لا يرحم. كنت استرخي في غيبوبة الوجع، هناك، على شاطئ البحر، اتألم زرقته وأتمنى الخلاص حتى تفيض الروح دهشة، تمردا ورؤىً.

    هذا الرحيل المستمر، تعبيري عن التجربة الحياتية على حقيقتها؛ يتداخل صراخي في غمار الأحزان، تتشابك الصور المضطربة، يتسع الهامش.. وتمضي غيمة.

    وهكذا استمر هذا الحضور اللامتناهي حتى يومنا هذا.

    لقد أصبت بخيبات أمل عديدة منذ طفولتي الأولى؛ أخذتني حالات الخوف والقلق في غمرة الدفاع عن دفاعي الذي تجلّى إمامي كلمح الوطن. قاومت بشتى أشكال التعبير الإنساني الظواهر السلبية وعبّرت عن انفعالي بتطويعه الطوعي لذاك الصوت الذي يسكن شقوق السؤال.. ولكن هيهات يشبعني هاجس يسكن الأفق.

    سكنت غابات عينيها، سكنت الضلوع، وقلت:

    الحب دائماً...

    واستمر قلبي يرفع صرخات الاحتجاج وهو ينادي:

    القلب لا يتحمل زمنين رديئين. التفت فلم أجد إلا ظلي... وسقطت جميع الأقنعة.أنا ألان وحدي أقاسي عذاب النص، أعانق بشغف ورغبة حرارة المرأة التي ما زالت النيران تشتعل في ثيابها، وتعود كما تعود الدائرة إلى نقطة البيكار، وكأن لسان حالها يهمس:

    أيها الفتى: أنت قد رأيت في غربتك مدنا كثيرة، فخبرني: أية مدينة أطيب؟

    قلت: تلك التي فيها من اختطفت قلبي!

    فدعيه يستدفئ حول بيتك، ونامي.

    الأعمال الشعرية :

    1. الموجة عودة 1989 دار الأسوار للثقافة الفلسطينية - عكا

    2. بين فراشتين 1999 المؤسسة العربية الحديثة - القدس

    3. ذاكرة الحواس 2001 المؤسسة العربية الحديثة - القدس

    4.طقوس التَّوحد 2004 دار الأسوار - عكا

    5.هجرة الأشواق العارية. 2005 دار الأسوار - عكا (تحت الطبع).

    الأعمال النثرية :

    1. تأملات 1992 النهضة للنشر والتوزيع - حيفا

    2. مساء ضيّق 1995 أبو رحمون للنشر - عكا

    3. شطحات 1998 منشورات البطوف - حيفا



    Muein_shalabeya@yahoo.com

    Muein_shalabeya@hotmail.com

    البداية



    الموجة عودة

    ولماذا أسامح يا أصحاب ؟

    هل أحد منكم يحمل أمتعة الصبح مكاني

    هل من يقرأ في حزني النكبة

    ويشارك في موت الليل مقاساة العتمة

    ويمزق شريانا في أحشاء زماني

    كانت في قلبي تتفتح زهرة

    كانت في روحي زنبقة مرة

    مر العمر ويا ليته... ما مرّ.

    كانت في قلبي تتفتح طفلة

    تتململ في رحم الأحزان.. تعاني

    كانت في روحي أنثى

    ترسم أجنحة الشمس وأعقاب البسمة

    لكن سهاما من قوس أحبائي

    بعثت في عز الصبح إلى روحي ... فأصابت !

    ماذا أفعل يا أصحاب ؟

    هل يوجد من يحمل منكم أتعاب الأمة

    هل أحد منكم يقرأ أسفار البحر

    ويرشف من قاع الكأس بقايا الجمرة ؟

    وتقول الطفلة:

    ماذا أفعل كي تجعلني حبلى!؟

    ماذا أكتب يا أغراب؟

    هل يوجد من يفهم فيكم ما قد أكتب؟

    قد أكتب عنكم كل خطاياكم

    وأعانق فيكم في عز الظهر عذابي

    لتكون الثورة

    لتكون الثورة

    لتكون الثورة..

    ماذا أعمل يا عشاق؟

    هل أحد منكم يعرف طعم الجرح المالح

    في صدر القبلة؟

    هل أحد منكم يعرف كيف يكون الحب

    على جسر العودة؟

    هل أحد منكم يعرف كيف تغيب الروح

    على خصر الخيمة؟

    هل أحد منكم يعرف كيف يجوع القلب

    وتنتحر الشهوة...؟!

    ماذا أفعل يا أحباب؟

    سراب هذا ... هذا سراب

    واصل شهوتك المائية

    واصل أحلام الزوجة

    فغدا ستعانق تلك الموجة

    الموجة عودة

    الموجة عودة

    الموجة عودة.

    البداية



    دع الشمس وانصرف

    وهج خفيض

    يومض خلف مشكاة الضباب

    يتهجَّى سؤال الغيب

    كما يتهجَّى موت وجوه الأنبياء

    وقبل أن يمهلني الرَّديد

    حطَّ عليه الرِّحال

    وغاب.

    مسيَّجا بنفسي

    وصلت منعطف الرَّحيل

    على ضفاف الرِّيح نزلت

    لتأخذنا الى العلويِّ

    فلتتوتر شعاب الليل سهما

    حين ينهمر الشعاع على الأصيل.

    لن نطفئ الوعد الذي

    نسجته روحك

    مذ سافرت بخطاك ناصية السراب

    لن نطفئ الباب الذي

    نبشته فيك مصطبة الغياب

    كأنما ذرفتك لؤلؤة التَّمنِّي

    حين دثَّرك الفناء

    فكيف تومئ رغبتك البهيَّة

    وفوق البحر رائحة تهبُّ

    كلما لاذت بنفسجة عصيَّة

    تحت نافذة الخراب.

    لم ينبجس وهم لثأرك في الوعود

    حين ضاق الأفق وانكمش الفضاء

    تركوك خلف مفازة الأحلام تعدو

    ليندمل فيك التَّحدي

    وينقشط عنك القرار

    لكنَّ وهجك ظلَّ منتصبا

    يؤرِّث ما تخضِّبه المواجع والرعود.

    هل عشقت فاتنة لتبتليك

    وأنت على معبر لا يمسِّد إلا

    غموض التُّراب؟!

    هل عشقتك فاتنة

    لتحمل هذا العذاب العذاب؟!.

    ليل بعيد

    والطريق يمطُّ نسغ الوصول

    على سياج الروح

    يكفتون الشَّوق في صمت

    ويمحون الفصول

    وأنا حلم يحلِّق في المنافي

    وبعث خلَّفته الآلهة

    يا أيُّها الوثنيُّ:

    وقع الفداء يزيل الطُّغاة

    يبيد الغزاة..

    يا أيُّها الوثنيُّ:

    دع الشَّمس في خدرها

    وانصرف !!!.

    البداية



    رحيل الروح

    رأيتك ترسمين الحلم بين النار والغسق

    وفوق الليل أقمار

    وخلف الروح أحزان

    ولون الحزن كالشفق.

    رأيتك تحملين البحر في عيجميل مغتربا

    وألواحا من الإيمان والكفر

    سألت البحر هل يدري بحامله

    فرد البحر أمواجا من الأرق.

    رأيتك تغرقين الحزن في شفتيك صامتة

    ألا تتساءلين الآن عن غرقي؟

    فقلت: بلى

    لماذا النهر لا يجري كما نبغي

    ولا نبغي عبور الحب كالورق.

    رايتك تحضنين الشوك

    والأشواك جارحة

    فقلت: كفى

    جروح الشوك في القلق.

    رأيتك خلف أحزاني وداخلها

    فهل تتحملين الحزن في السفر؟

    تعبت أنا من الأحزان لا أدري

    هل الأحزان يمحوها

    رحيل الروح

    عند مشارف الغسق؟

    تعبت أنا من الأحزان لا أدري

    هل الأحزان يمحوها

    رحيل الروح للعنق !؟.

    البداية



    طقس التّوحد

    مِن سدَّة العبث المكثَّف

    هيَّأت نفسي للصُّعود

    يسكنني قمر الضَّياع

    يجتاحني طقس التَّوحد

    يبزغ من الصَّحراء كتابي

    علَّ الحبر يبوح

    ببعث أو وداع.

    كفراشة يصطادها عابر، نزحتُ

    على نقوش كنعان اتَّكأت

    وفضت في الرَّحب الخصيب

    تلمَّست الفصول الأربعة

    كتبت فوق الريح

    مأساتي الأخيرة

    لكنَّ المغني جفَّ من سيل الحنين

    وغاب يلحس ما تقشَّر من شفاه متعَبة.

    كان ليلا واضحا

    لكي أبني بالمكابدة سقفا ينزُّ

    كان المكان ينأى ويدنو

    لخيام شرَّدتني

    كما يشرط ضوء فاتر

    وجه الرُّخام

    كان الزمان يعلو ويهبط

    لكن ..

    على الدنيا الرُّكام.

    مِن رحلة التيه

    من نار الشُّموس الباقية

    رجعت كزهرة النُّعمان

    قربانا يئنُّ

    لوطنٍ

    كلَّما فركته ذاكرتي

    فاح بين البحر والصَّحراء.

    مِن سيرة الغيب

    من عتبات سومر عدت

    رافعا وجع الدُّعاء :

    يا بحر

    يا شوقا يخيط لي الشِّراع

    متى أعود الى الجليل

    متى أعود ؟.

    يا راحلاً في دعسات الموت

    يا جيدد اللهاث وباحة الجرح العتيق

    سلاماً من الباقين .. هيَّا

    عليك سلام الغائبين

    سلاماً يوم تموت وتطفو

    ثمَّ تموت وتطفو

    وتُبعثُ حيَّا.

    البداية



    قبل الماء

    غبش على سطح المرايا والدخان

    خيول تسحب الأحلام

    من غسق البحار الى البحار

    غضب الزرقة يمحو لذيذ الأقحوان

    والريح تخلع صمتها العاري وتزحف

    على رصيف الأقحوان

    وأنا خيام من ظلال اللازورد تفترش الغمام

    تقرأ ما رسمت من المدن الكئيبة

    ثمَّ تمضي في هطولنا السري

    تلعن شوقنا الوحشي

    في سكة النسيان.

    -

    هي سطوة الحزن المقيم

    وشهوة بحرية علقت على طقس الضياع

    هي ومضة العشق المؤجل وحبل أمشاج الوداع

    على مرابطها اتكأت وبت في السمح الرطيب

    نبضي تصدع قيد أنفاس حميمة

    جسدي طامح بسكينة اللقيا

    ماء في كل المهابط فجرته الآلهة

    لم يبق في رئة المواجع ما ينفس رغبتي بين يديَّ

    فالمسافات تنزُّ وتشلح رجعها العاتي

    على شفة يتيمة.

    -

    مِن إسار الدمع في عيني ومن صمتي العصي

    تبعثرت ارتباكاً حول منحدر الفنون

    ما دلني أحد عليها لأجمع دهشتي مني إليها

    لعلي طائر النار الحرون..

    تورطت وعياً على ركبة الأمكنة

    لأسقف المنفى بأجنحة الضباب

    فانثال قبلي الماء ما بين الأنوثة والغياب

    كأن الناء بين نارين

    والماء يسند حلمه المائي ويجري

    في رهام الأزمنة.

    -

    مطر على حرير خريفنا المحزون

    ليس فيَّ سوى تجاعيد التوتر والتأزم

    يا تواشيحي الدفينة

    صوتي تسمر عند منعطف الرهان

    والروح غافية على وجع

    تجمد في مفاصلها الحنان

    سالت؛ وطال انهماري في خروم ترددي

    عن موجة صخرية سقطت

    في لجة الموت العتيقة

    وقفت؛ والقلب يرفو من تعرقه

    قمراً تجلى خلف طيات الركون

    قالت:

    سأعود من رحلة التيه المسجَّى

    فوق أروقة الشتات

    سأرجع؛ ما دام لي نجم ترابي

    وتحتي ذكريات !

    قلت؛ وكان الكلام خطيئتي ومشيئتي:

    لا شيء يؤول الأحلام في هذا الزمان

    لا شيء يؤول الأحزان في هذا المكان.!؟

    البداية



    محنة الألوان

    هناك خلف البحار العتيقة

    لا نوى قرمزيّ يربض خلف الزحام

    لا نوارس تودع عشّ الندى

    ولا هواء يحرك فيَّ الصدى

    لي خلف البحار بحار

    ولي وردة في مرايا الكلام

    وفناء مرجعي يحمل خيط المدى

    يدي على ساحل الجسد المخيم

    ويدي الأخرى نواحي الكلام

    فاخرجوا مني لتعبر خطوتي

    رويداً رويداً

    ثقوب الخيام.

    لم يبق بي جرح يذاكرني

    كي تراوغ مهجتي مني عليَّ

    لم يبق بي رجع ليخمش

    كنه مأساتي القطيعة.

    خبأت في صور الكآبة دمعها

    لأسبر ما وراء الموت

    لم أجد فيه الخلاص

    فالذكريات تفر من هلع الكتابة

    حين يأخذني المخاض

    لم أجد فيها الخلاص

    وأنا هبة من خيول الغيب

    ليس فيَّ سوى مراثٍ كنستها الآلهة

    نفحٌ تشظَّى

    على فكّة النور المغطى بالإيماض.

    طال انتظاري في سماء الفاجعة

    طال انتحاري

    كنحلة عطشى تجرجَر

    في شوارع لونها المقتول

    كفراشة حلَّت ببرزخ الأحلام

    حين تُطمس الأحلام

    والحلم بتول.

    طال طوافي في منابع نورها

    ونورها قمر ضبابي

    تلظَّى بنار الثلج والأوهام.

    يبست عروقي

    ونام طالع الأحزان في دمي

    لا تنبشي وجعي وصيف طفولتي

    لا تقتلي ليمون ذاكرتي

    واتركي كفيك مرآة على حلمي

    يكاد الحلم يشبهني

    وأنا المحاصر في ظلال الله

    على وردة يابسة.

    لا ترحلي ساعة المساء

    خذي المدامع والشُّفوف

    قلق الروائح، طيف نعاسي، برد الطرقات

    ودعي الأغاني والمواجع والطقوس

    وبعض مدائن عشقي والنساء.

    لا تهجريني عندما يخبو الضياء

    لم يبق لي منفى يعاودني

    ولا وطن يحدق في العراء.

    على جسدي تطفو حيرة الألوان

    والروح تفتح بابها للريح

    علَّ الروح تخلع جسمها الصوفي

    وبوح سديمها

    فالدنيا خـواء

    لا ترضعي بؤسي المراق

    فهذي بلادي ثانيةً

    تهرهر كربـلاء .!!!؟؟؟

    البداية



    مرايا الغمام

    غامت في دلالتها الحروفُ

    وغابت نفحة الطين المرصَّع بالشتات

    تحسَّست انعتاقي في مغيب اللون

    حين فرَّ الحلم من خلف الظِّلال

    حاملاً صوتي مرايا

    لابساً وجه الهواء

    لعلَّ ماءً دافقاً يفضي

    صوب سيرتنا الطريدة.

    ريح الضَّياع تعصف في خيام اللاجئين

    والموحشات تسُفُّ من ألق البلاد

    حين تنفطر السماء على السماء

    فاكتب نشيدك للحياة

    واشعل طقوس العائدين

    على طيف يزنِّر صهوة الاسراء

    نحو مأساتي المجيدة.

    جسدي قبر على سجادة المنفى

    روحي بياض في ملاذ العاصفة

    وأنا لست قديساً ولا متصوفاً

    لأعرف ما وراء الغيب

    وأكمل رحلة الأضداد

    في نسغ مغناتي الشريدة.

    سأحلم؛ كلما شطَّبت حرفاً راكداً؛

    بسماحة الألوان

    وكلما فتشت عنه

    عاد يهذي مرة أخرى بقافية

    تطلُّ عليَّ من صحراء قافلتي

    كخيمة المنفي في حضن القصيدة.

    لا ذنب في كفي، لا، ولا ريح القبور

    تكفي كي تدق القارعة

    لا وقت عند الوقت

    فاحمل جانحيك فوق الريح

    علَّ الريح تمطر الأحلام من بعدي

    على خدِّ الشَّهيدة.

    دالت الأحزان

    والأحزان مرساتي الأخيرة

    فخذي بقايا الماء مني

    وانثري جسدي المعبَّأ بالغمام

    على جبين الشمس

    كأنَّ الشمس توشك أن تطلَّ

    على جبيني مرَّة أخرى

    وترمي شالها الورديَّ

    في دمِّي الذي

    كَسَرَت حدودَه.

    فرَغت مِن رسالتها القصيدة

    فلترفعِِ الريح قربانها

    والبحار جُنَّازها

    لنعبر رَخْوَةَ الكشفِ

    مثلما تعبر الغيمة العالمِين

    ونمشي نحو سيرتنا

    في حُمَّةِ اللغةِ العتيدَة.

    البداية



    نافذتي الضبابية

    خلف نافذتي الضبابية

    تجتاحني رغبة المكاشفة

    عن كوكب أوغل في ثنايا السحاب

    عن بقايا رائحة تخمش فيَّ مسامات الجسد

    لأعبر فيها

    مثلما يعبر الحالم مرايا الغياب.

    خلف نافذتي الضبابية

    كتبت ستائرها الحروف

    فوق الزجاج الموشَّى

    برائحة العرق المخملي

    ينشق أمامي في الظلمة حيِّز للقمر

    يسترق النظرة على طيفها الطالع

    تحت المطر.

    خلف نافذتي الضبابية

    تمرُّ أمامي

    كلمح الآه في صدري

    يلهث فيَّ البحر

    كحصان عابر للشهوات

    بينما الزرقة الأبدية

    تمحو ظلال الرمل وأرحل

    حيثما تحمل الكلمات

    في مراثي الذكريات.

    خلف نافذتي الضبابية

    جمعت الحطب في داخلي

    وأضرمت النيران

    رتبت سجادتي العجمية

    بعض كتاباتي، تبغي، حواسي

    حفنة موسيقى وفوح ملابسها

    تحسست حتى الحيطان.

    خلف نافذتي الضبابية

    ينتابني حدس مهيض، بالضيق، بالقلق

    بالخوف، بالحنين الى أحد

    يتسلل نحو الغامض المرئيِّ

    ويصعد حتى الشجى

    يطل على ذاتي لكن

    سرعان ما أتصور أني

    لا أحد، لا أحد.

    خلف نافذتي الضبابية

    يندف الثلج على معاطف قلبي

    فينهمر الضياع

    تشتد ذائقة المطر

    تبحر في روحي الأحزان

    فأصرخ:

    سيدتي يا سيدتي

    يا امرأة تخلع إلا أنوثتها

    ستملأ الريح ثيابي

    وعلى سرير الحب

    ستبت شهقة الإبداع.

    خلف نافذتي الضبابية

    تأتيني من العدم

    تحمل جرحها الناريَّ

    فتوقظ فيَّ

    تموز الذي ما غاب يوماً

    تموز الذي

    لا

    بدَّ

    أن

    يعـود

    البداية



    نجمة يناير

    ( هي وحدها، وأنا أمام جمالها وحدي؛ لماذا لا توحّدنا الهشاشة ؟ ).

    صباح اللهفة، أيتها الأميرة !

    صباح الدهشة المفعم بأريج الأنوثة والعذوبة والوقار

    صباح الحبّ لمن تعرَّت روحها

    وراح جسمها الغضّ يفيض ناراً ونوراً

    وأنا عند قدميها الحافيتين، أرفع حالات التجلّي..

    أرفع حالات الهيمان.

    يثيرني ضبابك الكثيف، غموضك المذهل

    شهقة فتحة عري روحك الطيّبة

    إنسيابك العاطفي المضطرب، جسدك المباغت

    أنوثتك التي أكثر من أن تكون امرأة لأحد.

    أحاول استحضارك

    وأقبض على هذه اللحظة في شطحات الحلم

    حتى لا أنقرض؛

    وأعرف أن الحلم بدونك لا قيمة له

    أستقوي بخساراتي، علّك تخرجين من سباتك العاطفي

    تعتلين صهوة الريح، تلبّين الرغبة، وتأتين.

    في القلب أشياء كثيرة تتشظى بوحاً،

    تستعصي على الخروج

    لفتاة تنهض في ضيافة المطر

    لفتاة قد تفرّغت الفراديس لها

    لفتاة هي الفتاة.. والباقيات سدى.

    هل سيكتب لي أن أستمع إلى تقطعات تنهداتك

    وهي تتمزق على صدري ذات يوم !؟

    وأسأل:

    كيف سأمضي الفصول عارياً منك

    من رائحتك، من ضحكتك الآسرة

    من خوفك وجمالك وحضورك المتوتر الشّهي؟.

    قوارب الوجد تحملني إليك

    لغيابك وحشة للسرير، ورائحة توقظ الأعضاء

    تؤثث الخطايا الجميلة وتشعل المكان والزمان،

    كل شيء يعيدني إليك، وكلما هممت بمغادرتك

    تعثرت بك ..

    أتخيَّل معك التفاصيل الصغيرة والكبيرة

    المسموحة والممنوعة

    الروحي والذهني.. حتى الدفء الجسدي المشترك.

    حضورك فائض التأنيث

    يورطني بالأشياء الجميلة

    تحت عريشة جمالية

    تحضنين فاكهة التّألق وحيرة الفراق

    كأنك خيبة مؤجلة.

    سيدتي:

    طوبى لك، ما زلت مريضاً بك

    نظراتك الماطرة، أصابعك المخضلّة، ركبتك الملساء،

    إرتجاف الفلّ في ساقيك، أنفك الخضوب،

    غمازتك الساحرة، فوح ملابسك، شعرك المبلّل،

    مزاجك غير المهيأ لمزيد من الحزن،

    نبضات نهديك الصغيرين، النبيذ المعتق في شفتيك،

    دورة نهارك، خصرك السابح،

    ثنايا ثيابك الداخلية، سرّتك الناعمة، أنوثتك المغلولة،

    محاولة فك الإشتباك مع عيجميل،

    رائحة الطيب تحت إبطيك،

    قدرتك على فتح شهيّتي .. لالتهامك...

    وبعدُ وبعدُ.

    أبحث في ذاكرة الحنين، عن مدينة خارج الخوف

    نلتقي فيها بدون ذعر، عن حالة نمارسها

    جديرة أن تشكَّل بوحشية ناعمة

    محميّة استثنائية، خارجة عن المألوف

    ذاك العادي المغلّف بشراشف الشوق والشهوة.

    خُلقت الأحلام كي لا تتحقق ..

    فما زلت أقضم فاكهة فراقك مذ عرفتك،

    "فإن أجمل حبّ ،

    هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر"؛

    ولكن سرعان ما يتحول إلى مداد كتابة،

    حالة من الفقدان، نواح داخلي لا يتوقف

    وتوق إلى الإرتعاش في حضرة النشوة المرجوّة.

    معك يبدو الحزن جميلاً، والحلم أجمل.!

    أما العمر:

    "إنه العمر إلا قليلاً قد مضى

    وأنا لم أزل فوق جمر الغضى

    أتقرى السبيلا

    لك ألاّ تجودي، ولي

    أن أظلّ الذي يطلب المستحيلا " !؟

    ولكن يا سيدة المساء:

    " إن القصائد مفتاح باب الدخول

    إلى باحة المطلق المتهلل؛

    آه ... وأني أودّ الدخولا ".

    فهل تأذنين يا سيدتي ؟!.

    البداية



    هجرةُ الأشواقِ العاريَة

    علَى قيدِ الموتِ

    كانَ ضيفُ المطرِ

    يرسمُ فوقَ الرِّيحِ مَا فقدتْ يداهُ

    تخومَ اشتياقهِ

    وفوضىَ جهاتِهِ

    وحلمَ المدَى.

    لمْ يبقَ مِنْ عَبَقِ الرِّياحِ

    مَا تشتهيهِ المرايَا

    لِتُسْقِطَ ظلِّي عليَّ

    يؤَثِثُها الصمتُ الذِي تليهِ

    ضجةُ الجسدِ

    شتاءُ الروحِ

    وقيامُ الندَى.

    غابَ محكوماً بالفراقِ

    طاعناً فِي العشق ِ

    تراودُهُ

    جدليةُ تدميرِ الذاتِ

    جماليةُ تهكمِهِ علَى الحياةِ

    سعادةُ المتَّكئِ علَى خرائبهِ

    وهمسُ الصدَى.

    عادَ يطلُّ عليهَا

    هيَ المسكونةُ بالأوجاعِ

    ونزاعِ الألوانِ المفعمِ

    بألقِ العتمةِ ولهيبِ الأنوثةِ

    حتىَ أضحَى غيابهُا الشَّهيُّ

    عابراً فِي الوجدِ الذِي

    يطفحُ سكونَ الردَى.

    باتَ مكفَّناً بالأسئلةِ

    وفياً للأمكنةِ

    مدافعاً عَن هشاشةِ الممكنِ

    فِي مهبِّ الجسورِ

    مُذْ تخلَّى البوحُ عنهُ

    والباقِي سُدَى.

    صارَ يبحثُ عنهَا

    فِي خريطةِ ترحالهِ الداخليِّ

    بكلِّ مَا عَلِقَ بقلبهِ

    مِن غبارِ التشرُّدِ

    والتَّصحرِ والضَّياعِ

    لعلَّها تدخلُهُ سريرَ التجلِّي

    وتحصِي أضلُعَه

    لَهُ الرِّيحُ كلُّها

    ولهَا مقاماتُ الهدَى.

    مَا ظلَّ فِي القلبِ متسعٌ للنشيدِ

    وأنتَ فِي صحوةِ الفُقدان

    لاْ صحراءَ للذكرَى

    ولاْ مرثيَّةٌ زرقاءُ تعلُو

    فوقَ سطحِ العنفُوان.

    هوَ الشاردُ الأبديُّ

    مِن حطامِ البحرِ يطلعُ

    وهيَ الشهيةُ

    والنديَّةُ

    وهيَ الأميرةُ

    مِن ديارِ الحلمِ تهبطُ

    كيْ تستكينَ الروحُ

    علَى جسدِ الأقحُوان.

    مَا عادَ هوَ هوَ

    فقطارُ العمرِ يومضُ حدَّ الحلكةِ

    وفراشاتُ القلبِ

    تحملُ ممشَى الذكرياتِ؛

    هجرةُ الأشواقِ

    جواحيمُ تتقرَّى قسماتِ المترقرقِ الأبديِّ

    والمجاهيلُ أَجنحَتي

    تحطُّ عَلى سقفِ الريحِ

    لكلِّ اسمٍ رجوعُهُ

    ملءَ المدَى

    لكلِّ رَجْعٍ صداهُ

    كلمحِ الأرجُوان.

    مَا عادَ هوَ هوَ

    ومَا عادتْ هيَ

    ومَا عدتُ أنا أنا

    ولاْ الآخرُ أنا

    ومَا الحالةُ إلاْ حيِّزٌ كونيٌ للمشتهِي

    محطةُ انتظارٍ

    فِي الأبديةِ البيضاءِ

    حيثُ الكلُّ فِي الواحدِ

    والواحدُ فِي الكلِّ

    قرابينٌ مؤجلةٌ

    فِي ذُروةِ النسيَان.

    علىَ طرفِ التأملِ

    وفِي حضرةِ الشوفِ والغيابِ

    ينتابُني شعورٌ عصيٌّ علَى الإدراكِ

    يعودُني فِي الوحدةِ عطرُها الشَّهيُّ

    أنوثَتُهَا المترفعةُ

    شهقةُ اللهفةِ الأولَى

    حضورُها المباغتُ الخفيُّ

    رِعشةُ الإنخطافِ

    فِي سُبْحةِ الحرماَن.

    وأسألُ:

    - لماذَا تورقُ الزنابقُ فِي أوصالِي مِن جَديد؟

    * لكيْ ترطِبَها الريحُ يَا حَبيبي !

    صمتاً صمتاً يَا حَبيبتي

    قدْ يسمعُنا أحدٌ

    لكَم تشبهينَ الماءَ

    لكَم تشبهينَ الريحَ

    فِي حالةِ الهيَمان.

    صاهلٌ بالرغباتِ

    تأخُذُه القصيدةُ مِن جذوةٍ فِي القلبِ

    لاْ لشيءٍ

    رُبما

    كيْ تؤوِّلَّ مَا فيهَا

    مِن هاجسٍ يشتهيهَا

    لتَقرأ مَا يقولُ البحرُ ليْ:

    لاْ شيءَ يشبهُنا /

    وذاكَ منحدرُ الكلامِ

    تحرقُ هاطلاتِ ذاكَ اللهيبِ

    لنكتبَ مِن قريبٍ

    مَا تحطُّ السماءُ مِن ملامحَ

    تعرَّت علَى عزلةٍ قاتلَة .

    مارقُ حلمُنَا

    كأنَّهُ كائنٌ حبريٌّ

    لمْ نكنْ رمزاً لتحمِلَنَا النوافذُ

    علَى شفيرِ الأسئلَة

    ولمْ نكُن واقعاً يتجلَّى

    عَلى حبَّةِ القلبِ

    حينَ خابَ الظلُّ وارتحلَ الأُوارُ

    ولكنْ يا سيِّدي الحزنَ:

    غامضةٌ ظهيرتُنَا

    فِي لحظةِ الكشفِ الزائلَة.

    مقيمٌ فِي مجراتِ العراءِ

    يغرفُ رجعَ الغضَى

    منذورٌ للخساراتِ المعلقةِ

    علَى جدرانِ الغيابِ

    بعثرَهُ السبرُ عمَّا تخفِي

    حينَ تخلعُ الشمسُ ثوبَهَا الليليَّ

    وتحنُو قامةُ الأفقِ لهَا .. نخفقُ:

    نحنُ شهدُ الشهوةِ الأولَى

    نحنُ رذاذُ الضوءِ

    شهقةُ الحريرِ المجعَّدِ

    حفاوةُ الأضدادِ

    خريفُ الاعترافِ

    فِي ليلةٍ فاصلَة.

    كنبعٍ دافقٍ

    جوارَ مدفأةِ الأشواق ِ

    يتقرَّى أبهاءَها

    يتساقطُ الوهجُ علَى مداخلِ قلبِي

    صديقةُ الأسئلةِ

    تعلنُ سعيرَ الويلِ

    يقفُ متحدياً محنةَ وجودِهِ

    يتجولُ داخلَ خرائِبِهِ

    فِي زمنِ الموتِ العبثيِّ

    يحملُ صقيعَ المعاناةِ

    وجعَ الحواجزِ

    والجدرانَ العازلَةِ.

    واصلَ حنانَها السَّخيَّ

    فِي غيبوبةِ ذهولهِ

    حاملاً

    حائطَ الدهشةِ والإخفاقِ؛

    فِي لحظةِ تأبينِ أحلامِهِ

    تزمِّلُهُ

    حالةٌ مِنَ التصوِّفِ الضارِي

    تُغطِّي نواحَ الانكفاءِ

    وهشاشةَ الممكنِ

    يدلُقُ روحَهُ ويمضِي

    فِي نقعةِ الضوءِ المائلَة.

    تعبتُ مِن هواءِ البحرِ

    والصحراءِ

    تجاعيدُ الوقتِ

    تَشْرَقُ روائحَ الليمونِ

    سياجُ البيتِ مشدودٌ علَى

    صفصافَةِ المنفَى

    نرجسٌ رخوٌ ينثالُ مِن حبلِ

    المساءِ

    شلالٌ مِنَ السُّهدِ يلتحِفُ

    الخيالَ

    وجهٌ يتوسَّدُ النجماتِ

    فوقَ جذوعِ السماءِ

    فراشةٌ في القلبِ تقايضُ الليلَ

    ظلٌّ يطمرُ ظلَّهُ المهجورَ

    ويسكنُ راحلَة.

    البداية



    هجرة اللازورد

    وكانت النكبة !!

    يا وطن الغوائل على مذبح المجزرة

    يتجلَّى حنظلة!

    يصرخ:

    يا سارق ألعابي .. قف!

    يتحسَّس أعضاءه

    يرسم التاريخ

    ويغرق في اللازورد.

    واكتفينا بأغنية

    " سوف نرجع عمَّا قليل الى بيتنا "

    سيِّدة الأرض

    شهقة الياسمين

    كان اسمها " فلسـطين "

    نحمل الحلم حشاشة

    يا وبلا من الحرمان

    في يد تمسك الحجر.

    هي صرخة حرَّى

    ويعروني سؤال البرق عني

    وعن طروادتي الأولى

    وعن هزائمي ومأساتي البطولية

    في رحلة الغيب الخالدة.

    هي هجرة الروح

    وتعلوني طقوس الريح فيَّ

    كي تفسر تفاصيل القصيدة

    لغيمة نازفة.

    قالت:

    يا راحلا كأقحوان صبح ندي

    دع القلوب في مطارحها

    ليس فيك سوى الحزن

    ورائحة القهوة العربية والبئر العارفة

    لك حقول العتمة الأولى

    لك البحر والنهر والذكريات

    لك الليل إذا أسدف

    لك غيمة المنفى وسرحة سنديان

    لك الوادي وحبات الندى

    والفاء والثاء واللغة الحائرة.

    مأسوي أنا

    "عاشق سيء الحظ أنا ترب الندى"

    سريالي والآخر أنا

    بإرادتي ارتكبت اخطائي

    يطاردني الظلُّ ويتوارى في الآكام.

    لا بحر يدلقني عليك وفيك

    من النرجس المخطوف

    حتى آخر الليلك الباكي

    على فخذ وعنَّب وناي

    فاكتب

    ما تيسَّر عن لهاث الملح

    في دمنا

    يا وطن الريح

    يا شاعرنا

    يا مفتاح منفانا

    وغربتنا

    حتى الأبـد.

    البداية



    هل يغريك الموت

    متوّجاً كنفحة طيب

    لا وسما بهيا بعدك

    هبطت من ورق الغمام

    لترسم المعنى

    وتبعث من ضباب يديك

    رسالة أخرى

    ودمعا أبيا.

    ها أنت تؤثث عهد الغيب

    وترحل في شهوتك الأبدية

    ها أنت تحدق ثانية فيَّ

    وتحلِّق فوق رياح النور

    ها أنت تنضِّب صفوتك الوحشية

    وتشحن بالخيط الليلك

    علَّ الليلك يعبر طقس الموت

    بدون خلاص.

    هل يسعفك الموت؟

    مِن أيِّ سيوخ طينيٍّ قذفتك العزلة

    حتى شسوع العمر؟

    مِن أيِّ مجال ناري دفقتك جهات الخلق

    نحو مساحيق المنفى؟

    مِن أيِّ مهبّ مائي تتشمم رائحة البحر

    وتدعو للمطر التائه

    في صفحات الرمل؟.

    هل يسعفك الموت؟

    مِن أين لي عري الإجابة حين يشتعل السؤال؟

    مِن أين لي رجع المرايا حين ينكلار القناع؟

    مِن أين لي وقع الأغاني حين ينتفض النشيد؟

    مِن أين لي

    مِن أين لي

    ولك البداية والقيامة

    فيك يكتمل الهلال!.

    لك قمة الرؤيا

    مذ مرَّ الهواء على مفارق روحك وانكويت

    فاحمل بلادك

    رجَّها لو شئت

    وهيئ لسيدتي الأنيقة ما استطعت

    من البياض المقدسي

    فكن جرساً في مملكة الفجر

    وكن كالبرق في ملكوت الغسق.

    متكئاً على خرائب روحك

    مؤجلاً كقمر اليباب وشمس الفقراء

    يأخذني البحر تماما

    يفتح شباكا خلفيا للغربة

    تحملني ينابع الجوع

    فتجهش فيَّ رائحة الوطن الطافح بالأحزان

    ينهمر الوهج بقايا لا أعرفها

    يرتعش على الشفتين سؤال:

    هل يغريك الموت؟

    لا !

    هل يغريك الموت؟

    لا !

    هل يغريك الموت؟

    لا !

    كيف الرفض..

    والموت قميص الروح المتهيِّء

    في مهجعك الموعود

    كيف الرفض..

    وفي القلب مسار يتململ عند الحلم

    يا معراجاً يحمل,

    فوح ثراها

    وعودتك المنتظرة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 7:26 am